أخر الاخبار

سير نساء صالحات من تاريخنا .. صفية بنت عبد المطلب ونسيبة بنت كعب المازنية وأم سليم بنت ملحان وغيرهن كثير ..

1- صفية بنت عبد المطلب

[عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم] 

   صحابية فاضلة، أسلمت قديما وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة، وكانت مثلا في السابقات صدقا وإخلاصا وشجاعة وعملا.

   هي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم الزبير بن العوام رضي الله عنه وشقيقة حمزة بن عبد المطلب "أسد الله" رضي الله عنه.

   شهدت صفية، رضي الله عنها أحدا والأحزاب وخيبر ولما انهزم المسلمون في غزوة أحد قامت وبيدها رمح تضرب به في وجوه الناس وتقول: انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رسول الله (ص) قال لابنها الزبير: (إلقها فأرجعها لكي لا ترى ما بأخيها حمزة...) فلقيها الزبير، فقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولم فقد بلغني أنه مُثِّل بأخي، وذلك في الله، فلما أرضانا بما كان من ذلك، لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله.

   فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بقول صفية قال له: (خل سبيلها)، فأتته فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت، ثم أمر رسول الله (ص) به فدفن.

   ثم شهدت صفية غزوة الأحزاب ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع النساء والصبيان في حصن بني حارثة حتى لا يمسهم السوء ... واعتصم بالحصن يومئذ حسان بن ثابت وكانت صفية بين النساء، فبينما هي مشرفة من الحصن إذا بفارس يهـ.ــودي يطوف بالحصن، فخشيت أن يقتحمه أو يدل عليه، فقالت صفية: يا حسان إن هذا اليهـ.ـودي يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل علينا  من وراءنا من يهـ.ـود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله.

   قال: يغفر الله يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فلما يئست منه، احتجزت بثوبها واحتملت عمودا، ونزلت إليه وهو ملتمع السلاح، فنازلته فقتلته، فكانت أول امرأة  قتلت رجلا من المشـ.ـركين. ثم قالت: يا حسان إنزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ... فقال حسان: مالي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب ... ثم شهدت بعد ذلك غزوة خيبر.

   وروت صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها... وكانت فصيحة من شواعر العرب المجيدات في الرثاء وغيره، متقدمة عند جميع العرب بالقول والفعل والحسب والنسب والشرف.

   وتوفيت رضي الله عنها في خـ.ـلافة عمر سنة عشرين وهي تبلغ الثالثة والسبعين من عمرها، وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنت في البقيع...

   وفي رواية أنها توفيت في إمارة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

2- نسيبة بنت كعب المازنية

[أم عمارة]

   لكل بطل موقف عرف به، وأثر عنه وكان مهبط الشرف من حياته، ومعقد الفخر من سيرته وليس أملأ للقلب، وأملك للنفس، وآثر في التاريخ من موقف نسيبة بنت كعب رضي الله عنها.

   خرجت نسيبة في جيش المسـ.ـلمين يوم أحد تسقي العظماء، وتأسو الجرحى، وكانت غرة الحرب في صالح المسـ.ـلمين، فلما انهزم المسـ.ـلمون وانكشفوا، ولو مدبرين  عشرة أو نحوهم وقفوا يدرؤون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحولون دون الوصول إليه.

   هنالك جاء دور نسيبة فانتضت سيفها، واحتملت قوسها، راحت تصول وتجول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنزع عن القوس وتضرب بالسيف، وحولها من الغر المذاويد علي وأبو بكر وعمر وسعد وطلحة والزبير والعباس، وولدها وزوجها، فكانت من أظهر القوم أثرا وأعظمهم موقفا، وكلما رأت الخطر يقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت مسرعة لتذود عنه حتى قال (ص): (ما التفتت يمينا وشمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني…(

   ويروي لنا ابنها عماره ذلك المشهد فيقول: جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى، ضربني رجل ومضى عني، ولم يعرج علي، وجعل الدم لا يرقأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اعصب جرحك)، فأقبلت أمي إلي ومعها عصائب في حقويها، قد أعدتها للجراح، فربطت جرحي، والنبي واقف ينظر إلي ثم قالت: انهض بني، فضارب القوم فجعل صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟) قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا ضارب ابنك)، فقالت: فاعترضت له، فضربت ساقه، فبرك، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى رأيت نواجذه، وقال: (استقدت يا أم عمارة)، ثم أقبلنا نعله  بالسلاح حتى أتينا على نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي ظفرك، وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك).

