أخر الاخبار

الأطفال والسرقة

   عندما يسرق طفل أو بالغ فإن ذلك يصيب الوالدين بالقلق. وينصب قلقهم على السبب الذي جعل ابنهم يسرق ويتساءلون هل ابنهم أو ابنتهم [إنسان غير سوي]؟ 

ومن الطبيعي لأي طفل صغير أن يأخذ الشيء الذي يشد انتباهه... وينبغي ألا يؤخذ هذا السلوك على أنه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير، ويصل ما بين الثالثة حتى الخامسة من عمره، حتى يفهموا أن أخذ شيء ما مملوك للغير أمر خطأ. وينبغي على الوالدين أن يعلموا أطفالهم حقوق الملكية لأنفسهم وللآخرين . والآباء في هذه الحالة يجب أن يكونوا قدوة أمام أبنائهم ... فإذا أتيت إلى البيت بأدوات مكتبية أو أقلام .. أو أي شيء يخص العمل .. فدروسك في الأمانة لأطفالك ستكون من الصعب عليهم أن يدركوها.

ولذلك فإن السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع في كل حالة وإن نفهم الغاية التي تحققها السرقة في حياة طفل ما حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة.

ويلجأ بعض الأطفال الكبار .. إلى السرقة لعدة أسباب على الرغم من علمهم بأن السرقة خطأ :

*   فقد يسرق الطفل بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهي نوعا من الأكل لأنه جائع.

*   وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء.

*  وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء .. بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل ... أو لأنه نشأ في بيئة إجرامية عودته السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات ... وهذا السلوك ينطوي على سلوك إجرامي في الكبر لأن البيئة أصلا بيئة غير سوية.

*   كذلك فقد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.

*   وفي بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه.

*   وقد يبدأ الأطفال في السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال، فهم لا يريدون الاعتماد على أي شخص، لذا يلجئون إلى أخذ ما يريدونه عن طريق السرقة.

*   كذلك قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسي أو عقلي أو بسبب كونه يعاني من الضعف العقلي وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه قد يوجهونه نحو السرقة.

*   وينبغي على الآباء أن يدركوا سبب سرقة الطفل ... هل الطفل سرق بدافع الحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية؟ وفي هذه الحالة، قد يعبر الطفل عن غضبه أو يحاول أن يتساوى مع والديه ... وقد يصبح المسروق بديلا للحب والعاطفة. وهنا ينبغي على الوالدين أن يبذلوا جهدهم لإعطاء مزيد من الاهتمام للطفل على اعتبار أنه عضو مهم في الأسرة.

        فإذا أخذ الوالدان الإجراءات التربوية السليمة، فإن السرقة سوف تتوقف في أغلب الحالات عندما يكبر الطفل. وينصح أطباء الأطفال بأن يقوم الوالدان بما يلي عند اكتشافهم لجوء ابنهم إلى السرقة :

1.   إخبار الطفل بأن السرقة سلوك خاطئ.

2.   مساعدة الصغير على دفع أو رد المسروقات.

3.   التأكد من أن الطفل لا يستفيد من السرقة بأي طريقة من الطرق.

4.   تجنب إعطائه دروسا تظهر له المستقبل الأسود الذي سينتظره إذا استمر على حاله، أو قولهم له : أنك الآن شخص سيئ أو لص.

5.   توضيح أن هذا السلوك غير مقبول بالمرة داخل أعراف وتقاليد الأسرة والمجتمع والدين.

وعند قيام الطفل بدافع أو إرجاع المسروقات، فلا ينبغي على الوالدين إثارة الموضوع مرة أخرى، وذلك من أجل مساعدة الطفل على بدء صفحة جديدة. فإذا كانت السرقة متواصلة وصاحبها مشاكل في السلوك أو أعراض انحراف فإن السرقة في هذه الحالة علامة على وجود مشاكل أكبر خطورة في النمو العاطفي للطفل أو دليل على وجود مشاكل أسرية.

     كما أن الأطفال الذين يعتادون السرقة يكون لديهم صعوبة في الثقة بالآخرين وعمل علاقات وثيقة معهم. وبدلا من إظهار الندم على هذا السلوك المنحرف فإنهم يلقون باللوم في سلوكهم هذا على الآخرين ويجادلون بالقول: " لأنهم لم يعطوني ما أريد وأحتاج ... فإنني سوف آخذه بنفسي". لذلك يجب عرض هؤلاء الأطفال على المختص .. في مشاكل الطفولة.

    وعند عرض هؤلاء الأطفال على المختص يجب عمل تقييم لفهم الأسباب التي تؤدي لهذا السلوك المنحرف من أجل عمل خطة علاجية متكاملة.

ومن العوامل الهامة في العلاج هو تعليم هذا الطفل كيف ينشأ علاقة صداقة مع الآخرين، كذلك يجب مساعدة الأسرة في تدعيم الطفل في التغيير للوصول إلى السلوك السوي في مراحل نموه المختلفة.

ولعلاج السرقة عند الأطفال ينبغي عمل الآتي :

1.   يجب أولا أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه.

2.   كذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام.

3.   أن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء.

4.   يجب أن نحترم ملكية الطفل ونعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف.

5.   كذلك يجب عدم الإلحاح على الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب.

6.   ضرورة توافر القدوة الحسنة في سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة.

7.   توضيح مساوئ السرقة ، وأضرارها على الفرد والمجتمع، فهي جرم .. وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق.

8.   تعويد الطفل على عدم الغش في العمل ... الخ. 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(عدد الكلمات: 820 كلمة  / حجم الصورة: 72.3 كيلوبايت ).

الأطفال والسرقة
الأطفال والسرقة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -