تلخيص : صابر العلوي الواحدي (غـ ـفـ ـر الله له ولوالديه)
حاسّةُ البَصَرِ تَـنْظـرُ إلى الظـلِّ فـتَـراهُ واقِـفا غَـيْرَ مُتحرّكٍ، وتحكمُ بنـفيِ الحركةِ، ثـمَّ بالـتّجـرِبةِ والمُـشاهَـدةِ بعْـدَ سـاعةٍ تعْـرِفُ أنّـهُ مُتحَـرِّكٌ وأنهُ لم يتحَـرّكْ بغـتة ، بلْ على التدريجِ ذرةً ذرةً. وتـنظـرُ إلى الكوكـبِ فـتـراهُ صغـيـراً فِـي مِقـدارِ دينارٍ، ثم الأدلة الهندسية تدلُّ على أنهُ أكـبرُ من الأرضِ في المِقـدارِ • لا يقِـفُ على فسادِ نوعٍ من العلومِ من لا يَـقِـفُ على مُنتهَى ذلِـكَ العلمِ حتّى يُساوِيَ أعلمهمْ في أصْلِ ذلكَ العلمِ، ثمّ يَزيدُ عليهِ ويُجاوِزُ درجَـتهُ ، فـيَطـلِـعَ على ما لمْ يَـطلِـعْ عليهِ صاحبُ العِلمِ • علوم الفلاسفة رِياضِية وهيَ أمورٌ بُرْهانِـيةٌ ، لا سَبِـيـلَ إلى مُجاحَدتِها بعْـد فهْمِها ومعْرفتِها، وقدْ تولدتْ مِنها آفتانِ: أن من يَنـظرُ فِـيها يتعَجّـبُ من دقائِـقها، ومن ظهورِ براهِـينِـها فَـيَحْسُـنُ بسَـبَـبِ ذلِـكَ اعْـتِـقـادُهُ في الفلاسفةِ ، فيحْـسَـبُ أن جميعَ عُـلومِهمْ في الوُضوحِ وفي وثاقةِ البُـرْهانِ ، ثـمَّ يكُـونُ قـدْ سَـمِـعَ بكُـفْـرِهِمْ ، وتهاوُنهِـمْ بالشرعِ ، ويقـولُ: لو كان الديـنُ حقا لما اخْتفى على هؤلاءِ معَ تـدْقِـيـقِـهِمْ في هذا العلمِ ، ويقالُ له : الحاذقُ في صناعةٍ واحدةٍ ليسَ يلـزمُ أن يكون حاذِقا في كُـلِّ صِناعَـةٍ بلْ لِكُـلِّ صناعةٍ أهلٌ بلغوا فيها رُتبة البراعةِ والسّـبْـقِ . وآفـة نشأتْ مِن صَديقٍ للإسْلامِ جاهـلٍ ظن أن الـدّيـن ينْـبَغِـي أنْ يُـنْصرَ بإنكارِ كُـلِّ عِـلمٍ مَـنسُوبٍ إلى الفلاسِفةِ ، حتّى أنكرَ قـوْلهمْ في الكُسُوفِ والخُسُوفِ، وزعَمَ أنّ ما قالوهُ على خِلافِ الشرْعِ، فلما قرعَ ذلكَ سمْعَ من عَرفَ ذلكَ بالـبُرْهانِ القاطعِ اعتقدَ أن الإسلامَ مبنيٌّ على الجَهلِ • مَن نظـرَ في كُـتُـبِ إخْوانِ الصّفا فـرأى ما مَزجوهُ بكلامِهمْ من الحِكمِ النبويةِ ؛ يسارعُ إلى قُبولِ باطلهِمْ المَمْزوجِ بها، ولأجْلِ هذهِ الآفةِ يجِـبُ الـزّجْـرُ عَـنْ مُطالعةِ كُـتُـبِهِـمْ • إنّ وَزْن دانِـقٍ من الأفْـيُـونِ سُـمٌّ قاتِـلٌ لأنهُ يُجَمّدُ الدّمَ في العُـروقِ، لفرطِ بُـرودتهِ . [ الغور من كل شيء: قعرهُ وعُمقهُ، الجمعُ: غِيرانٌ وأغْوارٌ]. 60 صفحة .
تنزيل الملخص
ـــــــــــــــــــ
الصورة: 86.5 كيلوبايت.
آفات قد يقع فيها المطلع على كتب الفلاسـ ـفة
اكتب تعليقك هنا