كتب " نضال عبد الله " مقالا يتناول فيه نظرة الإعلام الغربي لما يجري في أوكرانية وتأثير هذا الإعلام على الرأي العام في بلاد الغرب وكذا في روسية .. جاء فيه:
( ... ) أكثر ما يخشاه " بوتين " في حربه على أوكرانيا هو سلاح الإعـ ـلام والذي يستحوذ عليه الديمقر اطيون اليـ هـ ود بشكل شبه كامل .. الأمر الذي أفقده عنصر الشجاعة والإقدام على ارتكاب مجازر شبيهة بتلك التي ارتكبها في سوريا وقام بالتغطية والتستر عليها نفس الإعلام !!
تجريد " بوتين " من أدواته الإعلامية الموجهة نحو الرأي العام الغربي جعل من الإعلام الروسي يتخذ موقفا دفاعيا ينحصر في محاولة إقناع الشعب الروسي بجدوى تلك الحرب و ضرورتها .. بينما استمر الإعلام الغربي في عملية ضخ الكر اهية تجاه " بوتين " شخصيا و روسيا عموما .. وهو الأمر الذي لاحظه كثيرون وأصابهم بالصدمة من خلال استخدام المراسلين الغربيين لمعايير عرقية من قبيل الضحايا ذوي الشعر الأشقر و العيون الزرقاء !!
لكنني لم ولن أتفاجأ من هذا السلوك الإعلامي الرخيص لعلمي المسبق بمن يديرونه وأهدافهم وطريقة تناولهم للأحداث حسب مصالحهم !! ربما تلاحظون تواضع أعداد الضحايا المدنيين في أوكرانيا مقارنة بأعدادهم المهولة في سو ريا ..
و تلاحظون أيضا إصرار الإعلام الر وسي على التحدث حول ما تسمى ممرات إنسانية في أوكرانيا .. الأمر الغائب تماما عن أحداث سو ريا ..
كل هذا كي لا يحمل الإعلام الغربي المزيد من صور القتلى و الجرحى ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر فيزداد معها حجم الكراهية والضغط على روسيا .. وإلا فالر وس معروفون بدمو يتهم وانتهاجهم سياسة الأرض المحر وقة .. هذا ما كانوا يمارسونه على اللـ حم السو ري الحي دون خوف أو اكتراث .. لكن لا يمكنهم فعله في أوكرانيا للأسباب التي ذكرناها آنفا .. وهو ما يفسر بطء تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا .. إضافة الى الأسلحة النوعية الفعالة التي يتم تزويد الأوكرانيين بها .. ثم شجاعة الجيش والشعب الأوكراني وإصرارهم على الدفاع عن وطنهم .. كان بوسع الجيش الروسي استخدام القوة الصادمة المفرطة و ينهي الأمر في أيام معدودة .. لكن خوفه من الإعلام الغربي القوي والمقاومة العنيفة التي واجهها ولم يكن يتوقع أن تكون بهذه الشراسة لخبطت كل حساباته و توقعاته فصار في مستنقع رهيب يصعب الخروج منه إلا بمعجزة أو حدث جلل !!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة: 166.4 كيلوبايت.
 |
| كيف يتناول الإعلام الحرب الروسية على أوكرانية |
اكتب تعليقك هنا