من هو الإمام ابن تيمية ؟

شاس

اخر تحديث :

الإمام ابن تيمية

إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني.

ولد رحمه الله بـ « حرّان » يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة ( 661 )، وسافر والده به وبإخوته إلى دمشق بسبب ظلم التتار، فساروا بالليل ومعهم الكتب، فكاد العدو يلحقهم، لكن الله نجاهم.

تعلم ابن تيمية الكتابة والحساب بالمكتب « الكُتَّاب »، وحفظ القرآن، واهتم بالحديث والفقه، وتعلم العربية من الشيخ ابن عبد القوي، واهتم بالتفسير حتى صار أفضل من مشايخه، وكان في هذا الوقت لم يبلغ العشرين من عمره.

وكان رحمه الله نابغة شديد الذكاء سريعا الحفظ، قدم بعض علماء حلب إلى دمشق، وقال: سمعت في هذا البلاد بصبي اسمه أحمد بن تيمية وأنه سريع الحفظ وقد جئت من حلب لأراه.

فقال له خياط : هذا طريق كُتَّابه وهو حتى الآن لم يأتِ، فاقعد عندنا حتى يأتيَ. فمر صبيان، فقال الخياط: هذا الصبي الذي معه اللوح الكبير هو أحمد بن تيمية.

فناداه، فجاء إليه أحمد، فأخذ الشيخ اللوح منه، قال له: يا ولدي امسح الكلام الذي على اللوح، حتى أُملى عليك شيئا تكتبه.

فمسح أحمد الكلام، وأملاه الشيخ أحد عشر أو ثلاثة عشر متنا من متون الأحاديث، وقال له: يا ولدي، اقرأ هذا. فقرأ أحمد المتون مرة واحدة، ثم قال له : أسمعه علي. فقرأه أحمد من حفظه قراءة صحيحة، ولم يخطئ في حرف واحد منها.

فقال الشيخ: يا ولدي، امسح هذه المتون. فمسحها أحمد، وأملاه الشيخ عدة أسانيد، ثم قال له: يا ولدي، اقرأ هذه الأسانيد. فقرأها أحمد مرة واحدة، ثم قال له الشيخ: يا ولدي، أَسْمِعها علي.

فقرأها أحمد من حفظه قراءة صحيحة لم يخطئ في حرف منها، كما فعل أول مرة. فقال الشيخ: إن عاش هذا الصبي فسيكون له شأن عظيم، فإني لم أر مثله. نشأ أحمد في عفاف وتعبد، وكان يكتفي بالقليل من الطعام واللباس، وكان يحضر دروس العلماء، وكان يأتي بأشياء من العلم يحتار فيها كبار العلماء.

بدأ أحمد يفتي الناس وعمره أقل من السابعة عشرة، وبدأ يؤلف في ذلك الوقت، ولما مات والده جلس مكان أبيه يعلم الناس، وبدأ في تفسير القرآن الكريم من حفظه فلم يخطئ مرة واحدة، وانتفع الناس بعلمه.

وكان أحمد من المجـ.ـاهدين الكبار، فكان يجمع الناس ويحثهم على قتـ.ـال التتار، وكان جريئا لا يخاف الموت.

توفي ليلة الإثنين العشرين من ذي القعدة سنة (728 هـ) محبوسا بقلعة دمشق، ودخل عليه عدد كبير من الناس لرؤيته، وبعد غسله وتكفينه والصلاة عليه دفن في مقابر الصوفية بجوار أخيه عبد الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: الشامل، صلاح محمد عويضة، ص: 189-190-191.

(عدد كلمات المقال: 407 ).