   وأصيبت نسيبة في هذا اليوم بثلاثة عشر جرحا، واحدا غار في عاتقها فنزف الدم منه، وهي رغم ذلك كالصاعقة الساحقة، تضرب في نحور العدو وترتمي بين صفوفهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمك أمك اعصب جرحها، مقام أمك يا عمارة من مقام فلان وفلان) فلما سمعت أمه قالت: أدع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: (اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة)، فقالت: ما أبالي ما أصابني في الدنيا...

   وقد شهدت أم عمارة بيعة الرضوان ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، ولما استعد خالد بن الوليد إلى اليمامة، جاءت إلى أبي بكر الصديق لتستأذنه في الخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله ... وأوصى خالد عليها، وجـ.ـاهدت باليمامة أشد الجـ.ـهاد، فلما انتهت الحرب، ورجعت إلى بيتها طلب خالد بن الوليد من العرب مداواتها بالزيت المغلي فكان أشد عليها من القطع.

   وكان خالد رضي الله عنه يتعهدها ويحسن صحبتها ويعرف حقها ويحفظ فيها وصية النبي صلى الله عليه وسلم.

   ولما قدمت المدينة كان أبو بكر رضي الله عنه، وهو يومئذ خليـ.ـفة يعودها ويسأل عنها.

   وقد روت أم عمارة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها حفيدها عباد بن تميم بن زيد، والحارث بن عبد الله بن كعب وابن عباس وغيرهم... وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجة.

3- أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصارية

]كان صداقها إسلام أبو طلحة]

   مجـ.ـاهدة جليلة، ذات عقل ورأي، أسلمت مع السابقين إلى الإسـ.ـلام، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسـ.ـلامهما مراغمة لزوجها مالك بن النضير، وكان ابنها أنس يومئذ طفلا رضيعا، فكانت تقول له: لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمد رسول الله... فجعل ينطق بذلك أول ما نطق، فكان ذلك يثير غضب زوجها مالك بن النضر ويقول لها: لا تفسدي علي ولدي، ثم أيأسه أمرها، فخرج عنها إلى الشام، ثم قتل هناك.

   فلما علمت بمقتله قالت: لا أفطم أنسا حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يجلس في المجالس حتى إذا شب أنس تقدم لخطبتها أبو طلحة زيد بن سهيل، وكان مشركا فأبت وقالت له: يا أبا طلحة ألست  تعلم أن إلهك الذي تعبده حجر لا يضر ولا ينفع، أو خشبة يأتي بها النجار فينجرها لك، هل يضرك؟ هل ينفعك؟ أفلا تستحي من عبادتك هذه، فإن أسلمت فإني لا أريد منك صداقا غير إسلامك... فوقع الإسلام في قلب طلحة ونطق بالشهادتين، فتزوجته، وكان صداقها إسلام أبو طلحة...

   وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم: 14 حديثا أخرج لها منها في الصحيحين أربعة أحاديث أحدها متفق عليه وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث، وروى عنها أنس بن مالك وعبد الله بن عباس وعمرو بن عاصم الأنصاري وأبو سلمة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت.

   وشهدت يوم أحد، وسقت فيه العطشى وداوت الجرحى...  ثم شهدت يوم حنين وكانت حاملا فرآها أبو طلحة متقلدة خنجرا مشهورا، فشكاها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله أتخذه إن دنا أحد من المشركين بقرت بطنه، أقتل الطلقاء واضرب أعناقهم إن انهزموا بك وفروا عنك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم سليم، إن الله قد كفى وأحسن).

