أخر الاخبار

ما الفرق بين الحاسد والعائن ؟ وهل يحسد الأعمى ؟ وهل يحسد الحاسد نفسه وماله وأولاده ؟

 1- أصل الحسد (منشأ الحسد)

قال العلامة ابن قـ.ـيم الجوزية رحمة الله عليه: "وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسان، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية".

ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية.

والحسد هو سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين، تصيبه تارة، وتخطئ تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ولابد، إذا صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها...، وهذا بمثابة الرمي الحسي سواء، فهذا من النفوس والأرواح، وذاك من الأجسام والأشباح، وأصله من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين.

ومن هنا فإن أصل الحسد هو خبث النفس، وليست العين (آلة الإبصار)، ولا علاقة ضرورية بين الحسد وجهاز الإبصار ... قيل: الأعمى والمبصر كلاهما يستطيع الحسد، أي تمني زوال النعمة عن شخص آخر، فالحسد متعلق بإرادة الحاسد وليس ببصره.

وفي مقدمة كتاب: "ديوان المبتدأ والخبر في ذكر أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" لابن خلدون رحمه الله قال: "ومن قبيل التأثيرات النفسية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان، عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه، وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عما اتُّصف به، فيؤثر فساده، وهو جبلة فطرية -أعني الإصابة بالعين …. ، ثم قال: والفرق بينهما وبين التأثيرات النفسية - وإن كان منها ما لا يكتسب - فإن صدورها راجع إلى اختيار فاعلها، والفطري منها قوة صدورها لا نفس صدورها، ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل، والقاتل بالعين لا يقتل، وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه، وإنما هو مجبور في صدوره عنه.

والله أعلم بما في الغيوب، ومطلع على ما في السرائر.

2- الفرق بين الحاسد والعائن

قال ابن قيـ.ـم الجوزية رحمه الله: تأثير العين غير موقوف على الاتصالات الجسمية -كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشـ.ـريعة - بل التأثير يكون تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجيه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة في الأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل.

ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى فيوصف الشيء .. فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية.

قال: وكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنا ...، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن …،  وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه أخرى.

3- هل يحسد الأعمى ؟

قيل: الأعمى والمبصر كلاهما يستطيع الحسد، أي تمني زوال النعمة عن شخص آخر، فالحسد متعلق بإرادة الحاسد وليس ببصره، والإنسان الذي يحسد يفعل ذلك اختيارا، فأنت لست مكرها على الحسد ومكان الحسد هو القلب وليس العينين.

و نفهم مما سبق أن:

الحاسد: هو كل من وقع من نفسه الحسد لغيره سواء كان هذا الحاسد مبصرا أو أعمى.

العائن: هو كل من تقع منه الإصابة بالحسد للغير، ولا يطلق ذلك إلا على الحاسد المبصر فقط، أما الأعمى فلا.

4- هل يحسد الحاسد نفسه وماله وأولاده ؟

نعم يمكن للمرء أن يحسد نفسه وماله وأولاده.

ودليل ذلك ما جاء في حديث عامر بن ربيعة وفيه أن النـ.ـبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فَلْيُبرِّك عليه).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(منقول بتصرف يسير).

 

ما الفرق بين الحاسد والعائن ؟
هل يحسد الحاسد نفسه وماله وأولاده ؟

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -