أخر الاخبار

ظاهرة الانزياح الأحمر (Redshifted) وكيف نحسب سرعة ابتعاد أو اقتراب الجسم الباعث للضوء باتجاهنا

  الانزياح الأحمر

1- كيف تحدث هذه الظاهرة ؟

   تحدث للضوء المنبعث عن أجسام كونية متحركة، فلو تصورنا أن مصدر الضوء هو جسم يتحرك باتجاهنا حيث نقف ونراقبه، فإن الطول الموجي للضوء الواصل إلينا سيميل إلى أن يكون أقصر من حالته الاعتيادية التقليدية، وبالتالي سيبدو مُزْرَقّا، وعلى العكس سيبدوا لنا الضوء المنبعث من مصدر يتجه بعيدا عنا مائلا إلى الحمرة، لأن الطول الموجي سيكون أطول. هذه هي ما تعرف بعملية الانزياح الأحمر.

2- في شأن تسميتها بالانزياح الأحمر:

   في الحقيقة كان المفروض أن تسمى بـ (الانزياح الأزرق) بالنسبة للأجسام المقتربة منا، لكن أطلق مصطلح الانزياح الأحمر على كلتا الحالتين، الاقتراب أو الابتعاد. وفي الجانب المختبري، كانت هذه الطريقة العلمية هي وسيلة عالية الدقة كي نحسب سرعة ابتعاد أو اقتراب الجسم الباعث للضوء باتجاهنا.

   وإذا صادف وأن مرت حزمة الضوء (التي تعاني انزياحا أحمر) خلال سحابة مليئة بالهيدروجين وسط الفضاء الكوني وهي في الطريق إلينا، فإن بعضا من الضوء الأصلي سيجري امتصاصه (أي أنه سيصبح في غضون ذلك كوازارا - نجما مزيفا) خلال مروره في تلك السحابة الهيدروجينية. وسيبدو على الطيف الضوئي الواصل إلينا وجود ما يسمى بـ (خطوط الامتصاص).

   وبما أن الكون مليء بسحب الهايدروجين العملاقة، فإن الضوء سيعاني من الامتصاص في جانبه الأزرق، وهو ما يظهر على شكل حزمة متعددة من خطوط الامتصاص ترافقه.

   ولو كان الضوء المتجه باتجاهنا قد انبعث من مكان (بعيد جدا) فعلى الأرجح سيجري امتصاصه كله خلال الطريق، ولن تصل إلينا منه سوى خطوط التلاشي التي تمثلها خطوط الامتصاص التي تميزها التيليسكوبات المتقدمة، وهذه تسمى اصطلاحا بـ( غابة ليمن - ألفا).

   وفي العادة كانت تعرف (الكوازارات) على نطاق واسع في الأبحاث العلمية باحتوائها على طيف مائل إلى خطوط الامتصاص (من الطرف الأزرق)، لأن الافتراض الأعمّ والغالب أن تلك الحزم من (خطوط الامتصاص)، (يعني السحابات الهيدروجينية المعترضة لطريق الحزمة الضوئية)، إنما هي عملية تحدث (داخل) مجرتنا. وعلى اعتبار أن الضوء قادم من خارج المجرة (حسب قياس الانزياح).

   لكن ماذا لو ظهر أن خطوط الامتصاص هذه قد نشأت بالأصل (خارج) مجرتنا ؟

   وتبين بالبحث، أن معظم الممتصات للضوء والمسببات لظهور خطوط الامتصاص، إنما تنتمي إلى الأعمدة ذات الكثافات الواطئة، وهي ما نطلق عليه (السحب الكونية)، وفقط بحدود 1 في المائة من الممتصات تنتمي إلى الأعمدة عالية الكثافة. وهو ما يمكن تفسيره بوجود (مجرات مقزمة)، تحتوي الواحدة منها على عدد من النجوم يتراوح بين 100 مليون نجم، إلى عدة مليارات من النجوم (بينما تحتوي مجرة درب التبانة على 200 - 400 مليار نجم).

ـــــــــــــــــــــــــ

منقول من كتاب (...) ص:98-99-100 . 

( عدد كلمات المقال: 410 / الصورة: 40 kb تقريبا ).

ظاهرة الانزياح الأحمر (Redshifted) وكيف نحسب سرعة ابتعاد أو اقتراب الجسم الباعث للضوء باتجاهنا

تابعنا من هنا











تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -