أخر الاخبار

من هو ابن دقيق العيد ؟

ابن دقيق العيد

   محمد بن عليّ بن وهب بن مطيع القشيري.

   ولد رحمه الله في البحر، وأبوه في طريقه إلى الحجاز، في يوم السبت خامس عشر شعبان سنة (625 هـ) من الهجرة.

   وذكر والده أنه أخذه على يده وطاف به، ودعا له أن يجعله الله عالما عاملا.

   وأمه بنت الشيخ الإمام المظفر بن عبد الله بن عليّ الملقب بـ: « المقترح » لحفظه وتدريسه لكتاب « المقترح في المصطلح » للشيخ محمد بن محمد البراوي الشافعيّ.

   بدأ دراسته للعلم بحفظ القـ.ـرآن الكريم، ثم رحل في طلب الحديث إلى « دمشق » و « الإسكندرية »، وغيرهما.

   وسمع الحديث من والده والشيخ بهاء الدين بن هبة الله سلامة الشافعي، والحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، وأبي الحسن محمد بن الأنجب الصوفي البغدادي، والحافظ أبي على الحسن بن محمد التيمي البكري، وأبي العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي، وعلماء آخرين.

   واستفاد من علماء كثيرين، منهم: قاضي القضاة محمد بن أبي القاسم التونسي، وقاضي القضاة محمد بن حيدرة، وقاضي القضاة محمد بن عدلان، وعدد كبير من العلماء.

   درس ابن دقيق العيد فقه الإمام مالك والشافعي على أبيه، ودرس الفقه الشافعي أيضا على تلميذ أبيه الشيخ بهاء الدين هبة الله القفطي، وكان يقول : « البهاء معلمي ».

   رحل الشيخ إلى القاهرة، وأخذ العلم عن الشيخ أبي محمد بن عبد السلام، وحضر درس القاضي محمد بن أبي الفضل المرسي.

   ألف الشيخ رحمه الله المؤلفات النافعة مثل : « الإلمام الجامع أحاديث الأحكام » الذي قال عنه الإمام ابن تيمية: « هو كتاب الإسـ.ـلام »، وقال أيضا: « ما عمل أحد مثله، ولا الحافظ الضياء، ولا جدي أبو البركات ».

   كان ابن دقيق العيد رجلا كريما، حكى الشيخ علاء الدين القونوي رحمه الله أن الشيخ كان يعطيه في كثير من الأوقات الدراهم والذهب.

   وحكى الشيخ محمد بن الحواسيني القوصي، وكان من طلبة الحديث، وعاش في القاهرة في زمن الشيخ، قال:

   كان الشيخ يعطيني في كل وقت شيئا، فأصبحت يوما مفلسا، فكتبت ورقة وأرسلتها إليه، فيها: المملوك محمد القوصي أصبح مضرورا، فكتبَ لي بشيء.

   وفي اليوم الثاني كتبت: المملوك ابن الحواسيني، فكتب لي بشيء.

   وفي اليوم الثالث كتبت: المملوك محمد. فطلبني، وقال لي: من هو ابن الحواسيني ؟ فقلت : المملوك . قال: ومن هو القوصي ؟ قلت: المملوك. قال: تدلس عليَّ تدليس المحدثين. قلت : الضرورة، فتبسم وكتب لي.

   وكان رحمه الله خفيف الروح لطيفا، فكان عابدا وكان لا يقابل الإساءة بالإساءة، وكان يحاسب نفسه على الكلام، ودرس بالمدرسة « الفاضلية » والمدرسة المجاورة للإمام الشافعي، والمدرسة « الكاملية »، والمدرسة « الصالحية » بالقاهرة.

   ودرس بقوص بدار الحديث ببيت له، وكان يكتب إلى النواب يذكرهم الله ويحذرهم من عقابه وغضبه.

   مات رحمه الله حادي عشر صفر سنة (702 هـ)، ودفن يوم السبت بسفح المقطم.

ــــــــــــــــــــــــ

المصدر: الشامل، صلاح محمد عويضة، ص: 192-193-194.

(عدد كلمات المقال: 449 ). 

من هو ابن دقيق العيد ؟
من هو ابن دقيق العيد ؟

تابعنا من هنا

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -