أخر الاخبار

راقب أبناءك لا تدعهم يثقون بكل أحد

كتبه: صابر العلوي الواحدي.

   الأبناء مسؤولية جسيمة في عنق الآباء، يجب على الأب بذل النصح لأبنائه منذ الطفولة وحتى الممات .. ومراقبتهم وتعيين من يراقبهم وتوصية الزوجة ومعرفة المخاطر الجسيمة التي قد تلحق بهم .. فالأبناء بسبب جهلهم بشرور الحياة الدنيا .. ينطلقون فيها بثقة عمياء وببراءة .. فيثقون بكل أحد بسبب قلة نصح الوالدين .. حتى إذا كبر الأبناء وقد مروا بأوقات صعبة .. وعلموا خطورة ما مروا به صاروا ينتقدون تقصير آباءهم .. في جانب النصيحة والمراقبة .. فالأب الجيد الصالح هو الذي يعرف قيمة أبنائه ..

   فيا أيها الأب قم بمسؤوليتك تجاه أبنائك .. راقبهم وانصحهم وحذرهم من المؤامرات التي تحاك ضدهم منذ الطفولة ولا تستح من الكلام في الأمور التي قد تبعث على الخجل .. انصح ابنتك بالابتعاد عن الفتيان وراقبها فبعض الفتيان يحبون العبث بالفتيات .. وانصح طفلك وراقبه وحذره من مرافقة شخص مجهول .. فالطفل الذي وفرنا له طفولة آمنة نظيفة نكون قد أهلناه ليعيش حياة سعيدة آمنة عندما يكبر، ونكون قد حافظنا عليه من ذكريات آليمة تكدر عيشه في المستقبل .. ويكون من القادة الأبطال إن شاء الله .. يمتاز بثقة بالنفس أكبر .. ولا يخضع لأقرانه .. ولا يذل لهم إن هم أهانوه ..

   وشعور الوالدين بالخجل الشديد أثناء نصح الفتى أو الفتاة .. أهون بكثير من وقوعهما في هذه الشرور والآثام .. فالإنسان بطبعه يحب الراحة النفسية وكذا البلوغ إلى أسمى المراتب .. وإذا أهملناه منذ الصغر .. جعلناه فريسة لهذه الذكريات الأليمة .. وبددنا طموحه وجعلناه فريسة سهلة لأوهام الماضي وذكرياته الأليمة ..

   بئس الأب والأم اللذان يظنان أنهما قد بلغا الغاية والنهاية عندما يولد لهما ابن أو ابنة، فتربية الأبناء يسأل عنها الوالدان ويحرمان الدعوة الصالحة من أبنائهما .. فالابن الذي أهمله أبواه منذ الصغر .. يكبر ويعقل .. وبعدها يعلم أن أبواه كانا مقصرين كثيرا فيبغضهما .. وقد يلعنهما .. فاحذر هذا أيها الأب ويا أيتها الأم ..

   إن مراقبة الأبناء وبذل النصح لهم وتحذيرهم من شر العواقب .. عمل عظيم يقوم به الآباء العظماء .. أما توفير المطعم والملبس فموضوع آخر ليس موضوع نقاشنا في هذا المقال ..

   فكم فتاة عفيفة طاهرة وقعت في الفاحشة جراء تقصير أمها وأبيها في النصيحة وهي الآن تحملهم المسؤولية عما حصل لها .. ولا يقف الأمر عند هذا الحد فكم إهانة تسمعها كل يوم من قريناتها .. فهل تنتظر من هذه الفتاة في المستقبل أن تكون أما قوية تستطيع تحمل مصاعب الحياة .. قلما ما يحدث ذلك .. بل ستكون ضعيفة الشخصية أسيرة لذكريات تظل تؤرقها في نومها ..

   وكم فتى تترصده وحوش الليل كل يوم فيسلم منها بأعجوبة وأبواه غافلان عنه لا يسألانه أين ظل ولا من أين جاء وربما يشجعانه ويصفانه بنعوت خادعة براقة نحو أيها البطل .. فيستمر على تلك الحال حتى يقع في الشرور ..

   اعلم أيها الأب الجاهل أنك بإهمالك لأبنائك كأنك تتخلى عن طفل بريء وسط غابة من الوحوش .. تتركه وتذهب يلقى مصيره المشؤوم .

ـــــــــــــــــــــــــــ

الصورة: 78.2 كيلوبايت.

راقب أبناءك لا تدعهم يثقون بكل أحد




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -