كيف أقي نفسي من الحسد ؟

 التحصن من الحسد

   هناك العديد من التحصينات القرآنية النبوية التي تستخدم في التحصن من الحسد قبل وقوعه بالإنسان، وتفيد هي نفسها كالرقية تستخدم لرقية وعلاج المحسود بعد إصابته بالحسد.

   وقد علمنا المعصوم صلى الله عليه وسلم في حديثه رقى وتعويذات وتحصينات عديدة تنفع - بفضل الله تبارك وتعالى وإذنه - في علاج الحسد والشفاء منه، وتنفع أيضا في التحصن منه قبل وقوعه.

   وقد خصصت الفصل الثالث عشر: - وهو الفصل الأخير من كتابنا هذا - لذكرى هذه الرقى والتحصنات والحمد لله رب العالمين على توفيقه وعونه، والحمد لله على ما من به علينا من نعمه العظيمة، وصلى الله وسلم وبارك على محمد النبي صلى الله عليه وسلم معلم الإنسانية بالخير.

   قال ابن القيم: ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه، واستعداده، وقوة توكله، وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربه.

   قال: "واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله، وتمنع من وقوعه، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا، والأدوية الطبيعية ترفع بعد حصول الداء، والتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها، بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة المرض.

وقد ذكرنا لك في ما مر في أول هذا الفصل من الكتاب -أعني الفصل الحادي عشر- كيف نتقي الحسد قبل وقوعه، وهناك أمور مهمة فارجع إليها إن شئت غير مأمور.

 الوقاية من الحسد عموما كيف ؟

1- قراءة التحصينات القرآنية والنبوية.

   قال ابن قـ.ـيم الجوزية رحمة الله عليه: اعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله، وتمنع من وقوعه، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا، والأدوية الطبيعية ترفع بعد حصول الداء، والتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها، بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة المرض.

   فالتعوذات القرآنية والنبوية تستخدم في آن واحد كوقاية من الحسد، وعلاجا منه إذا وقع فعلا.

2- الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجب.

   عن سعيد بن حكيم قال: كان النـ.ـبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال: (اللهم بارك فيه ولا تضره).

   ولما حسد عامر بن ربيعة سهل بن حنيفة قال له النـ.ـبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى احدكم من نفسه وماله وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة).

   والتبريك أن يقول: تبارك الله أحسن الخالقين، أو: اللهم بارك فيه ولا تضره.

3- ستر محاسن من يخشى عليه الإصابة بالعين.

   ذكر البغوي في كتاب: "شرح السنة" أن عثمان بن عـ.ـفان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا، فقال: ((دسموا نونته لئلا تصيبه العين)).

   ثم قال في تفسيره: ومعنى ((دسموا نونته))،  أي سودوا نونته ...، والنونة النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير.

   وقال الخطابي في "غريب الحديث" له: عن عثمان أنه رأى صبيا تأخذه العين فقال: دسموا نونته...، قال أبو عمرو: سألت أحمد بن يحيى عنه فقال: أراد بالنونة: النقرة التي في ذقنه، والتدسيم: التسويد... أراد: سودوا ذلك الموضع في ذقنه ليرد العين.

   قال: ومن هذا حديث عائشة أن الرسـ.ـول صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم وعلى رأسه عمامة دسماء أي سوداء،  أراد الاستشهاد على اللفظة.

ومن هذا أخذ الشاعر قوله:

ما كان أحوج الكمال إلى     عيب يوقيه من العين 

   قلت: أين المسـ.ــلمات اليوم من ستر محاسنهن عن نظرات الذئاب الآدمية وسمومها، ما أحوجنا اليوم إلى ما يستر المحاسن، وليس هو إلا الحجاب الشرعي، خاصة بعد انتشار العري والفجـ.ـور، وتعرية الصدور، وانكشاف الشعور، وضيق الخصور!، وإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوه الا بـ.ـالله العلي العظيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: قد نذكره لاحقا.

(عدد كلمات المقال: 582 / حجم الصورة: 49.1 كيلوبايت).

كيف أقي نفسي من الحسد ؟

تعديل المقال