أخر الاخبار

تعريف النحو ومؤسسه

 تعريف النحو:

      ما إن سطعت شمس الإسلام وبزغت، حتى انتشر بين العرب والعجم، فدخل ثلة من غير أهل العربية إلى هذا النور الرباني الجديد، فدعت الضرورة لتعليمهم لغة دينهم، والحرص على صيانة اللغة من الضياع، وذلك بتأسيس علم جديد من علوم اللغة يدعى علم النحو، فماذا يقصد بالنحو وما دلالته اللغوية والاصطلاحية؟ 

1.2.1تعريف النحو في اللغة:

      يعتبر علم النحو أحد أهم علوم اللغة العربية، والذي قد عني باهتمام كبير من قبل علماء اللغة الأجلاء، الذين وجدو فيه دواء شافيا للحن الكلام، ولأهميته هاته لابد من التعريف به سواء من حيث اللغة ومن ناحية الاصطلاح أيضا، فبعد استقصائنا لمعاجم العرب، للكشف عن دلالته اللغوية ، وجدنا أن ابن منظور قد عرفه في معجمه "لسان العرب" بقوله "نحا : الأزهري: ثبت عن أهل اليونان، فيما يَذْكُر المترجمون العارفون بلسانهم ولغتهم، أنهم يسمون علم الألفاظ والعناية بالبحث عنه نحوا، ويقولون كان فلان من النَّحويين، ولذلك سُمِّي يوحَنّا الإسْكَندَراني يحي النحوي للذي كان حصل له من المعرفة بلغة اليونانيين" في اليونان كان النحو عندهم يقصد به دراسة الألفاظ والتنقيب فيه، يعني أن لهذا المصطلح علاقة باللغة، وقد ذكر ابن منظور أيضا النحو" إعراب الكلام العربي "بمعنى أنهم يسمون علم الألفاظ والعناية بالبحث عنه نحوا، ويقولون كان فلان من النَّحويين، ولذلك سُمِّي يوحَنّا الإسْكَندَراني يحي النحوي للذي كان حصل له من المعرفة بلغة اليونانيين"  في اليونان كان النحو عندهم يقصد به دراسة الألفاظ والتنقيب فيه، يعني أن لهذا المصطلح علاقة باللغة، وقد ذكر ابن منظور أيضا النحو" إعراب الكلام العربي، والنحو :القصد والطريق ويكون ظرفا ويكون اسما، نحاه ينحُوه ويَنحاه نحوا وانتحاه، ونحو العربية منه، انما انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية والجمع والتحقير والكبير والإضافة والنسب وغير ذلك...."  نستشف من هذا القوم أن النحو متعلق بالإعرب وكما نعلم أن الإعراب هو الإفصاح والإبانة لتغيرات التي تلحق أواخر الكلمات، وهو مرتبط باتباع الطريق الذي نهجه العرب في كلامهم ومن ذلك قول الجوهري"  يقال نحوت نحوك أي قصدت قصدك. التهذيب :وبلغنا أن أبا الدؤلي وضع وجوه العربية وقال للناس انحو نحوه فسمي نحوا"  ومن ذلك أيضا قول ابن السكيت "نحا نحوه إذا قصده، ونحا الشيء ينحا ه وينحوه إذا حرَّفه، ومنه سمي النحوي لأنه يحرف الكلام إلى وجوه الإعراب..".  

      وقد ورد في معجم القاموس المحيط للفيروأبادي أن كلمة نحو مقرونة بمعاني القصد والطريق والجهة ف" نحاه ينحوه وينحا ه :قصده، كا نتحاه ."  

أما في المعجم الوسيط فالمراد بمعنى نحا" نحا إلى الشيء_ نحوا :مال إليه وقصده، فهو ناح، وهي ناحية. 

و _ الشيء :قصده 

و_ كذا عنه :أبعده وأزاله"  إذا فمعاجم العربية تكاد تجمع على أن النحو له دلالات الاتجاه والقصد واتباع الطريق والإعراب وغيرها من المعاني التي تبين أنه اتباع كلام العرب، وذلك بالإفصاح عن أواخر الكلمات. 

2.2.1النحو في الاصطلاح:

      لقد علم النحو من بدايته بمراحل عدة، اختلفت فيها معانيه الاصطلاحية، فمنذ أن وضع هذا العلم أبو الأسود الدؤلي (حسب ما ورد في معجم التراجم)   كان عبارة عن أفكار، لكن بعد ذلك أصبح علما مستقلا بذاته، وبذلك قدمت له  تعاريف مختلفة له،. فقد أشار ابن السراج في كتاب (الأصول) إلى أن علم النحو هو أن يحذو المتكلم حذو العرب في كلامهم وذلك باستقراء هذا الكلام ،وبهذا الاستقراء يتسنى لك معرفة أن الرفع في الفاعل والنصب في المفعول وغيره  ، وبهذا التعريف قد أخذ ابن السراج قصب السبق في تعريف النحو، فتبعه بعد ذلك ابن جني الذي عرفه بأنه "النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره :كالتثنية، والجمع والتحقير والتكسير، والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شذَّ بعضهم عنها رد بها إليها، وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوا، كقولك قصدت قصدا،(....) "فبهذا التعريف إذا النحو هو اتباع نهج كلام العرب في طريقة كلامهم، وذلك بهدف تعلم العجم للغة العربية وإلحاقهم بأهلها في الفصاحة وسلامة الأداء، فعلم النحو إذا يعنى بدراسة أواخر الكلمة وما لحقها من تغيرات، وارتباطها بغيرها من الكلمات في الجملة. 



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -