التّـمْـثِـيـلُ: بكـرُ أبُو زيْـدٍ ← خَيَــالُ الظلِّ هُـوَ الأصْلُ
الأولُ للسّـيـنِـماءِ
المُعــاصِرَةِ إذْ تـتحَـرّكُ الأشخاصُ والأشكالُ خلْـفَ
سِتْـرٍ، وقدْ سُلّط عَـليْها
الضَّوْءُ، فتَـبْـدُو صُوَرُها مُتَحَـرِّكة مِنْ خلْـفِ السِّـتْـرِ،
وأصْلهُ مِنْ لعِبِ الهِنْدِ والصّينِ./
التّمْثِيلُ منْ سَبِيلِ التّعبُّدِ لدى أهْلِ الأوْثانِ مِنَ اليُونانِ،
فلا أصْلَ لهُ فِي الإسْـ ـلامِ بإطْلاقٍ،
فهُـوَ إذا مُحْدَث. أمّا إنْ كانَ على سَبِيلِ اللهْـوِ
والـتّـرْفِـيه فهَـذا تَـشبُّهٌ
بالكـ ـافِـ ـر ينَ، وقدْ نُهِينا
عنِ التشبُّهِ بِهمْ، إذ لمْ يُعْرَفْ إلا عَنْ طرِيقِهِمْ، والنّهْيُ
عنِ التشبُّهِ بهِمْ أمْرٌ بمُخالفتِهِمْ./
ثـبَتَ بِالمُشاهَدةِ قِـيامُ تمْثِـيّـلـيّةٍ يُمثلُ فِيها مُسْـ ـلِمٌ دَوْرَ مُشْرِكٍ
فيَسْجُدُ لشجَرَةٍ لبَيانِ فضْلِ
التّوْحِيدِ، فنعُوذ باللهِ مِنَ الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ (أيْ مِنْ فسادِ الأمُورِ
بَعْدَ صَلاحِها، وتبَدُّلِ
حالِ المُؤْمِنِ منَ الحسَنِ إلى السّيِّءِ) ومِنَ العِمايَةِ بعْـدَ الهِـدايَةِ./
التّمْـثِـيـلُ مُحاكاةٌ،
والمُحاكـاةُ مَنْهِـيٌ عنْها بإطلاقٍ،
قال النّبِيُّ: (( ما أحِبُّ أنِّي حَكَـيْتُ إنْسانا )) أيْ قـلّـدْتُهُ
فِي حَرَكاتِهِ، إذ أنَّ الطباعَ تَـنْـفُـرُ مِنْ مُشاهَـدَةِ مَنْ
يُحاكِيها حتّى في مَوَاطِنِ المَحْمَدَةِ.
والمُحاكَـاةُ خاصّـيَةُ القِـرَدَةِ، والمُسْـلِمُ مَنْهِيٌّ
عَـنِ التّـشبُّهِ بالحَيَوانِ،
واللهُ يقُولُ: ﴿ ولقَدْ كـَرّمنا بَنِي آدَمَ ﴾ فَهَـلّا نَـتَـرَفَّعَ بالمُسْــ لِمِينَ
عَـنْ هذا المُسْتَوى./
سُمِّيَ المُزاحُ مُزاحا، لأنّهُ مُزِيحٌ عَـنِ الحَقِّ، ومُزِيحٌ للهَـيْـبَةِ
عَنْ مُعْتَمِلِهِ. المُزاحُ
المَشْرُوعُ كانَ يأتِي عَـرَضا، ولـيْسَ حِرْفة تُسْتهْـلكُ
فيها الحَـياةُ. والتارِيخُ يَحْـفظ
في سُطورِهِ أنَّ الهُيامَ في المُضْحِكاتِ والـتّـرْفِـيهـاتِ مِنْ
عَلائِمِ الاِنْحِطاطِ وانْقِـرَاضِ
الدُّولِ، وإنَّ الحَـياةَ لحادِث جَـلَـلٌ فما بِمِثلِ هذا تُعْـمَرُ الحَياةُ./
التّـمْثِـيلُ لا يَنْفكُّ عَـنِ
الكذِبِ، كَـمْ مِنْ يَمِينٍ، وزواجٍ وطلاقٍ، وكُلهُ اخْتِلاقٌ،
وإذا حَــ ـرَّمَ اللهُ الكَـذِبَ،
حَـرَّمَ ما بُـنِيَ علـيْهِ، وأوْصَلَ إلـيْهِ.
تنزيل التلخيص
ــــــــــــــــــــــــــ
عدد صفحات الكتاب هو 61 صفحة
الصورة: 83 كيلوبايت.
 |
| تلخيص كتاب التمثيل / تأليف بكـ ـر أبو زيـ ـد |
ال
اكتب تعليقك هنا