أخر الاخبار

من هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟

الفاروق عمر بن الخطاب

   كان عمر رجلاً ضخم الجسد قوياًّ، وكان طويلاً كأنه راكب على فرس، وكانت له منزلة كبيرة في قومه.

   وكان قبل أن يسـ.ـلم شديد الأذى بالمسـ.ـلمين يعذب الضعفاء منهم كي يتركوا دينهم، وكان الرسـ.ـول يعلم أنه إن أسلم ازداد المسـ.ـلمون قوة وعزة، فدعا الله أن يسـ.ـلم ويعز به الإسـ.ـلام والمسـ.ـلمين، واستجاب الله دعاء نبيه.

   وكان سبب إسلامه أنه حمل سيفه وذهب ليقتل الرسـ.ـول، وفي أثناء الطريق لقمه نعيم بن عبد الله وكان يخفي إسـ.ـلامه، فقال له:

إلى أين يا عمر؟

قال :أريد أن أقـ.ـتل محمداً الذي عاب دين قريش وسبّ آلهتها.

فقال له نعيم: أنت رجل مغرور، إذا قتلت محـ.ـمداً فإن قومه لن يتركوك تمشي على الأرض، ياعمر إن أختك وزوجها قد أسـ.ـلما فعليك بهما.

   اشتد غضب عمر وأسرع الخطاب إلى بيت أخته وكان عندها خباب بن الأرت، يعلمها هي وزوجها القـ.ـرآن، ولما اقترب من البيت، سمع قراءة خباب، فقال لأخته:

ما هذه القراءة؟

فقالت : إنك لم تسمع شيئا.

فقال: قد سمعت، ولقد علمت أنك قد أسـ.ـلمت وأسـ.ـلم زوجك، وضرب عمر زوج أخته فأسرعت تدافع عن زوجها فضربها حتى سال دمها، وحين رأي الدم يسيل من أخته حزن وندم، وقال لها:

هات هذه الصحيفة، فأنا أريد أن أقرأ ما فيها.

فقالت له: أنا أخاف على هذه الصحيفة منك.

فقال لها: لا تخافي، وحلف بآلهته أنه سيردها إليها.

فقال له: ياعمر، إنك رجل مشـ.ـرك نجس، وهذه الصحيفة لا يمسها إلا الطاهر.

فذهب عمر فاغتسل، ثم أخذ الصحيفة من أخته وكان فيها {طه} فلما قرأ عمر جزءا منها، قال:

ما أحسن هذا الكلام!

   وذهب عمر إلى رسـ.ـول الله صلى الله عليه وسلم وكان في بيت الأرقم، وطرق عمر الباب فقام رجل من الصحـ.ـابة ينظر من ثقب الباب، ليعلم من يطرق الباب، فلما رأى عمر خاف، وقال:

يارسـ.ـول الله هذا عمر بن الخطاب.

فقال له:  افتح له الباب.

فأذن له الرجل بالدخول، و قام الرسـ.ـول وقال له:

ما الذي جاء بك يا عمر؟

قال: جئت لأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسـ.ـول الله.

وفرح رسـ.ـول الله صلى الله عليه وسـ.ـلم والمسـ.ـلمون بإسـ.ـلام عمر فرحاً شديدا، وكبر تكبيرة عرف بها أصحابه أنه قد أسـ.ـلم.

   ولما أراد عمر أن يهاجر إلى << يثرب >> ذهب إلى الكعبة فطاف بها سبع مرات، ثم نظر إلى وجوه كـ.ـفار قريش، وقال:

شاهت الوجوه، ما أراد أن يؤتم ولده، أو يرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي.

   ولما مرض أبو بكر وعلم أنه سيموت بسبب هذا المرض أوصى أن يكون عمر أمير المؤمـ.ـنين.

   سار عمر في الناس بسيرة الرسـ.ـول - كما كان أبو بكر - ينشر العدل والرحمة ويهتم بأمور المسـ.ـلمين، وكان يمشي في الأسواق، وكان زاهداً عابداً يبكي كثيرا من خشية الله، ويلبس الثياب المرقعة وهو أمير المؤمـ.ـنين، وينام على الأرض، وقد كتب الله له الشـ.ـهادة على يد أبي لؤلؤة المجوسي، حيث طعـ.ـنه في صلاة الفجر بخنجر، واستأذن عمر أم المؤمـ.ـنين عائشة أن يُدفن بجوار الرسـ.ـول وأبي بكر فأذنت له.

ــــــــــــــــــــــ

(المصدر: الشامل. / عدد كلمات المقال: 479 / حجم الصورة: 35.9 كيلوبايت). 

من هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
من هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -