قصة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام
حين انتشر الفساد في الأرض وامتلأت بالبلاء وعبد الناس الأصنام بعث الله عبده نوحا يدعو إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.
ظل نبي الله نوح يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.
ظل نبي الله نوح يدعو الناس إلى عبادة الله في الليل والنهار وفي السر والعلن، وكان يخوفهم من عذاب الله على عبادة الأصنام، وكان يبشرهم برحمة الله ومغفرته وما أعد لهم من النعيم في الجنة إن هم تركوا عبادة الأصنام وعبدوا الله الواحد الأحد، ولكن كل هذا لم ينجح، واستمر أكثرهم على عبادة الأصنام غير مصدقين ما يقوله لهم نوح، وكانوا يتعجبون أن يكون الله بعث إلى الناس رسولا من البشر، وكانوا يحتقرون أتباعه، ويقولون له: يا نوح، إن الذين اتبعوك من قومنا هم الضعفاء والذين ليست لهم عقول يعلمون بها أنك لست رسولا، ونحن لم نجد لكم فضلا علينا ولا مزية بعد أن دخلتم في دينكم هذا، والذي نريد أن نقوله لكم ولأصحابكم أنكم كاذبون.
وكان نوح يقابل هذا العناد والتكذيب بالرفق واللين ويرجو أن يهديهم الله، ويقول لهم: لست أريد منكم أجرا على دعوتي لكم إلى عبادة الله، وإنما أطلب ثوابا من الله.
ولم ييأس نوح من قومه وظل يدعوهم إلى عبادة الله ولكنهم من جهلهم طلبوا منه أن يطرد الذين آمنوا، ووعدوه بأنه إن فعل ذلك فسوف يجتمعون به ويستمعون لما يقول.
ولكنّ نبي الله نوحا رفض طلبهم، وقال لهم: إني أخاف إن طردتهم أن يشكوني إلى الله وحينئذ فمن ينصرني منه.
ولقد طالت دعوة نوح إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ومع هذه المدة الطويلة لم يؤمن معه إلا عدد قليل من الناس.
سفينة نوح:
ولما يئس نوح من صلاحهم وعدم تركهم عبادة الأصنام، وأنهم مصرون على أنه رجل كذاب دعا الله عليهم، فاستجاب الله دعوته، وأمره أن يصنع السفينة، وكانوا لا يصدقونه فيما خَوَّفهُم به من نزول عذاب الله بهم، وكان نوح يقول لهم: نحن الذين نخسر منكم، ونحن نتعجب من استمراركم على عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
وأمر الله نبيه نوحا أن يحمل في هذه السفينة من كل زوجين اثنين من الحيوانات وكل ما فيه روح، ومن كل شيء يؤكل ليبقى نسل هذه الأشياء، وأن يحمل معه أهله المؤمنين، وأما من كان منهم على الكـ.ـفر فلا يحملهم معه لأن الله سيغرقهم جميعا.
عقاب من لم يؤمن مع نوح:
وفتح الله عليهم أبواب السماء بماء كثير متدفق، وفجر عيون الأرض، فالتقى الماء النازل من السماء والماء النابع من الأرض على قدر قدره الله، ونجا نوح ومن معه من الغرق، وصارت السفينة تجري بعناية الله وتحت رعايته.
فانظر كيف يفعل الله بمن يكذب رسله ويعبد غيره.
ــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشامل في تربية وتنشئة براعم الإسـ.ـلام، تأليف: صلاح محمد عويضة، ص: 85-86-87 (بتصرف).
(عدد كلمات المقال: 459 ).
 |
قصة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام |
اكتب تعليقك هنا