كتاب معركة النص (المجموعة الأولى والثانية) تأليف فهد بن صالح العجلان (تحميل)

الباحث

اخر تحديث :

1- مقتطفات من الكتاب:

قال فهد بن صالح العجلان في المجموعة الأولي (يعني الجزء الأول من كتابه: معركة النص): (( علم خصوم النص أن قواهم الفكرية والإعلامية عاجزة عن تمزيق سياج النص للنفوذ إلى قلب الشعوب المسـ.ـلمة، فكان لابد من حيلة تكون موصلة إلى هذه الغاية من غير الاصطدام بهذا السياج المحكم، فتحركت بوصلة المعركة من مواجهة مع النص إلى تخط للنص عن طريق مسايرة النص الشرعي بجعل كل الرؤى والمفاهيم المنحرفة داخلة في مفهوم النص ..

.. فمفاهيم المعركة الأولى هي ذاتها مفاهيم المعركة الثانية، لكنها بدلا من أن تكون ضد النص الشرعي أصبحت مسايرة له ومتوافقة معه ..

هذا التغير الاستراتيجي .. خطر جدا على المفاهيم والأحكام الشرعية، لأن عامة الناس ليس لديهم قدرة تفصيلية على معرفة الحق والباطل، وإنما المعيار المعتمد لديهم هو في موافقة النص أو مخالفته، وحين تُقدمُ الانحرافات الفكرية في قوالب شرعية، فمن السهل وقوع التلبيس على كثير من الناس لظنهم أنها موافقة للدين ..

إن تعظيم الشعوب المسـ.ـلمة للنصوص الشرعية هي أقوى أسباب الحفاظ على هوية وثقافة هذه المجتمعات، وحين تتمكن اللصوصية الثقافية من كسر هذا السياج والدخول بعدها في عمق النص لممارسة العبث والتأويل للأحكام والمفاهيم الشرعية، فإن هذا مؤشر خطر وبلاء سيحل بمفاهيم الناس وقيمهم من حيث لا يشعرون.

لا حلَّ أمام هذه اللصوصية الثقافية إلا بتكاتف العلـ.ـماء والمثقفين والمفكرين الغيورين على كشف هذه الممارسات العبثية وإزالة الأقنعة التي تخفي عوارها .. )) ص: 6-7.

وقال المؤلف أيضا: (( اعتاد كثير من ذوي التوجهات المنحرفة عن النص الشرعي أن يقلب في كتب الفقهاء .. لاستخراج الأقوال والاختيارات الفقهية (القديمة والحديثة) التي يرونها تتفق مع بعض رؤاهم، ليصنعوا من أجزائها زورقا آمنا، لتجاوز أمواج الاعتراض والنكير التي لا تزداد نحو عبثهم إلا دفعا وتصاعدا )) ص: 9.