   ولقد ضربت "أم سليم" رضي الله عنها مثلا في جلال الصبر وقوة الإيمان، ما جعلها أسوة تتأسى بها نساءنا المـ.ـؤمنات ولنترك ولدها الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه ليحدثنا عن موقف لها مهيب:

   يقول أنس: مرض أخ لي من أبي طلحة يدعى أبا عمير فبينما أبو طلحة في المسجد مات الصبي...

   فهيأت أم سليم أمره، وقالت: لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه، فرجع من المسجد وقد تطيبت له وتصنعت فقال: ما فعل ابني؟ قالت: هو أسكن مما كان... وقدمت له عشاءه فتعشى، هو وأصحابه الذين قدموا معه، ثم أتما ليلتهم على أتم وأوفق ما يكون الزوجان...

   فلما كان آخر الليل قالت: يا أبا طلحة ألم تر إلى آل فلان، استعاروا عارية فتمتعوا بها، فلما طلبت إليهم، شق عليهم؟ قال: ما أنصفوا قالت: فإن ابنك فلانا كان عارية من الله فقبضه إليه... فاسترجع واحمد الله، وقال: والله لا أدعك تغلبيني على الصبر، حتى إذا أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بارك الله لكما في ليلتكما)، فاشتملت منذ تلك الليلة على عبد الله بن أبي طلحة.

   ولم يمت عبد الله حتى رزق من الولد عشر بنين كلهم حفظ القرآن وأبلى في سبيل الله، فبارك الله لهما في ذريتهما استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لأم سليم من الإيمان والصبر و الكمال في أسمى فضائله...

   رحم الله أم سليم، ورضي الله عنها... مسلمة صادقة، ومؤمنة صابرة، ومجـ.ـاهدة شجاعة…

4- خولة بنت الأزور

]الفارس الملثم]  

   في تاريخ الجـ.ـهاد الإسلامي، كان هناك نماذج مشرفة من النساء المسـ.ـلمات اللاتي كن يخرجن مع الرجال،  فيسرن خلف الجيوش، ويسقين العطشى،  ويسعفن المرضى، ويحرضنهم على الثبات...

   من هذه الأمثلة النسائية الإسـ.ـلامية الرائعة خولة بنت الأزور الكندي، التي خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل ... فقد كانت حياتها حافلة بالفروسية، تشارك المسـ.ـلمين والمسـ.ـلمات الجـ.ــهاد في سبيل الله، وقد أبلت بلاء حسنا في بلاد الشام حين فتحتها جيوش المسـ.ـلمين في خـ.ـلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى خـ.ـلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فشهدت كثيرا من الوقائع والمعارك،  وأظهرت شجاعة وبسالة أثارت الدهشة والإعجاب في محاولتها لإنقاذ أخيها "ضرار بن الأزور" من أسر الروم.

   وبينما ينهض خالد بن الوليد رضي الله عنه في طليعة من جنده لاستخلاصه من الأسر، وقد احتدم القتال بين المسـ.ـلمين وجيش الروم، يفاجأ الروم بفارس عربي ملثم لا يبين منه إلا الحدق، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره من ورائه... ويقذف بنفسه في شجاعة وبسالة، ويصول ويجول في المعركة ويضرب ويفتك دون تردد أو التفات... 

   وتساءل خالد وبعض القادة؟! من هذا الفارس المقنع؟، وما اسمه؟ فأعرض عنهم... لكن خالد ناشده ورفع اللثام...

   وهنا تفصح خولة عن نفسها وتقول: أيها الأمير... إنني لم أعرض عنك، إلا حياء منك فأنا من ذوات الخدور وربات الستور وإنما حملني على ما رأيت أني محروقة الكبد زائدة الكمد... أنا خولة بنت الأزور كنت مع نساء قومي، فأتاني بأن أخي ضرار أسير فركبت وفعلت ما رأيت، وأقسم خالد على استنقاذ ضرار من الأسر، واستأنف المسـ.ـلمون الجـ.ــهاد وحملوا حملة واحدة، واكتشفت المعركة عن انهزام العدو وانتصار المسـ.ـلمين في موقعة "أجنادين"، وتحرر ضرار من الأسر.

   ثم عادت الحرب مرة أخرى بين المسـ.ـلمين والروم في معركة "مرج دابق" وتفقد خولة أخاها حيث يقع أسيرا للمرة الثانية، فيشتد أساها ويعظم كربها وتحث جند الإسـ.ـلام على الثأر من الروم استخلاص أخيها من أسرهم، وضمت إليها بعض النسوة لتحريض الجند على القتال، حتى إذا حمي وطيس المعركة، وزحف جند الله إلى شمال الشام حاصروا "أنطاكية"واستنقذوا أسراهم وفيهم ضرار.

   ولكن قدرة الله العليم الحكيم، أوقع "خولة" في أسر الروم مع بعض النسوة، في الوقت الذي نجا فيه ضرار. ويظفر الروم بغريمتهم التي ملأت قلوبهم غيظا وحقدا، لكن خولة لم تستسلم ولم تهدأ ولم تلين، بل قامت خطيبة في النسوة: يا بنات حمير، وبقايا تبع، أترضين لأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكم لهم عبيدا؟! إني أرى القتل أهون من هذا الأسر الذليل...

   ثم أشارت عليهن أن يأخذن أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب، ويحملن بها على عدوهم اللئيم

   وحمل النسوة الأعمدة والأوتاد، وصحن صيحة واحدة، وهجمت خولة وهجمت النساء وراءها وقاتلن قتالا شديدا، حتى استخلصت النسوة من أيد الروم.

   لقد كانت خولة بنت الأزور، نموذجا رائعا لوفاء الأخت لأخيها، ومثلا يحتدى به في الجـ.ـهاد للمرأة المسـ.ـلمة في سبيل دينها وعقيدتها وغيرتها على أعراض المسـ.ـلمات وشرفهن. 

5- أم حكيم بنت الحارث المخزومية

   مجـ.ـاهدة جليلة، شهدت أحدا مع زوجها عكرمة بن أبي جهل وأسلمت قبل الفتح، واستأمنت لزوجها عكرمة، فأمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم... فخرجت في طلبه وقد هرب إلى اليمن فأدركته في إحدى سواحل تهامة وقد ركب في البحر فجعلت تقول إليه: لا. تهلك نفسك وقد استأمنت لك منه فأمنك… فرجع معها، وقدم إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته معه فسبقته  فاستأذنت على رسول الله فدخلت، فأخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة... فأسلم...

   وشهدت أم حكيم وقعة اليرموك، وأبلت فيها بلاء حسنا، فقاتلت فيها أشد القتال في وقعة "مرج الصفر" خرجت بعمود الفسطاط فقتلت سبعة من الر.وم.

6- أم سنان الأسلمية

   مجـ.ـاهدة جليلة، جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد الخروج إلى خيبر، فقالت: يا رسول الله، أخرج معك في وجهك هذا، أخرز السقاء وأداوي المرضى والجرحى... إن كانت جراح فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخرجي على بركة الله فإن لك صواحب قد أذنت لهن من قومك ومن غيرهم، فإن شئت فمع قومك وإن شئت معنا) فقالت أم سنان: معك... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد تكونين مع أم سلمة زوجتي)، فكانت معها وشهدت فتح خيبر، وكانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجمعة والعيدين، وروت عنها ابنتها ثبيتة بنت حنظلة الأسلمية...

7- ليلى الغفارية

   مجـ.ـاهدة غازية... كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغازيه فتقوم على مداواة الجرحى والمرضى….

   عندما خرج علي بن أبي طالب إلى البصرة خرجت معه، فجاءت إلى عائشة رضي الله عنها وقالت لها: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول في علي؟ قالت نعم، دخل علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، وعليه جرد قطيفة فجلس بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أما وجدت مكانا أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة… دعي لي أخي، فإنه أول الناس إسـ.ـلاما، وآخر الناس بي عهدا، وأول الناس لي لقيا يوم القيامة).

