أخر الاخبار

إنما الدنيا غرور وابتلاء (شعر)

إنّما الدّنيا غرورٌ وابتلاء    
          كلُّ شيءٍ مُسرِعٌ نحو الفناء

أنا لا أحسُدُ يوماً مُترفاً
           أو زعيماً في ثيابِ الكِبرياء

لا ولا مَن غيرُهم إذ إنّهم
          لن يبوءوا بعد موتي بالبقاء

إنَّما نحن وهم يا أُخيَّا
          في فراقِ الأهلِ والدنيا سواءْ

أَغْبِطُ التاليَ للقرآنِ في
          ظُلمةِ الليلِ خُشوعاً مع بكاء

أغبِطُ الكفَّ التي إن أنفقت
          آتتِ الأموالَ سِرَّاً في الخفاء

أغبِطُ الكفَّ التي تسخو ولم
          تنتظر في الناسِ مدحاً أو ثناء

أغبطُ الكفَّ التي صاحبها
          عفَّ عن مالٍ حرامٍ وبِغاء

أغبط الداعيَ في الناس الذي
          بات يدعوهم إلى درب الإخاء

قد ألحَّت حاجةُ الناس إلى
          أن يسيروا في طريقِ الأنبياء

تُقبِلُ الدنيا على المرء كما
          تُقبِلُ الحسناءُ في ثوبِ الجلاء

فإذا ما أدبرتْ أعيَت بها
          يا فتى الحيلةُ أربابَ الدهاء

كلُّ ما حازَ الورى في سعيهم
          من طعامٍ أو شرابٍ أو كِساء

آيِلٌ للطرحِ من بعد البِلا
          في فِناءِ الدار أو بيتِ الخلاء

إنّما الدنيا بما قد زُخرفت
          لا تُساوي إن ظمئنا كوبَ ماء

إن تُحَمِّل عُمرَكَ الفاني بما
          هو كُفرانٌ وظُلمٌ وازدراء

كنتَ فيمن أهلكوا أنفُسَهم
          مُجرِماً في النارِ يا طول البقاء!

إن خلعتَ العُمْرَ لم تكسِب به
          توبةً تنجو بها يومَ الجزاء

إن أضعتَ العُمْرَ لم تتبع به
          سيِّدَ الرُسلِ إمام الأتقياء

كنتَ فيمن أهدَروا أيّامهم
          يا لرأسِ المال إن أضحى هَباء

أنتَ عبدٌ للذي سوَّاك من
          نطفةٍ في حسنِ خَلقٍ واصطفاء

والعبوديةُ ثوبٌ سابغٌ
          شِئتَه أو كنتَ ممن لا يشاء

ليس بالإمكان أن تخلعه
          فاحترس أن تسمعَ القول الهُراء

أنا لا أحسُدُ يوماً مُترفاً       أو زعيماً في ثيابِ الكِبرياء
أنا لا أحسُدُ يوماً مُترفاً
      أو زعيماً في ثيابِ الكِبرياء      
 
ــــــــــــــــــــــ
(عدد كلمات المقال: 247 ).


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -