أخر الاخبار

قصة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم

محمد صلى الله عليه وسلم

كانت آمنة بنت وهب أفضل امرأة في قريش فأراد عبد المطلب أن يزوجها ابنه عبد الله فذهب إلى والد آمنة وهب بن عبد مناف سيد قومه، وطلب منه آمنة زوجة لابنه عبد الله، فوافق وهب، وحملت آمنة برسول الله.

قالت آمنة : لما حملت به أتاني آت، وأنا بين النائم واليقظان، وقال :

إنكِ حلمت بسيد هذه الأمة ونبيها.

فلما اقتربت ولادتي أتاني ذلك الآتي، وقال لي :

قولي " أعيذه بالواحد الصمد، من شر كل حاسد".

خرج عبد الله والد النبي إلى غزة من بلاد الشام مع رجال قريش يحملون تجارات، ولما فرغوا مروا بالمدينة وكان عبد الله مريضاً، فقال لهم :

سوف أبقى عند أخوالي من بني النجار. فبقي عندهم مريضاً شهراً، وذهب رجال قريش إلى مكة، فسألهم أبوه عبد المطلب عن ولده، فقالوا :

تركناه عند أخواله وهو مريض.

بعث إليه أخاه الحارث بن عبد المطلب، فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة وهو رجل من بني عدى بن النجار، فحزن عليه أبوه وإخوته حزناً شديداً وكان عمر عبد الله يوم توفي خمساً وعشرين سنة وكانت آمنة حاملاً برسول الله.

وهكذا شاء الله أن يولد محمد يتيماً، وكانت ولادته بمكة عام الفيل يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

قالت آمنة : لما ولدت محمداً نظرت إليه، فإذا هو ساجد لله، رافع يديه إلى السماء.

وقال عمه العباس : ولد محمد مختوناً.

خرجت النساء من بني سعد بن بكر إلى مكة تريد أطفالاً ترضعهم، وكانت من بينهن حليمة، وكان رسول الله قد عرض على النساء لترضعه، وكانت كل واحدة ترفض، لأنه كان يتيماً وكانت كل امرأة قد أخذت طفلا ترضعه إلا حليمة، وكرهت حليمة أن ترجع وليس معها طفل ترضعه فذهبت إلى محمد اليتيم وأخذته لأنها لم تجد غيره.

وكانت حليمة وقومها قد أصابهم الفقر وقلة النبات، وكان مع حليمة طفل آخر غير النبي ترضعه، وكان هذا الطفل لا ينام من البكاء بسبب الجوع، فلما أخذت النبي امتلأ ثدياها باللبن فشرب النبي وشرب معه أخوه ثم ناما، وقام زوجها إلى ناقة له فحلبها وكانت لا تحلب فشرب وشربت حليمة، وباتوا ليلتهم في سعادة.

وتعجب زوج حليمة مما رأى، وقال لها :

ياحليمة، لقد أخذت نسمة مباركة.

قالت حليمة : والله إني لأرجو ذلك.

ولما أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضاعته وكبر عادت به حليمة إلى أمه، وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه، وذات يوم خرجت آمنة لزيارة قبر زوجها، وفي أثناء الطريق توفيت، وهكذا شاء الله أن يكون نبيه يتيماً، ليس له أب ولا أم.

ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم من يرعاه بعد أبيه وأمه إلا جده عبد المطلب الذي أحبه حباًّ شديداً، وكان لا يأكل طعاما إلا إذا أكل معه محمد صلى الله عليه وسلم ولما بلغ محمد من العمر ثمانية أعوام مات جده عبد المطلب، فأخذه عمه أبو طالب الذي أحبه حباًّ شديداً وكان لا يتركه، وكان أولاد أبي طالب إذا أكلوا لم يشبعوا، وإذا أكل معهم النبي شبعوا، وبقي من الطعام شيء كثير.

ولما بلغ الرسول اثني عشرة سنة خرج عمه أبو طالب مع رجال من قريش في تجارة إلى الشام، فقال له الرسول :

ياعمَّ خذني معك، إلى من تتركني.

فرق قلب أبي طالب وقال :

والله لا يفارقني أبداً.

وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم برعي الغنم، وعرض نفسه على خديجة بنت خويلد لعمل عندها، فقالت له :

أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك.

فقال أبو طالب :هذا رزق ساقه الله إليك.

فخرج النبي ومع ميسرة غلام خديجة، ثم باع رسول الله سلعة فوقع بينه وبين رجل تلاح، فقال له الرجل :

احلف باللات والعزى.

فقال النبي : ما حلفت بهما قط.

فقال الرجل لميسرة :هذا والله نبي.

وكان إذا اشتد الحر يرى ميسرة ملكين يظلان رسول الله، ولما عاد رسول الله إلى مكة حكى ميسرة ذلك كله لخديجة.

عرضت خديجة نفسها على رسول الله ليتزوجها فأخبر أعمامه بذلك، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب ودخل على عمها عمرو بن أمية وخطبها منه لرسول الله، وحضر أبو طالب وكبار قريش.

حبب الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه منها، وكان يذهب إلى غار حراء يتعبد فيه شهراً من كل سنة، وكان إذا انتهى الشهر لم يذهب إلى منزله حتى يطوف الكعبة، ثم يذهب إلى بيته.

وفي يوم من الأيام وهو يتعبد كعادته في غار حراء جاءه جبريل، وقال له :اقرأ.

فقال له محمد :ما أنا بقارئ.

فقال له جبريل :{ اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان مالم يعلم (5)} [ العلق :1 – 5].

قال محمد : فقرأتها، وكأن كتاباً كتب في قلبي.

وخرج محمد من الغار، وكلما نظر في السماء وجد جبريل، وأراد جبريل أن يطمئن محمداً، فقال له :

يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل.

وذهب محمد إلى زوجته خديجة، وهو خائف يرتعد مما رأى وسمع، وبعد أن هدأت خديجة من روعه، وذهب عنه الخوف حكى لها الذي رأى والذي سمع.

تعجبت خديجة حين سمعت اسم جبريل، ومما حكى لها زوجها، فذهبت ومعها محمد إلى ورقة بن نوفل ابن عمها، وكان على النصـ.ـرانية، وكان يكتب الإنجـ.ـيل بالعـ.ـبرانية، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له :

يا ابن عم اسمع من محمد.

فقال ورقة : يابن أخي، ماذا ترى؟

فأخبره محمد بما رأى وما سمع من جبريل.

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني شابا، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك.

فقال محمد :أو مُخْرِجِيَّ هم؟

فقال ورقة : نعم، لم يأت رجل بمثل ما أتيت به إلا عاداه قومه، وإن أنا عشت فسوف أنصرك.

ولم يمكث ورقة إلا قليلا ثم مات، وكانت خديجة أول من آمن به.

وبدأ جبريل ينزل على النبي بالقـ.ـرآن، والنبي يدعو إلى ربه سراًّ، وبدأ التكليف بالصلاة، وكانت ركعتين ثم أتمها الله أربعاً.

وكان أصحاب النبي إذا أدوا الصلاة ذهبوا إلى الجبال حتى لا يراهم أحد، وذات مرة رآهم المشـ.ـركون، فعابوا صلاتهم، فضرب سعيد بن وقاص رجلاً من المشركين حتى سال دمه، وكان أول دم سال في الإسـ.-ـلام.

أمر الله نبيه أن يجهر بالدعوة إليه، وقال الله تعالى ليطمئن الرسول :{ ياأيها الرسـ.ـول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} [ المائدة :67].

اجتهد رسـ.ـول الله في الدعوة إلى الله، وكانت خديجة تقف بجانبه، وكذلك كان عمه أبو طالب، فلما ماتت خديجة ومات عمه لم يكن للنبـ.ـي من يحميه من أذى قريش.

واستمر رسـ.ـول الله في الدعوة، حتى تآمر قريش على قتـ.ـله، فأذن له ربه بالهجرة إلى (يثرب)، وهي المدينة.

ولما دخل الرسول المدينة بركت ناقته عند موضع المسجد، وكان هذا الموضع ملكاً لغلامين يتيمين فاشتراه منهما، وبنى فيه مسجده، وآخى بين المهـ.ـاجرين والأنـ.ـصار، وأصلح بين قبيلتي الأوس والخـ.ـزرج، ونشر الخير والعدل والزهـ.ـد والتـ.ـقوى بين الناس ..

مرض رسـ.ـول الله صلى الله عليه وسلم مرضاِ شديداً، وكان أبو بكـ.ـر يصلي بالناس حتى توفي رسـ.ـول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم الإثنين، ودفـ.ـن صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة زوجته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(عدد الكلمات: 1120 / الصورة: 83.9 كيلوبايت).

قصة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم
قصة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -