تعيين مقادير الأوزان
إن الأوزان الرئيسية هي المثقال والدرهم وكذا القيراط والحبة وكذا الرطل والأوقية (الوقية) والحقة والمنا والمن، وأوزان أخرى محدودة الاستعمال.
كيف نعرف مقادير أوزان كثيرة بواسطة وزن واحد ؟
فإذا تبين مقدار المثقال والدرهم فإن بقية الأوزان تُستنتج من ذلك، ويتم حسابها ومقارنتها، إن وجود كلمة الدرهم والدينار والقيراط والرطل بعين اللفظ في لغات متعددة يعني التشابه اللغوي، وهو موجود في كلمات أخرى من ذوات الاستعمال العام، ولا يعني أنها دخيلة في اللغة العربية.
ولقد عمدنا إلى معرفة مقدار الدرهم والمثقال (الدينار) من أوزانها الفعلية بالغرامات، حيث أنه توجد أعداد كثيرة منها في متاحف العالم، وقد نشرت بعض هذه المتاحف أوزان الدراهم والدنانير الموجودة لديها في كتب مخصصة لذلك، أو في مجلات علمية متداولة بحيث يمكن الاطلاع عليها.
كيف تمت معرفة مقادير الأوزان القديمة ؟
ولقد أعددنا من ذلك جداول تتضمن هذه الأمثال، مع استبعاد أوزان النقود المثلومة أو المنقوصة، وهكذا تمت معرفة الأوزان الحقيقية لها، وعلى الفترات المناسبة كما يتبين ذلك من الجداول نفسها.
فكانت معرفة أوزان الدراهم والدنانير قبل الرسالة وبعدها مُهِمًّا، إذ أنها كانت هي المستعملة في المناطق العربية.
ومن المفيد تحليل هذه الجداول لأهميتها، وهي من منشورات المتحف البريطاني وقد جمعت من أنحاء متعددة من العالم ومن موجودات المتحف العراقي والمتحف الهايموني في تركيا ومتحف النقود في الأردن.
واستخرجنا المعدلات في فترات مناسبة، وقارنا هذه الفترات مع بعضها، وذلك يعطي صورة واضحة وصادقة عن المقادير قبل ألف وأربعمائة سنة وما يقرب من ذلك.
وتوقفنا عن إكمال جداول الدراهم والدنانير بعد أن اضطربت المقادير فيها بحيث أنها أصبحت غير منسجمة في أواسط العهد العباسي، وتم التركيز عليها باعتبارها أوزانا وإن كانت هي في الوقت نفسه نقودا، ولم نتطرق إلى القيمة الشرائية أو المعاملة بها فهي خارج نطاق هذا الكتاب.
كيف نعرف مقدار المثقال ؟
ثم إننا اتبعنا الطريقة الشرعية في معرفة مقدار المثقال بوزن حبات الشعير الممتلئة بصورة عملية، فكان مقدار المثقال بذلك مطابقا للصنجات الزجاجية التي سبق أن وضعت في عهود سابقة بدقة كبيرة لهذا الغرض، وأوزان الدنانير والدراهم التي كانت موجودة آنذاك، وهي الآن محفوظة في المتاحف والمراكز العالمية التي تعنى بذلك.
إن المكاييل والأوزان الشرعية كانت معروفة بوضوح ومتداولة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن مهمتنا الآن هي بيان مقاديرها حسب المكاييل والأوزان المتداولة في الوقت الحاضر وهي الغرامات للوزن، والسنتيمترات المكعبة، والألتار للأحجام، والأمتار لمقاييس الطول، وكذلك أجزاؤها ومضاعفاتها في النظام العشري.
وواضح من تاريخ النقود أنه كانت تُعيَّن هذه المقادير الشرعية بالمكاييل والأوزان المتداولة كلما يحدث تبدل في المقاييس التي تستعمل بين الناس بحيث يبقى الحفاظ على المقادير الشرعية الأصلية، وكذلك حسب البلاد والمدن التي تختلف فيها المقاييس بحيث يُعَبَّرُ بها عن المقادير الصحيحة.
وتوجد رسائل وكتب تبحثُ هذه المقادير بين حين وآخر، وقد ذكرنا قسما مما جاء فيها في آخر هذا الكتاب، مثل: كتاب الأموال لابن سلام في القرن الثاني الهجري، وكتاب الماورديّ في القرن الخامس الهجري، ورسالة ابن الرفعة في أول القرن الثامن الهجري، ومقدمة ابن خلدون في القرن الثامن الهجري، وكتاب المقريزي في القرن التاسع الهجري، ورسالة الذهبي في القرن الثاني عشر الهجري (هل كان هذا سهوا من المؤلف ؟)، وما ذكره ابن عابدين في كتابه في القرن الثالث عشر الهجري.
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: المكاييل والأوزان والنقود العربية، تأليف محمود الجليلي، ص 133.
(عدد كلمات المقال: 305 ).
 |
| كيف نعين مقادير الأوزان القديمة ؟ وكيف نعرف مقدار أوزان كثيرة بمعرفة وزن واحد ؟ |
اكتب تعليقك هنا