أخر الاخبار

ما لعينك تمتلئ بالدموع / سمية محفوظ

   ما لعينك تمتلئ بالدموع

   المؤلم أنّكَ تُحاول، تُحاول إخفاء نفسك خلفكَ تمامًا، تحاول مُدَارَاة الأيام بلا بأس!
والبأسُ كُلهُ بداخلِك، كُل الآلام تأن وتضعُكَ لتواجهَ ما تُخفيه، تشعر بغصةٍ وسطَ حلقك لكنكَ لا تَبكي!
   أضاعت الأيام أحلامك، بقيت تتمنى السلام، تتمنى الاحتواء تتمنى البُعد عن كُلِ شيء، وظنت الحياة أنك مُستعدٌ دائمًا لمواجهةِ جيشِها!
   تُريد البُكاء، والضعف أن تبكي، قررت مُنذ زمن البقاءَ قويًا وحبس الدموع للأبد، مع هذا أنت تحتاجُ للبُكاءِ، لتذرف تلك الدموع وتواسي بِها قلبكَ المليء، أنت لم تعد مُستعد هذهِ اللحظة إلا للبُكاء!
   تذهبُ داعيًا" يارب" تنهمرُ دموعُكَ دون إذن، تُنهي صلاتك وتُكفكفُ يُمناك ما بكتهُ عيناك، تمضي ناظرًا لنفسك مُحاولًا إخفاء ملامحك الباكية والعودة لِمَا على النَّاس أن يروك عليه!
   لست بخير، لا تدري كيف ستمضي أيامُك، تغير عليك الكثير وجرحك من كان الأقرب، تشعرُ بالغُربة حتى وسطَ منزلِك!
   يرمون عليكَ الكثير من الكلمات، يكسرون قلبك مرارًا ثم يبحثونَ عنك ليتكئوا عليك!
تعودُ راكضًا وتتناسى، تقول في نفسك لا بُد أن الأيام غيرتهم، يبدأ قلبُكَ بالمُسامحة وحينما تُسامح يأتوكَ بسيوفِهم مُجددًا، فلا تدري أيُّ الجروح تُداوي، ما نزفت أم ما أُصيبت بُحمى الألم؟!
   تعتادُ الصمت، تضع ألف غطاء على همومِك، تهونها على الجميع وتعلم أنَّكَ في خطرٍ سيودي بحياتِك!
   الكتمانُ سمٌ قاتل، فكيف لهذا الفؤادِ أن يتحمل؟!
   قُل لي إلى متى ستكتم؟
   تنتظرُ أن تُصاب بالجنون، أم أنَّكَ تكتمُ لتموت؟!
   ما بك؟
   ما بِها عينك تمتلئ بالدموع، لا تُحاول إخفاء ذلك ودعني أُشاركُكَ هذا البُكاء، دعنا نبكي ونصرُخ، دعنا نسمح لسيلِ الدموع بالمرور، دعنا لا نتصنع القوة ليكن الآن فقط ولنُخرج ما بِنَّا من مالا يُحكى لكنهُ يُبكى!
   المؤلم أنَّكَ تُحاول إخفاء نَّفسِكَ خلفكَ تمامًا!

سمية محفوظ.

 (منقول بتصرف يسير جدا)

ما لعينك تمتلئ بالدموع
ما لعينك تمتلئ بالدموع / سمية محفوظ


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -