أخر الاخبار

قصة نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام

عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم

كانت أم مريم حنة بنت فاقود من العابدات، وكان زوجها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل، وكانت حنة لا تلد، فنذرت إن حملت أن تجعل الصبي الذي في بطنها في خدمة بيت المقدس، فحاضت في نفس الوقت، ولما طهرت من الحيض جامعها زوجها فحملت.

وفرحت حنة بهذا الحمل فرحاً شديداً، وحين وضعت رأت أنثى، فقال : يارب ليس الذكر كالأنثى في خدمة بيت المقدس، لأن الناس في ذلك الوقت كانوا ينذرون لبيت المقدس خداماً ذكوراً.

نشأت مريم في بيت مؤمن طاهر، فنشأت متدينة طاهرة، وعندما كبرت وبلغت ما يبلغه النساء ابتعدت عن أهلها، وجلست في مكان ليس به أحد حتى تتفرغ لعبادة الله، وكان ذلك المكان في ناحية المشرق.

وبينما هي في ذلك المكان البعيد عن الأهل رأت أمامها رجلاً، فظنت أنه يريد منها سوء، فاستعاذت بالله منه.

فقال لها الرجل وهو جبرائيل: يا مريم أنا رسول الله الذي تستعيذين به مني، وقد جئت لأهب لك غلاماً طاهراً.

فقالت مريم: كيف يكون لي غلام وليس لي زوج، ولست ممن يفعل الفاحشة.

فقال لها جبرائيل: كذلك وعد ربك أنه سيخلف منك غلاماً، وهذا أمر سهل على الله.

ولما اطمأنت مريم إلى كلام جبريل اقترب منها ونفخ في فتحة قميصها من أعلى، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملت بإذن الله، فلما تيقنت الحمل ابتعدت كثيراً عن الناس، لأنها كانت تعلم أنهم سوف يذكرونها بكلام سيئ.

ولما ظهرت على مريم علامات الحمل كان أول من عرف ذلك يوسف بن يعقوب النجار وكان ابن خالها، وكان يتعجب مما يرى، لأنه كان يعرف عبادة مريم وزهدها، ولكنه قال لها ذات يوم :

يا مريم، هل يكون زرع من غير بذر؟

قالت مريم: فمن الذي خلق الزرع الأول؟

قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟

قالت: نعم، إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى.

فقالت له : إن الله بشرني { بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم} [ آل عمران :45].

ولما جاء المخاض مريم، ذهبت إلى جذع نخلة لكي تستتر به وتعتمد عليه عند الولادة، وتمنت لو أنها ماتت قبل هذا الحادث، لأنها كانت تخاف أصحاب السوء الذين سيسارعون إلى اتهامها بالمعصية.

وعندئد ناداها عيسى : لا تحزني ولا تتألمي، فإن الله قد جعل تحتك نهراً مليئاً  بالماء بعد أن كان جافًّا لا ماء فيه، وحركي جذع النخلة ينزل عليك رطباً .. فكلي من هذا الرطب، واشربي من هذا النهر، واطمئني فإن الله يحفظك من جميع الناس، وإذا رأيت أحداً منهم فلا تتكلمي معه، وقولي إنك نذرت لله السكوت عن الكلام مع الناس.

ولما انتهت مريم من نفاسها أخذت عيسى وذهبت به إلى أهلها، فلما رأوها تحمل هذا الغلام تعجبوا، وقالوا : يا مريم، لقد فعلت شيئاً غريباً، يا مريم لقد كان أبوك رجلاً من الصالحين وعبداً من المخلصين، ولم تكن أمك من البغاة، بل كانت عابدة صالحة، فكيف فعلت هذا السوء؟

أشارت مريم إلى الطفل الصغير ليدافع عنها، فتعجب أهلها وقالو لها : يا مريم، كيف نتكلم مع طفل صغير لا يعرف الكلام، أنت تستهزئين بقومك وأهلك.

فقال عيسى : { إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا (30) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصـ.ـلاة والزكـ.ـاة ما دمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا (31)} [ مريم :30-32].

وهكذا، فإن الله قد جعل عيسى آية من آياته ودليلا على قدرته، وداعياِ إليه في صغره وفي كهولته، وعلمه الكتابة والتوراة والإنجيل، وكان عيسى يصنع الطائر من الطين ثم ينفخ فيه فيتحرك ويكون طيراً بإذن الله، وكان يشفي الأعمى ويرد إليه بصره بإذن الله، وكان المريض بالبرص يذهب إليه فيبرأ في الحال، وكان يخرج الذين ماتوا من قبورهم فيحيهم، واشتهرت معجزاته بين الناس، ووقف الأطباء والحكماء أمام هذه المعجزات عاجزين.

والعجيب أن عيسى حين دعا الناس إلى عبادة الله آمن به أهل أنطاكية كلهم، وكـ.ـفر به اليهـ.ـود كلهم، ولكن الله نصر عبده عيسى ومن معه على اليهـ.ـود.

تآمر اليهـ.ـود على عيسى وفكروا في قتله، ولكن الله رفعه إلى السماء والناس ينظرون إليه، ووضع شبهه على بعض أصحابه، فظن اليهـ.ـود أنه عيسى فأخذوه وصلبوه، واعتقد بعض النـ.ــصارى الذين لم يروه وهو يرفع إلى السماء أن الذي صلبه اليهـ.ـود هو عيسى، فوقعت النـ.ـصارى بسبب ذلك في ضلال كبير.

وسوف ينزل عيسى قبل يوم القـ.ـيامة إلى الأرض فيقتل الخـ.ـنزير، ويكـ.ـسر الصـ.ـليب، ولن يقبل إلا الإسـ.ـلام، وسوف يقتل المسـ.ـيح الدجـ.ـال الكاذب، وسوف يتوفاه الله بالمدينة، وسيـ.ـدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بـ.ـكر وعـ.ـمر رضي الله عنهما. 

ـــــــــــــــــــــــــ

(المصدر: الشامل / عدد الكلمات: 707 / الصورة: 82.5 كيلوبايت).

قصة نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام
قصة نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -