أربعة أمور مهمة تتعلق بعلاج المحسود
1- مشروعية رقية المحسود:
في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم -أوامر- أن يسترقى من العين.
وفي حديث أنس بن مالك: قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين.
وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أسماء بنت عميس عن أولادها: (مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة -يعني نحيفة- تصيبهم الحاجة؟) قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال صلى الله عليه وسلم: (ارقيهم).
2- شروط الرقى:
إذن ثبت جواز رقية المحسود، وأن هذا مما أباحه الشرع، لكن لا يرقى المحسود ولا غيره من المرضى إلا بالرقى المشروعة، وقد أجمع أهل العلم على أن الرقية يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط هي:
١- أن تكون بكلام الله تبارك وتعالى أو أسمائه وصفاته.
٢- أن تكون باللغة العربية أو بما يعرف معناه من غيرها.
٣- ألا يعتقد الراقي أن الرقية تؤثر بذاتها، بل بإرادة الله تبارك وتعالى وبإذنه، والله وحده هو الشافي، والرقية سبب من الأسباب.
وأضاف بعض أهل العلم من المعاصرين شروط أخرى إلى تلك الثلاثة السابقة؛ لا تقل أهمية عنها وهي:
١- ألا تكون رقية شركية لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك).
٢- ألا تكون الرقية من عراف أو ساحر أو كاهن؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم على إتيان هؤلاء بقوله: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)، وفي رواية أخرى: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كـ.ـفر بما أنزل على محمد).
٣- ألا تكون الرقية بهيئة محرمة كأن يتقصد الرقية حالة كونه جنبا أو في مقبرة أو حمام أو يكتبها مفرقة أو مقطعة أو حال نظره في النجوم أو تلطخه بالنجاسات أو كشف عورته، أو غير ذلك من الأحوال التي يشترطها السـ.ـحرة في رقاهم.
٤- ألا تكون الرقية بعبارات محرمة كالسب والشتم واللعن لأن الله تبارك وتعالى لم يجعل دواء في المحرمات كما قال صلى الله عليه وسلم: (تداووا ولا تداووا بحرام).
3- لا يجوز شرعا تعليق التمائم والأحجبة ونحوها للوقاية من الحسد:
اعتاد الكثيرون والكثيرات من جهلة هذه الأمة تعليق خرزات زرقاء أو أجراس أو أحذية صغيرة أو أحجبة وتمائم مختلفة الأشكال والأنواع أو عظام وقرون الحيوانات أو غير ذلك، ويتم تعليق هذه الأشياء على الأشخاص وعلى المنازل والممتلكات والدواب والسيارات، يزعمون أن ذلك يدفع الحسد والعين، وهذا غير جائز شرعا، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة كثيرة.
وهذه الأشياء جميعها إنما هي من جنس التمائم المنهي عنها في صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولا ألا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر -أو قلادة - إلا قطعت.
فقد كان أهل الجاهـ.ـلية يعلقون أوتارا على الدواب اعتقادا منهم أنها تدفع العين عن الدابة.
وفي الفتوى رقم 4393 الصادرة عن اللجنة الدائمة للإفتاء .. بتاريخ 20 /5/ 1402 هـ قال السائل: هل يجوز تعليق الحجاب (الحرز) على المريض وقد كتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم، وكتب معها يتوسل بالأولياء ومن الصحابة والصالحين، وكتب فيه أيضا كلام غير مفهوم بلغة العرب، ورسم فيه بعض النجوم أو تعليق أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
فأجابت اللجنة: لا يجوز تعليق هذا الحجاب على شخص أو وضعه في ثياب أو فراش أو بيت جلبا لمنفعة أو دفع لضر، وهو من جنس التمائم واتخاذها شـ.ـرك.
وفي الحديث: (من علق تميمة فقد أشـ.ـرك).
وأخرج ابن أبي حاتم: "أن حذيفة دخل على مريض فرأى في عضده سيرا فقطعه -أو انتزعه- ثم قال: {وما يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشـ.ـركون}.
وهذا يدل على أن التمائم والحروز والطلاسم ونحو ذلك مما يعلقه الجهال شرك يجب إنكاره وإزالته بالقول والفعل وإزالة بالقول والفعل وإن لم يأذن صاحبه.
وقد كره بعض الصحابة تعليق التمائم من القرآن...، وأجازه بعضهم...، والذي أراه منع تعليق المصحف أو آيات منه للأسباب الآتية.
أولا: عموم النهي عن تعليق التمائم، والأحاديث لم تستثن شيئا منها.
ثانيا: سد الذريعة فإن الترخيص في تعليق التمائم من القرآن يفتح الباب لتعليق غيرها.
ثالثا: أن هذا يعرض القرآن للامتهان، حيث يحمله الجنب والحائض والنفساء، كما يعرضه لأن يحمل وقت قضاء الحاجة وفي الأماكن النجسة كالحمامات.
3- لا يجوز التبخر بالأعشاب والأوراق والبخور للعلاج من العين:
وجاء في الفتوى المذكورة سابقا .. : هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من الإصابة بالعين؟
وأجابت اللجنة: لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر، أنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شيـ.ـاطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء.
(عدد كلمات المقال: 733 ).
 |
| ما حكم التبخر بالشب والأعشاب لعلاج الإصابة بالعين ؟ وما شروط الرقى ؟ |
اكتب تعليقك هنا