أخر الاخبار

من هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟

  أبو الحسن علي بن أبي طالب

كان عليٌّ حسن الوجه كأنه القمر، أبيض شعر الرأس واللحية، وكانت لحيته طويلة، عريض المنكبين، ليس في رأسه شعر إلا من خلفه.

كان مما أنعم الله به على عليّ بن أبي طالب، وأراد به من الخير أن قريشاً أصابهم فقر شديد، وكان أبوه صاحب أولاد كثيرة، لا يستطيع في مثل هذه الحالة أن ينفق عليهم، فقال الرسول لعمه العباس: " يا عباس، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ماترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه، فلنخفف عنه عياله، آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً ".

فقال العباس: نعم.

فأخذ رسول الله عليًّا، وأخذ العباس جعفراً، وظل عليّ في بيت الرسول.

وفي يوم من الأيام رأى عليّ الرسول وأم المؤمنين خديجة وهما يصليان، فقال علي:

يا محمد، ما هذا ؟

فقال الرسول: " دين الله الذي اختاره لنفسه، فأدعوك إلى الله وحده وإلى عبادته، وأن تكـ.ـفر باللات والعزى".

فقال عليّ: هذا أمر لم أسمع به، ولن أتبعك حتى أخبر أبي.

وسكت عليّ ليلة، وفي الصباح جاء إلى الرسول وأسلم، وكان أول من آمن به من الصبيان.

وكان إذا حضرت الصلاة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة وخرج معه علي يصليان، ثم إنّ أبا طالب رآهما وهما يصليان، فقال للرسول:

يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به ؟

فقال الرسول: " ياعماه، أنت أحق من أدعوه إلى الهدى ".

فقال أبو طالب: لا أستطيع أن أترك دين آبائي. فقال عليّ حينئدٍ: يا أبت آمنت بالله وبرسوله.

فقال أبو طالب: يا علي الزم محمداً، فإنه لا يدعوك إلا إلى خير.

ولما اتفقت قريش فيما بينها على قتـ.ـل الرسول أذن الله له بالهجرة إلى يثرب، وأمر الرسول عليًّا أن يبقى بمكة حتى يرد إلى الناس أشياءهم التي كانوا يودعونها عند الرسول، فبقي علي ثلاثة أيام حتى رد كل شيء إلى أصحابه، وكان الرسول أمره أن ينام في فراشه.

وكان كـ.ـفار قريش ينظرون فيرون رجلاً نائماً، فيقولون: هذا محمد نائم، فلما جاء الصباح ونهض عليّ من الفراش علموا أن محمداً قد خرج مهاجراً.

ثم لحق علي بالرسول، واستقر بجواره ينهل من علمه، ومن أخلاقه، ويقتدي به في كل كبيرة وصغيرة، ويرى منه نور الوحي.

وصاحب عليّ الرسول في كل غزواته إلا ( تبوك)، فقد استحلفه على المدينة، وفي يوم (بدر) خرج عتبة بن ربيعة بين ابنه الوليد بن عتبة وأخيه شيبة بن ربيعة، ثم دعا إلى المبارزة.

فقال الرسول: " قم يا عبيدة بن الحارث، وقم ياحمزة، وقم يا علي ".

فانقض عليّ على الوليد، وحمزة على شيبة، وأما عبيدة فلم يستطع الانقضاض على عتبة، فذهب إليه علي وحمزة فقـ.ـتلاه وحملا عبيدة إلى جيش المسـ.ـلمين.

وهكذا استمر عليّ سيفاً مسلولاً على أعداء الإسـ.ـلام، وكان الرسول يحبه حباًّ شديدا، وزوجه ابنته فاطمة سـ.ـيدة نساء العالمين، وكان زواجه منها بوحيّ من السماء، ورزقه الله منها سيدا شـ.ـباب أهل الجنة : الحسن والحسين، ورزقه منها أيضاً محسناً، وأم كلثوم وزينب.

وظل عليّ ملازماً رسول الله، حتى رحل إلى جوار ربه، وكان أحد الذين منَّ الله عليهم بغسل رسول الله وتكفينه ودفنه، وكان على الولاء والطاعة لأبي بكر من بعده، ثم لعمر، ثم لعثمان.

وقد بايعه المسلـ.ـمون بالخـ.ـلافة بعد استشهاد عثمان، ولكن عليًّا رفض هذه البيعة وفرَّ منهم، فجاؤوا إليه ومعهم طلحة وكان أول من بايعه طلحة.

وكان بين علي ومعاوية خلاف شديد بسبب دم عثمان، فاتفق ثلاثة وهم: عبد الرحمن مُلْجَم، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، على أن يقـ.ـتل عبد الرحمن عليًّا، ويقتل البرك معاوية، ويقتل عمرو عمراً بن العاص.

فذهب عبد الرحمن إلى الكوفة، وكان عليٌّ قد خرج إلى الصلاة فاعترضه عبد الرحمن وضربه بالسيف على رأسه، فالتف حوله الناس وأمسكوا به، وبيقي عليّ الجمعة والسبت وتوفي ليلة الأحد السابع عشر من رمضان سنة أربعين.

وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن بدار الإمارة بالكوفة ليلاً.

ــــــــــــــــــــــــ

(المصدر: الشامل. / عدد كلمات المقال: 625 / حجم الصورة: 45.5 كيلوبايت. ).

علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟

 

 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -