عني العلماء باستخراج القواعد المقررة في كسب المال
جاء في كتاب السياسة المالية لعبد الكريم الخطيب: " فلقد عني فقـ.ـهاء المسـ.ـلمين في مختلف العصور عناية كبيرة بالنظر في كتـ.ـاب الله وفي سنة رسوله وفي سيرة صحابته، ليضعوا من ذلك كله قواعد مقررة في كسب المال، وفي وجوه إنفاقه، وفيما لله فيه من حق، وما لعباده من نصيب " ص: 3.
والمال - بلا شك - إحدى الدعامات القوية التي قامت عليها حضارة ما
وقال المؤلف: " والمال - بلا شك - إحدى الدعامات القوية التي قامت عليها حضارة العـ.ـرب .. وهو الذي تقوم عليه اليوم حضارة الغرب وتستند إلى قوته .. وهيهات أن تقوم حضارة لا تجعل للمال وزنه وحسابه وتقديره في إقامة أسسها ودعم أركانها " ص: 5.
وقال: " إن فريضة الزكـ.ـاة مصدر عظيم من مصادر المال الذي يساق إلى خزانة الدولة، والذي يمكن أن ينتفع به أيما انتفاع في محاربة الفقر وما يتصل به من آفات .. ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من دراسة جادة تضع الأسس التي يمكن أن تجبى بها، وتمكن للأغنياء من أن يؤدوها، وللفقراء من أن ينتفعوا بها " ص: 7.
غريزة التملك وراء كل بغي وعدوان
وقال أيضا: " وتكاد تكون غريزة التملك وراء كل بغي وعدوان من إنسان على إنسان أو جماعة على جماعة .. إن أصل التنازع بين الناس إنما يرجع في صميمه إلى الأشياء .. كل يريد هذا الشيء لنفسه، فتتلاقى الرغبات عند هذا الشيء، ويقع الصراع في محيطه، بغية الاستئثار به دون الناس جميعا، فيقع لهذا ما يقع من صدام، تسيل به دماء وتزهق من أجله أرواح " ص: 25.
وقال أيضا: " أما المفهوم الاقتصادي للمال فإنه يُعَدُّ كُلُّ ما يُنتفعُ به على أي وجه من وجوه النفع مالا، كما أنه يعد كل ما يُقوّم بثمن مالا، أيا كان نوعه، وأيا كانت قيمته، فمن ملك أرضا فهي مال، ومن ملك بيتا فهو مال، ومن ملك شجرة فهي مال، ومن ملك ثمر شجر فهو مال. فكل شيء يمكن أن يعرض في السوق وتقدر له قيمة هو مال، وكل شيء ينتفع به على أي وجه هو مال " ص: 22.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(الصورة: 61.6 كيلوبايت / الكلمات: ).
 |
| كتاب السياسة المالية تأليف: عبد الكريم الخطيب (تنزيل) |
اكتب تعليقك هنا