أخر الاخبار

من هو إبراهيم بن أدهم المتوفى سنة 161 هـ ؟

 إبراهيم بن أدهم

إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد البلخي الزاهد.

حج أدهم أبو إبراهيم بامرأته وكانت حبلى، فولدت إبراهيم بمكة، فأخذ إبراهيم ودار به على الخلق وهم في المسجد، ويقول لهم:

ادعوا لابني أن يجعله الله رجلاً صالحاً.

وأخذته أمه أيضاً، ودارت به على الناس، وقالت لهم:

ادعوا لابني أن يجعله الله رجلاً صالحاً.

وقد استجاب الله دعاء هؤلاء الناس، حتى قال سفيان الثوري: ((إبراهيم بن أدهم كان يشبه إبراهيم خليل الرحمن، ولو كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان رجلاً فاضلاً)).

أخذ إبراهيم العلم عن علماء كثيرين، منهم:

أبان بن أبي عياش، وإبراهيم بن ميمون الصائغ، وأبو أدهم بن منصور، وسفيان الثوري، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجاج.

وأخذ عنه العلم، أئمة، منهم:

إبراهيم بن بشار الخرساني، وبقية بن الوليد، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.

يحكي إبراهيم عن نفسه كيف بدأ زهده في الدنيا وإعراضه عنها، فيقول: كان أبي من أهل بلخ، وكان من ملوك خراسان، وحُبب إلينا الصيد، فخرجت راكباً فرسي، وكلبي معي، فبينما أنا كذلك فثار أرنب أو ثعلب فحركت فرسي، فسمعت نداء من ورائي:

ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت.

قال إبراهيم: فوقفت أنظر يمنة ويسرة، فلم أر أحداً، فقلت: لعـ.ـن الله إبلـ.ـيس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداءً أجهر من ذلك:

يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت.

قال إبراهيم: فوقفت أنظر يمنة ويسرة، فلم أر أحداً، فقلت: لعـ.ـن الله إبلـ.ـيس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداءً أجهر من ذلك:

يا إبراهيم

يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت.

قال إبراهيم: فوقفت أنظر يمنة ويسرة، فلا أرى أحداً، فقلت: لعـ.ـن الله إبلـ.ـيس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداءً:

يا إبراهيم ما لهذا خلقت، ولا بذا أمرت.

قال إبراهيم : فوقفت، فقلت:

انتبهت، انتبهت، جاءني نذير من رب العالمين، والله لا عصيت الله بعد يومي ذا، فرجعت إلى أهلي، فخليت عن فرسي، ثم جئت إلى أحد رعاة أبي، فأخذت منه جبة وكساءً، وألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق، فعملت بها أياماً، فلم يصفُ لي منها شيء من الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقالوا لي:

إذا أردت الحلال فعليك ببلاد الشام.

قال: فصرت إلى بلاد الشام فعملت بها أياماً، فلم يصف لي شيء من الحلال، فسألت بعض المشايخ، فقالوا لي:

إذا أردت الحلال الصافي، فعليك بـ: (( طرسوس)).

قال: فعملت بها أياماً، أنظر البساتين وأحصد الحصاد فبينما أنا قاعد إذا أنا بخادم قد أقبل ومعه أصحابه، فصاح:

يا ناظور.

فقلت: هو ذا أنا.

قال: اذهب فأتنا بأكبر رمان تقدر عليه وأطيبه.

قال إبراهيم: فذهبت فأتيته بأكبر رمان، فأخذ واحدة فكسرها فوجدها حامضة.

فقال لي: يا ناظور، أنت في بستاننا منذ كذا وكذا، تأكل فاكهتنا، وتأكل رماننا لا تعرف الحلو من الحامض.

فقال إبراهيم: والله ما أكلت من فاكهتكم شيئاً، وما أعرف الحلو من الحامض، فأشار إلى أصحابه، فقال:

أما تسمعون كلام هذا ؟ ثم قال :

أتراك لو أنك إبراهيم بن أدهم.

قال إبراهيم: فلما كان من الغد ذكر صفتي في المسجد، فعرفني بعض الناس، فجاء الخادم ومعه عنق من الناس، فلما رأيته قد أقبل مع أصحابه اختفيت خلف الشجر، والناس داخلون فاختلطت معهم وهم داخلون وأنا هارب، فهذا كان أوائل أمري وخروجي من طرسوس إلى بلاد الرمال.

فال على بن بكار: كان إبراهيم بن أدهم جالساً معنا عند المسجد إذ أقبل رجل عليه أثر السفر، حتى وقف علينا فقال:

أيكم إبراهيم بن أدهم ؟

قال: فإما قال القوم هذا، وإما قال إبراهيم أنا، فقام إبراهيم فأخذ بيده فنحاه، قال:

أي شيء أردت ؟

قال : أنا غلام، بعثني إخوتك إليك، ومعي عشرة آلاف وفرس وبغلة.

فقال له إبراهيم: إن كنت صادقاً فأنت حر، وما معك لك، اذهب اذهب، لا تخبر أحدا.

ولقيه الإمام أبو حنيفة يوماً، فقال له:

قد رزقت من العبادة شيئاً صالحاً، فليكن العلم من بالك، فإنه رأس العبـ.ـادة وقوام الديـ.ـن.

فقال إبراهيم:

وأنت فلتكن العبادة والعمل بالعلم من بالك، وإلا هلكت.

وكان رحمه الله يقول: الحزن حزنان : حزن لك، وحزن عليك.

فالأول: حزنك على الآخرة، الثاني: حزنك على الدنيا.

توفي رضي الله عنه سنة (161) من الهجرة.

ـــــــــــــــــ

(المصدر: الشامل. / عدد كلمات المقال: 653 / حجم الصورة: 43.7 كيلوبايت. ).

من هو إبراهيم بن أدهم المتوفى سنة 161 هـ ؟
من هو إبراهيم بن أدهم المتوفى سنة 161 هـ ؟


 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -