ملك حنفي ناصف
شاعرة وكاتبة اجتماعية .. والدها علم من أعلام الأدب في مصر.. وقفت حياتها تدافع عن آرائها في ترقية المرأة المسلمة، وكانت متدينة محسنة ترتب كثيرة من الإعانات الفقيرات من مالها الخاص في غیر زهو ولا إعلان، وتعتني بإرشادهن إلى النظافة والتعليم. ومن أعمالها .. أنها أسست مدرسة في بيتها لتعليم التمريض بمناسبة الحرب العالمية الأولى، وحاكت بيدها مائة بدلة كاملة للهلال الأحمر .. ولم يكن شيء من ذلك ينسيها ما يجب عليها لزوجها وذوي رحمها ومن يقع تحت نظرها ممن أجهلهم الفقر وأعوزتهم الحاجة ، وأشد ما كان برها لوالدها فكانت تألم الألم كله لألمه.
ومن أقوالها: إن صلاح الفتاة مترتب دائما على تربيتها الأولى، ومن شعرها قولها في الحياء:
إن الفتاة حديقة وحياؤها كالماء موقوفة عليه بقاؤها
بفروعها تجري الحياة فتكتسي حللا يروق الناظرات رواؤها
إيمانها بالله أحسن حلية فيها، فإما ضاع ضاع بهاؤها
لا خير في حسن الفتاة وعلمها إن كان في غير الصلاح رضاؤها
فجمالها وقف عليها إنما للناس منها دينها ووفاؤها
لقد رأت حاجة قومها إلى الإصلاح فصاحت صيحة ما زال يرن صداها وظلت تكتب وتخطب ناشدة الإصلاح، وهي المرأة المسلمة الوحيدة - في عصرها - التي فعلت ذلك بشجاعة وكفاءة، لم ينل منها شيئا إنتقاد الناقدین .. بل كانت شديدة الحب لقومها .. شديدة التألم لما تراه من علامات التأخر والانحطاط ومجموع هذه العواطف من حب وغيره وألم كان يتخلل كتاباتها وطبها ورسائلها ومقالاتها، كأنین متواصل ينقلب ساعة الوجع زئيرا وعويلا .. وكذلك يتألم صاحب العقل والقلب الكبيرين كأنما هو يتألم عن أمة بأسرها...
وتوفيت ملك باحثة البادية سنة 1918 من الميلاد.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نساء صالحات.
اكتب تعليقك هنا