سفانة بنت حاتم الطائية
من ربات الفصاحة والبلاغة، والجود والكرم، كان أبوها يعطيها من إبله فتهبها للناس، فقال لها أبوها: يا بنية إذا اجتمع الكريمين في المال أتلفاه، فإما أن أعطي وتمسكي، وإما أن أمسك وتعطي، فقالت: والله لا أمسك أبدا، وقال أبوها وأنا لا أمسك أبدا ...
فقاسمها ماله وتباينا.
وكانت سفانة في أسرى طيء، وأتي بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا محمد .. إني بنت سيد قومي، كان أبي يفك العاني، ويحمی الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط ... أنا بنت حاتم طيء .. فقال لها رسول الله : « يا جارية هذه صفة المؤمن ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها .. » ثم أسلمت، وحسن إسلامها ..
حازمة
قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. : يا رسول الله .. هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك . قال: «ومن وافدك؟» قالت: عدي بن حاتم، قال : «الفار من الله ورسوله ...» ثم قال رسول الله : «قد فعلت فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك»، فكساها رسول الله وحملها وأعطاها نفقة، فخرجت حتى قدمت الشام، فلما وقفت على عدي بن حاتم شرعت تقول: القاطع الظالم، لم احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك عورتك ... قال : أي أخيه لا تقولي إلا خيرا، ثم نزلت ، فأقامت عنده، وقال لها عدي : ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا فإن يكن الرجل نبيا، فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا، فلن تزل في عز اليمن وأنت أنت .. فقال لها عدي: إن هذا الرأي والله، فخرج حتى قدم على رسول الله لي فأسلم.
-------------------
المصدر: نساء صالحات.
اكتب تعليقك هنا