كتب أحدهم:
الأمة الضعيفة تقلد الأمم القوية .. حتى في الأشياء الفاسدة .. وربما لا تقلدها فيما ينفعها لتصبح قوية أيضا .. ومن الأمثلة على ذلك الشعر الحر وقصيدة النثر اللذان يعتبران تقليدا للشعر الغربي .. ولا أدري لماذا يتهرب بعض الأكادميين من هذه الحقيقة .. فمرة يقولون أن هذا النوع من الشعر امتداد للقصيدة العمودية وقد جاء من رحمها رغم انعدام الصلة والشبه بينهما.. ومرة أخرى يقولون أن هذا الشعر لا يعرف كيف كانت ولادته فيتركون القراء والناس في حيرة .. حتى لقد كاد الشعر العمودي أن ينعدم وصار من ينظمه متخلفا في نظر الشعراء الحـ.ـداثيين ..
لكن لماذا لا نرى بعض الشعراء الغربيين يقلدون القصيدة العمودية .. طبعا لأنهم لا يريدون أن يشعروا بالتبعية لأية حضارة .. ولأنهم ليسوا أغبياء كما نظن .. هم يفتخرون بأدبهم ولا يخلطون الأوراق .. ويعرفون أدبهم جيدا .. ويريدون أن يبقى على شكله بدون تغيير ولا تحريف ولا تشويه لشكله أو معانيه .. من دون تبعية لحضارة ما .. هكذا يحافظون على هويتهم ..
أما نحن فقد فرطنا في هويتـ-ــنا وصرنا نقلد الغـ-ــرب في كل شيء .. واعتبرنا ما يسمونه الشعر الحر وقصيدة النثر تحررا بينما الشعر الحقيقي ذو الشطرين قيودا ورجعية .. لنغطي بذلك عن ضعفنا في جانب اللغة والأدب .. كما اعتبرنا الشاعر الحداثي رمزا للشاعرية والحرية ..
وتركنا أدبنا فأقبلنا على الأدب الغـ-ــربي .. حتى هجرنا تراثنا .. نحن الذين ندعي الدفاع عن التراث .. وأرى أن ما يسميه أصحابه الشعر الحر وشعر التفعيلة ما هو إلا وجه من مخلفات الاحتـ-ــلال ..
اكتب تعليقك هنا