أخر الاخبار

الشوفان أفضل غلة للإنسان

الشوفان .. أفضل غلة للإنسان

   الشوفان (Oatmeal) نوع مميز من الغِلال .. رفيع المستوى ..مرتفع القيمة الغذائية.. له تاريخ طويل كغذاء تقليدي لكثير من الشعوب وبخاصة في أوروبا وأمريكا.

   في واحد من أشهر النوادي الرياضية بالولايات المتحدةGolds Gym) ) يعتاد المترددون على تـنـاول الـشــوفـان. وبخاصة مع البيض المخفوق.

     وليس ذلك فحسب، بل يعتبر الشوفان كذلك غذاء نافعا لمرضى السكر. فيذكر دكتور «ريتشارد بيرنستين» خبير التغذية لمرضى السكر أنه يفضل أن يجعل مرضى السكر الشوفان غذاء تقليديا لهم يتناولونه بمعدل مرة واحدة يوميا.

لماذا ينضم الشوفان لقائمة الأغذية رفيعة المستوى ؟

     ولكن ما الذي يجعل لهذا النوع البسيط من الغلال كل هذه الأهمية الغذائية والصحية ..؟

إن ذلك يكمن في توفير الفوائد التالية .

الألياف العجيبة !

     كل النباتات تحتوى على ألياف: فهي جدران الخلايا النباتية، لكن ألياف الشوفان مميزة ونافعة جدا أكثر من كثير من غيرها.

      إن هناك نوعين من الألياف: نوع يذوب في الماء (Water - soluble )) ونوع لا يذوب في الماء ( Water - insoluble) والشوفان يحتوى على النوعين بنسبة U و E بالترتيب. ويسمى نوع الألياف القابلة للذوبان في الماء والموجود بالشوفان بيتا – جلوكان

 ( Beta – glucan )..

     وهو النوع المميز من الألياف الذي يتركب من سلسلة طويلة من جزيئات الجلوكوز (Polysaccharide) تعزى إليه كثير من الفوائد الصحية للشوفان .

الشوفان . . والقلب :

     من أبرز فوائد ألياف الشوفان (بيتا - جلوكان) أنها تقلل من امتصاص الكوليستيرول، وتقلل بالتالي من مستواه بالدم، ولذا يعد الشوفان أحد الأغذية البارزة الحافظة لصحة القلب والشرايين. وقد وجد بالفعل أن المداومة على تناول طبق من الشوفان يوميا يقلل من مستوى الكوليستيرول الرديء (LDL) ومن مستوى الدهون الثلاثية كذلك.

الشوفان . . والمناعة :

     أما أحدث الاكتشافات عن فوائد ألياف الشوفان (بيتا-جلوكان) فتتمثل في فائدتها للجهاز المناعي. فقد وجد أن هذا النوع المميز من الألياف ينشط الخلايا المتهمة ( Macrophages ) .. وهي إحدى الفصائل التابعة للجهاز المناعي، والمكلفة بمحاصرة والتهام الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم وتغزوه كالبكتيريا والفطريات. ومن المحتمل أن ينطبق ذلك على الخلايا السرطانية كذلك .. فهناك دراسات تشير إلى أن هذه الألياف تنشط كذلك من قدرة الجسم على قتل الخلايا السرطانية.

الشوفان . . ومرضى السكر :

     الشوفان من الحبوب أو الغلال المحتوية على نسبة من الكربوهيدرات.. فهل هو غذاء يناسب مرضى السكر ؟!

      إن وجود نسبة عالية من الألياف بالشوفان تقلل من امتصاص الجلوكوز إلى تيار الدم.. ولذا يعتبر الشوفان من الأغذية ذات معامل تسكر منخفض (Low glycemic index).. بمعنى أن تأثيره على مستوى سكر الدم محدود.. كما أن تناوله مع أغذية أخرى غنية بالكربوهيدرات يقلل من امتصاص السكر الناتج عن هدمها وتحللها. ولذا فإنه غذاء مفيد لمرضى السكر، حيث يساعد على استقرار مستوى سكر الدم (الجلوكوز). 

الشوفان .. والالتهابات :

     من الحمامات القديمة ما يعرف بحمام الشوفان .. حيث يضاف الشوفان لماء الحمام لأغراض تخفيف وتلطيف الالتهابات الجلدية، والتهابات المفاصل. وقد وجد بالفعل أن الشوفان يحتوى على مركب مضاد للالتهابات بل ومفيد للقلب كذلك.. يسمى : أفينا نثرامايد (Avenanthramide) وهو أحد البوليفينولات المضادة للأكسدة.

الشوفان . . غذاء غنى بالبروتين :

    على الرغم من أن غالبية الغلال تفتقر للبروتين، إلا أن ذلك لا ينطبق على الشوفان، حيث يحتوى مقدار فنجان من الشوفان على حوالي ،8 جرامات من البروتين وهي نسبة عالية مقارنة بالغلال الأخرى.

      كما يحتوى أيضا على مجموعة من الأملاح المعدنية الهامة كالفوسفور، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، والمنجنيز، والحديد.

     وهو ما يجعل الشوفان غذاء مرتفعاً في قيمته الغذائية.

اثنان . . لا ينبغي أن يفرطا في تناول الشوفان !

     الشوفان غذاء تتقبله بارتياح أجسام غالبية الناس.

    ولكن ذلك لا ينطبق على فئتين.. أولهما : المصابون بارتفاع مستوى حمض البوليك (مرض النقرس) بما فيهم المصابون برواسب من أملاح هذا الحمض بالمجاري البولية. وذلك لأن الشوفان يحتوى على بيورينات (Purines ) وهي المواد التي تتحلل داخل الجسم، وينتج عنها تكون حمض البوليك.

     أما الفئة الثانية فتتمثل في الذين لا تتقبل أجسامهم الجلوتين (يروتين الغلال) حيث يصيبهم تناول الغلال - وبخاصة القمح - بانتفاخ وعسر هضم وربما إسهال.. وتتمثل هذه الحالة في أعظم صورها فيما يعرف بمرض سيلياك. ( disease Celiac )

كيف تختار النوع الجيد من الشوفان؟

     القاعدة العامة هي أنه كلما لم يمر الشوفان بعملية معالجة، أوتقشير، أو تجهيز شديدة زادت فوائده.. وذلك لأن هذه العملية تختزل محتواه من الألياف المفيدة، وترفع بالتالي من مقدار معامل التسكر، فلا يصير مناسبا لمرضى السكر .. وفضلا عن ذلك فإن بعض أنواع الشوفان المجهزة يضاف لها شكر .

     ولذا يجب أن تحرص على اقتناء الشوفان الغامق نسبيا، أي المحتفظ بجزء كبير من نخالته وقشرته، ولا يفضل اقتناء الأنواع المزودة بإضافات كالسكر.

     والشوفان يمكن تناوله بدون طهي.. فيكفى وضع ماء أو حليب ساخن عليه ليسهل تناوله.. ويمكن تزويده بكمية من المكسرات وتحليته بعسل النحل، بافتراض عدم وجود مرض السكر.

      إن هذه الوجبة الشهية تعد إفطارا صحيا ومثاليا إذا داومت على تناولها كل صباح.

     كما يمكن تناول مخبوزات الشوفان كالبسكويت والخبز.. فهي أيضا من البدائل المفيدة ، ولكنها قد لا تناسب مرضى السكر في حالة إضافة السكر لها.

 ـــــــــــــــــــ

المصدر: كتاب في الغذاء قد نذكر عنوانه في قادم الأيام.

(عدد كلمات المقال: 792 ).



 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -