من هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ؟

الحسن بن علي

   ولد بالمدينة في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وكان أشبه الناس برسول الله من وجهه إلى سرته.

   كان الرسول يحب الحسن حبا شديدا، وكان يقول:" اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه".

   وكان الحسن إذا جاء إلى الرسول وهو ساجد ركب على ظهره، فيطيل السجود من أجله، وكان إذا صعد المنبر ليخطب صعد معه الحسن.

   وكان الرسول يخطب ذات يوم فرأى الحسن فنزل إليه وضمه إلى صدره، وأخذه معه وصعد به إلى المنبر.

   وكان أبو بكر يحب الحسن ويعظمه ويكرمه، وكذلك عمر وعثمان، وكان أبوه (علي) يكرمه إكراماً زائدا، فقال له يوماً: يابني أريدك أن تخطب حتى أسمعك.

   فقال الحسن: يا أبي، إني أستحي أن أخطب وأنا أراك. فجلس (علي) بحيث لا يراه الحسن، فخطب الحسن خطبة قوية فصيحة.

   فقال عليّ: { ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34)} [ آل عمران :34].

   وكان الحسن إذا ركب دابته أسرع عبد الله بن عباس وأمسك بقدم الحسن ووضعها في الركاب وكان ابن عباس يرى أن هذا من نعم الله عليه.

   وكان إذا طاف بالبيت ازدحم الناس عليه من محبتهم له حتى يكادوا أن يحطموه.

   وكان الحسن يتصف بصفات جده الرسول في الكرم والعبادة والزهد في الدنيا، وغيرها.

   (..) وكان يسارع في قضاء حوائج المسـ.ـلمين، ويقول: قضاء حاجة أخ لي أحب إليّ من اعتكاف شهر.

   وكان يحب العلم، ويدعو إلى تعلمه وحفظه، وكان يجمع أولاده وأولاد أخيه، ويقول لهم: ((تعلموا العلم، فمن لم يستطع أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته)).

   وكان لا يتكلم بالفحش من القول، بل كان كلامه ذكراً وتسبيحاً وقراءة لكتاب الله، فقد هداه الله إلى الطيب من القول.

   ولما ضرب ابن ملجم عليًّا قال له الناس: يا أمير المؤمنين، استخلف. فقال :لا، ولكن أترككم كما ترككم الرسول، فإن أراد الله بكم الخير جمعكم على خيركم، ولما توفي قام قيس بن سعد بن عبادة فبايع الحسن، ثم بايعه الناس بعده.

   ألح الناس على الحسن في قتال معاوية وأهل الشام، فسار إلى الشام ومعه جيش لم يسمع أحد من الناس بمثله في عدده وقوته، ولكن الحسن لم يكن ينوي قتال أحد، وأراد أن لا يقتل أحد من المسـ.ـلمين بسبب الملك، فكتب إلى معاوية يطلب منه الصلح وحقن دماء المسـ.ـلمين فاستجاب معاوية.

   ولام الحسنَ أخاهُ على ترك الخـ.ـلافة، والصواب كان مع الحسن، وبذلك تحقق قول الرسول: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به طائفتين من المسـ.ـلمين عظيمتين".

   وظل الحسـ.ـن بمدينة الرسول عابداً زاهداً يعلم الناس الخير، وكان قد رأى في منامه أنه مكتوب بين عينيه { قل هو الله أحد} ففرح بهذه الرؤيا.

   ولما عرف سعيد بن المسيب هذه الرؤيا، قال: إن كان رأى هذه الرؤيا، فقلَّ ما بقي من أجله. فمات بعدها بأيام فليلة.

   وتوفي وهو ابن سبع وأربعين سنة، بعدما مضي من إمارة معاوية عشر سنين. 

ـــــــــــــــــــــــ

(المصدر: الشامل. / عدد كلمات المقال: 458 / حجم الصورة: 47.2 كيلوبايت ). 

من هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ؟

تعديل المقال