   وحدثت ليلى الغفارية رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها محمد بن قاسم  الطائي.  

8- نسيبة بنت الحارث  

   من الصحابيات الفاضلات... كانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتسعف الجرحى وتداوي المرضى...

   وشهدت غسل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم... وكان جماعة من علماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت.

   وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر أربعين حديثا وروى عن عنها أنس بن مالك ومحمد بن سيرين.

9- غزالة الحرورية

   مجـ.ـاهدة شجاعة... زوجة القائد البطل: شبيب بن يزيد، وهي إحدى القادة الذين روعوا الجيوش  وملأوا القلوب أثرا، والأفواه خبرا والأرض عبرا...

   وقد حدثوا أن الحجاج بن يوسف خرج في جنده وكلهم شاكي السلاح مستكمل العدة، فعرضت له غزالة في أربعين وهو في أربعة آلاف، فخلع قلبه من الفزع وولى هاربا...

   وبلغ من جسارتها أنها أقسمت لتصلين في مسجد الكوفة ركعتين، تقرأ في الأولى سورة البقرة وفي الثانية آل عمران، والكوفة يومئذ معقل الحجاج ومجتمع قوته...

   وبرت بقسمها، وصلت هي وزوجها الركعتان بالمسجد والحجاج متحصن في قصره خوفا وهلعا...

   وقد رماها الحجاج بخمسة جيوش، وهي تلتهمهم التهاما حتى أصبحت أنحاء العراق ترتجف لاسمها...

   ثم قتلت غزالة خدعة، في موقعة الكوفة حيث غافلها فريق من جند الحجاج من ورائها، بينما كانت تخوض في صدور جنده...

-10 أم موسى بن نصير

   من ذوات الرأي والعقل... والبسالة والشجاعة... شهدت مع زوجها وقعة اليرموك… بينما كانت في جماعة من النساء، وقد جال الرجال جولة في المعركة، إذ بها إذا بها تبصر "علجا" يجر رجلا من المسـ.ـلمين، فأخذت الفسطاط، واقتربت منه، فشدخت رأسه فقتلته، وأقبلت تسلبه...   

11- أزدة بنت الحارث بن كلدة  

   مجـ.ـاهدة صاحبة رأي ودراية… خاضت ساعات الوغى بكل بسالة ورباطة  جأش، وحازت النصر المبين على الأعداء...

   فقد ذكر المؤرخون: أنه أجمع أهل ميسان للمسـ.ـلمين فلقيهم المغيرة بن شعبة بالمرغاب، وقد خلف العدو دون دجلة... فقالت أزدة: إن رجالنا في نحر العدو ونحن خلوف، ولا آمن أن يخالفوا إلينا، ليس عندنا ما يمنعنا وأخاف أن يكثر العدو على المسـ.ـلمين فيهزموهم…. فلو خرجنا لَأَمِنَّا مما نخاف من مخالفة العدو إلينا، ويظن المشـ.ـركون أنا عدد ومدد، قد أتى المسـ.ـلمين، فيكسرهم ذلك، وهي مكيدة...

   فأخذوا برأيها، واتخذت أزدة لواء من خمارها، واتخذت النساء رايات من خمرهن، ومضين أمامهن، ثم انتهين إليهم والمشـ.ـركون يقاتلونهم... فلما رأى المشـ.ـركون الرايات مقبلة ظنوا أن مددا أتى المسـ.ـلمين، فانكشفوا وأتبعهم المسـ.ـلمون فقتلوا منهم كثيرا .

ـــــــــــــــــــــ

المصدر: نساء صالحات.

(عدد كلمات المقال: 2543 ).

سير نساء صالحات من تاريخنا .. صفية بنت عبد المطلب ونسيبة بنت كعب المازنية وأم سليم بنت ملحان وغيرهن كثير ..
سير نساء صالحات من تاريخنا .. صفية بنت عبد المطلب ونسيبة بنت كعب المازنية وأم سليم بنت ملحان وغيرهن كثير ..

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -