أخر الاخبار

قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام

 إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم

   ولد نبي الله إبراهيم ببابل من أرض العراق، وكان أبوه آزر وأهل بابل يعبدون الأصنام، وكان أهل حران يعبدون الكوكب، وكان إبراهيم يدعوهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام التي لا تسمع دعاء من يدعوها، ولا ترى من يعبدها.

1 - إبراهيم عليه السلام يدعو أباه إلى الهداية:

   وإذا كانت هذه صفة الأصنام التي يعبدها، فكيف تأتي له بالخير، أو تصرف عنه الشر، قال إبراهيم لأبيه:{ يٰأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} [مريم :42].

   ثم نبه إبراهيم أباه على أن الله قد أعطاه العلم النافع، وأنه هداه إلى طريق مستقيم، من اتبعه نال الخير في الدنيا والآخرة.

   أصَرَّ آزرُ على عناده وعبادته الأصنام من دون الله، وهدد إبراهيم وتوعده بالسوء، فقال له : {لئن لم تنته لأرجمنك}.

   وقابل إبراهيم قول آزر بالرحمة، فقال له :{سلٰم عليك} وزاد أنه سوف يستغفر له الله، لأنه لطيف به، وقد وفّى إبراهيم بوعده فاستغفر له ربه، ولكنه عندما عرف أنه عدو لله تبرأ منه. 

2 - إبراهيم عليه السلام يدعو قومه إلى الهداية:

   وكان إبراهيم يحتقر الأصنام، ويُنكر على قومه عبادتها، وكان يقول لهم :{ما هذه التماثيل التي أنتم لها عٰكفون}؟ فيقولون: {وجدنا آباءنا لها عٰبدين} فيقول إبراهيمُ: {هل يسمعونكم إذ تدعون (82) أو ينفعونكم أو يضرون}. فيقولون: {وجدنا آباءنا لها عٰبدين}.

   واعترفوا بأنها لا تسمع دعاء من يدعوها، ولا تنفع ولا تضر، ولكنهم يعبدونها، لأنهم يفعلون ما كان يفعله آباؤهم. فقال لهم إبراهيم: {فإنهم عدو لي إلا رب العٰلمين (77)} [الشعراء : 77]. وقال لهم أيضاً: {قال بل ربكم رب السمٰوات والأرض}. {وتالله لأكيدن أصنٰمكم بعد أن تولوا مدبرين} [ الأنبياء :57].

   كان لقوم إبراهيم عيد يحتفلون فيه كل عام خارج البلد، فطلب منه أبوه أن يحضر هذا العيد، فقال له إبراهيم: {إني سقيم}.

   فلما خرجوا إلى العيد، وجلس هو في البلد ذهب إلى الأصنام ليحطمها، فوجد قومه قد وضعوا أمامها الطعام، فقال لها قول المحتقر:{ألا تأكلون (91) مالكم لا تنطقون} [الصافات : 91، 92].

  وأخذ قَدوماً وجعل يضربها بيده اليمنى القوية فكسرها كلها، ووضع القَدوم في يد الصنم الكبير.

   فلما رجعوا من العيد ووجدوا آلهتهم قد تكسرت، قالوا: {من فعل هذا بآلهتنا إنه من الظالمين}. ثم قالوا : لقد سمعنا فتى يعيبها ويحتقرها اسمه إبراهيم، فهو الذي فعل هذا، ثم أحضروا إبراهيم وسألوه أمام الناس. {ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يٰإبرٰهيم}. فقال إبراهيم: {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}. فعندئذ لام القوم أنفسهم، وقالوا: {إنكم أنتم الظٰلمون}.

  ثم رجعوا إلى الفتنة، وقالوا: لقد علمت يا إبراهيم أن هذه الآلهة لا تنطق، فكيف تأمرنا بسؤالها، ثم قالوا: {ابنوا له بنيٰنا فألقوه في الجحيم}.

   وذهب الرجال والنساء يجمعون الحطب، وأشعلوا النار في هذا الحطب، وقيدوا إبراهيم وكتفوه، ثم وضعوه في كفة المنجنيق ثم قذفوه في النار وكان إبراهيم يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

   وجاءه جبريل، وقال له: يا إبراهيم، ألك حاجة؟ فقال إبراهيم : أما إليك فلا. وجاء أمر الله :{يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيمَ وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}.

3 - قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع النمرود:

   وخرج إبراهيم من النار سالماً لم يصبه أدنى سوء، وفي نفس اليوم الذي خرج فيه من النار جاء إليه النمـ.ـرود الجبار الذي ادعى أنه إله، فأراد إبراهيم أن يقيم عليه الحجة بأنه عبد وليس إله، فقال له: {ربي الذي يحي ويميت}. فقال النمـ.ـرود: أنا أحيي وأميت، لأنه إذا جاءه رجلان قد حكم عليهما بالموت، فقتل واحداً وترك الآخر، فكأنه أمات هذا وأحيا هذا، وهذا بعيد كل البعد عن الذي يقصده إبراهيم.

   فقال له إبراهيم: {فإنَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب}. فظهر عجز النمـ.ـرود، وأنه ليس إلهاً كما يقول.

   هاجر إبراهيم من أرض قومه الظالمين، وأخذ معه زوجته وابن أخيه لوط، وذهب إلى أرض الشام لكي يستطيع أن يعبد ربه، ويدعو الناس إلى عبادة الله الواحد.

   وكانت زوجة إبراهيم لا تلد، فولدت له، وجعل الله من أولاده، وأحفاده أنبياء، فكل نبي جاء بعد إبراهيم فهو من ذريته.

  مات إبراهيم خليل الله في زمن النمـ.ـرود بن كنعان ..

ــــــــــــــــــ

المصدر: الشامل.

(عدد كلمات المقال: 636 ).

قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -