أبو بكر الصديق (عبد الله بن عثمان)
1- إسلامه رضي الله عنه:
كان أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعثه الله إلى الخلق، وكان يعرف صدق الرسول وكرم أخلاقه، ولذا كان أسرع الناس إلى تصديق الرسول.
أظهر أبو بكر إسلامه ودعا إلى الله فأسلم على يديه: عثمان بن عفان بن عفان، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
وظل أبو بكر مع الرسول يشاركه في كل أموره، ويواسيه بنفسه وماله، وكان شديد الشفقة على ضعفاء المسلمين، ينفق ماله من أجل مساعدتهم وتحريرهم من العبودية، فكان سببا في تحرير الكثيرين، منهم بلال مؤذن الرسول.
وحين اشتدَّ أذى قريش لرسول الله ومن معه من المسلمين واتفقوا على قتل الرسول ذهب إلى بيت أبي بكر وأخبره أن الله أمره أن يهاجر إلى يثرب، فقال له أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، فقال الرسول: الصحبة يا أبا بكر.
2- قصة دخول النبي الغار مع أبي بكر:
خرج الرسول ومعه أبو بكر إلى يثرب وأسرع كفـ.ـار قريش خلفهما، فلما اقترب الرسول من غار ثور ذهب ليدخل الغار وكان فيه خرق فيه حيات فخاف أبو بكر أن يخرج منها شيء يؤذي الرسول، فدخل أبو بكر أولا ودخل الرسول بعده، وجاء كفـ.ـار قريش حتى وقفوا على باب الغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل أحد هنا لم يكن نسج العنكبوت على الباب.
اشتد خوف أبي بكر وحزنه على الرسول فقال: والله يا رسول الله، أنا لا أحزن على نفسي، ولكني أخاف أن يصيبك هؤلاء المشـ.ـركون بأذى، فطمأنه الرسول وقال له: " يا أبا بكر لا تحزن إن اللهَ معنا ".
وذهب المشركون بعيدا عن الغار، وخرج الرسول ومعه أبو بكر يسرعان السير إلى يثرب، ودخل الرسول يثرب ولم يصبه أذى من قريش.
وتمر الأيام وأبو بكر يزداد كل يوم حبا للرسول ووفاء له، وحين اشتد المرض بالرسول أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ولما توفي الرسول كشف أبو بكر عن وجهه وقبَّله وقال: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله "، ثم غطى وجهه وقال: " يا أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد اللهَ فإن الله حي لا يموت ".
3- تاريخ وفاته رضي الله عنه:
وتولى أبو بكر الخـ.ـلافة، وسار في الناس بسيرة الرسول، ينشر العدل والرحمة، ويسبق الصحابة الكرامَ إلى الخير حتّى لبّى نداء ربه ليلة الثلاثاء في الثامن من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب، ودفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الشامل، صلاح محمد عويضة، ص: 125-126 (بتصرف).
(عدد كلمات المقال: 417 ).
 |
| سيرة مختصرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه |
اكتب تعليقك هنا