الرباب بنت علقمة بن حفصة الطائي
من ربات الفصاحة والبلاغة.. جاء الحارث بن السليل الأسدي لأبيها خاطبة إياها، وكان شيخا، سيدا في قومه ...
فقالت لها أمها : يا بنية .. أي الرجال أحب إليك، الكهل الحجاج الفاضل الهياج، أم الفتى الوضاح الذمول الطماح؟ قالت الرباب : الطماح ... قالت أمها: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل الكثير النائل كالحديث السن الكثير المن. قالت: يا أمه .. إن الفتاة تحب الفتي كحب الرعاة أنيق الكلاء ... قالت: يا بينة .. إن الفتي شديد الحجاب كثير العتاب، وإن الكهل لين الجناح قليل الصياح. قالت: يا أمه .. أخشى الشيخ أن يدنس ثيابي ويبلي شبابي ويشمت بي أترابي.
فلم تزل بها أمها حتى غلبتها على رأيها .. وتزوجها الحارث، وبينما هو جالس ذات يوم وهي إلى جنبه، أذ أقبل فتيان يصطرعون، فتنفست صعداء ثم أرخت عينيها بالدموع فقال لها: ثكلتك ما يبكيك؟
قالت.. مالي والشيوخ الناهضين كالفروخ ...
قال : ثكلتك أمك، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، فذهبت مثلا.
--------------------
المصدر: نساء صالحات.
اكتب تعليقك هنا