معنى الحسد وأصله
1- ما معنى الحسد:
الحسد هو: تمني زوال المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.
وسبب ذلك: حب الميزة على الجنس (أي على الآخرين)، وكراهة المساواة، فإذا حصلت للغير نعمة تميز بها تألم هذا الانسان (الحاسد) لتلك الميزة، أو مساواته له فيها، فلا يزيل ذلك الألم إلا زوال تلك النعمة عن المحسود، وهذا أمر لا يكاد أحد ينفك منه في باطنه، ولا يأثم الإنسان بوجود ذلك، بل يأثم بالتمني لزوال نعمة عن أخيه المـ.ـسلم.
وفي تفسير ((الظلال)) قال: الحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها، وسواء اتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ أو وقف عند حد الانفعال النفسي، فإن شرا يمكن أن يعقب هذا الانفعال.
ويعرف الحسد باسم ((العين)) أي الإصابة بالعين، ويقال: رجل عَائِن أو مِعْيَان أو عَيُون (بفتح العين): أي شديد الإصابة لغيره بالعين، وذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين)).
2- العين في لغة العرب:
وكلمة "عين" ترد إلى الأسماع بعدة معان:
فالعين: حاسة البصر والرؤية (آلة الإبصار لدى الإنسان والحيوان).
والعين: الجاسوس الذي يُبعث لتجسس الأخبار.
والعين والمعاينة: النظر.
ويقال للرجل يظهر لك من نفسه ما لا يفي به إذا غاب: هو عبد عين وصديق عين. والعين عظم سواد سواد العين وسعتها.
وفلان عين الجيش: أي رئيسه.
وأعيان القوم: أشرافهم وأفاضلهم.
والعين: عين الماء التي يخرج منها الماء ...، وهي الينبوع الذي ينبع منه من الأرض.
والعين: الناحية.
والعين: عين الشمس، وهو شعاعها الذي لا تثبت عليه العين ... وقيل العين أي الشمس نفسها.
والعين: المال العتيد الحاضر الناض.ّ
والعين: النقد والدينار.
والعين: الذهب.
والعين عند العرب: المَيْلُ، وهو أن ترجح إحدى كفتيه على الأخرى.
والعين في الميزان: حقيقة الشيء، يقال: جاء بالأمر من عين صافية، من فَصِّه وحقيقته، وجاء بالحق بعينه، أي خالصا واضحا.
وعين كل شيء: خياره والنفيس منه.
وعين الشيء: نفسه وشخصه وأصله.
وعين الشخص: شاهده.
والأعيان: الإخوة يكونون لأب وأم ...، والأعيان : ولد الرجل من امرأة واحدة، مأخوذة من عين الشيء، وهو النفيس منه.
والعين: الربا.
والعين: طائر أصفر البطن أخضر الظهر.
والعين: حرف من حروف الهجاء.
والعين من السحاب: ما أقبل من ناحية القبلة وعن يمينها، أي من قبل العراق، يقال: هذا مطر العين.
والعين: اسم لما عن يمين قبلة أهل العراق.
والعين: أن تصيب الإنسان بعين، وعان الرجل يعينه عينا، فهو عائن، والمصاب مَعِين ومعيون عيون ...، ورجل مِعيان وعَيُون: شديد الإصابة بالعين، والجمع: عُيُن وعِين.
هكذا العين في لغة العرب.
وما يهمنا هنا هو العين (الحسد).
والحسد -كما أسلفنا- هو تمني زوال النعمة، وهذا التمني قد يأتي بأن يعمل الحاسد على تعطيل الأسباب التي تؤدي للنعمة الظاهرة، كأن يكون للإنسان أرض وافرة الإنتاج كثيرة الرزق يحسده الحاسد عليها، ثم يأتي يغرقها ويقتلع زروعها ... أو يكون لإنسان بيت جميل أو سيارة فاخرة فيأتي ليحرقها ...، وقد يكون هذا التمني بالدعاء دون الفعل ... أو يكون من داخل النفس بحيث يؤثر على المحسود فيوجد في داخله ما يؤرق عليه حياته بمجرد إحساسه أن هناك من يتربص به ويتمنى زوال نعمته ويعمل على ذلك.
والحسود يتمنى زوال نعمة غيره، وهو في هذه الحالة لن يستفيد شيئا فالذي يغرق زراعة غيره أو يهلك أرضه أو يحرق بيته لن يعطيه الله هذه الأرض أو هذا البيت، وهو في الحقيقة ظالم لنفسه، أي أنه لم يعطيها شيئا تنتفع به، ولو شيئا عاجلا، ولكنه في نفس الوقت أعطاها الإثم الذي يوردها مورد الهلاك في الدنيا والآخـ.ـرة.
وكان الأحرى بالحاسد أن يعرف النعمة من الله سبحانه وتعالى وأن الله عنده خير كثير، وأنه يستطيع أن يعطي كل منا ما يريد دون أن ينقص ذلك من ملك الله شيئا، من هنا كان الأحرى به أن يتجه إلى الله سبحـ.ـانه وتعالى ليطلب منه ما يشاء ولكنه بدلا من ذلك يتمنى زوال نعمة الغير.
ولو أن هذا المال، أو الجاه، أو السلطان أو الصحة سيذهب إلى الحاسد لقلنا إنه ربما يبحث لنفسه عن نفع عاجل ...، ولكن الحاسد أول من يعلم أنه لا يصله شيء من هذا.
والحاسد في تصرفه إنما ينسب النعمة إلى المُنْعَم عليه، ولو أنه كان مـ.ـؤمنا حقا لنسب النعمة إلى خالقها، ولعرف أن الله سبحـ.ـانه وتعالى هو الذي أعطى.
فكأن الحسد هو اعتراض من الحاسد على إرادة الله سبـ.ـحانه وتعالى من أن يهب نعمه لمن يشاء والاعتراض على إرادة الله نوع من الكـ.ــفر، فهو لا ينكر أن الله هو المنعم فقط، ولكنه يعترض على الإرادة التي أعطت النعمة.
ــــــــــــــــــ
(منقول بتصرف يسير).
معنى الحسد وأصله
اكتب تعليقك هنا