أخر الاخبار

هل الملـ ـتزم يعيش كآبة ؟ / الكاتب: أشرف أعسيني

 هل الملتزم يعيش كآبة ؟


   لمن لا زال عنده لٌبّس في حياة الملتزم و أنه مسكين ويضغط على نفسه أكثر من اللازم وكل أمر يهم بفعله يجده محرما وغيره من الكلام الفارغ .. أنت مثلا عندما تعود من عملك تجد نفسك متعبا وترغب في تغيير الأجواء بعيدا عن توتر العمل وتبحث عن راحة البال، أول أمر يمكن أن تفكر فيه هو مشاهدة فيلم مسلي، أو تحب سماع موسيقى على ذوقك أو ربما تشاهد فضائح اليوتيوب ... 


   أما غيرك أو الآخر فهو يجد ضالته في أشياء أخرى يشتاق قلبه لها  ويتذكر بها آخـ رته ، يستعيد نشاطه حينما يشاهد درسا أو موعظة أو يصلي في المـ سجد ويستحضر ربه ويتحسس تلك السعادة التي تغمره وينتشي بفرحة لا توصف، ترك الدنيا بشقاوتها وأهلها لكي ينعم في هاته الفترة بهناء ويتلذذ بذكر ربـ ـه ويتقرب إليه بما يحبه سبحانه وتعالى. ينفرد بنفسه وروحه فتتنزل الرحـ ـمة والسكينة على قلبه فلا يتمنى أبدا أن يخرج من هاته الحالة الإيمانية .


   أما أنت فرغم علمك بأن ما تقوم به حـ ـرام فأنت لا تعير للأمر أي اهتمام، بإمكانك مصاحبة الشباب ومجالستهم وتبادل الكلام (اللطيف)،  وتلبسين لباس سافرا و تضعين أغلى العطور وتتباهين بحضور أعياد الميلاد مع أصدقائك في المقاهي والمنازل وغيرها من الأماكن الماجنة، قد تحصلين على لذة من وراء هذا لكن سرعان ما تنطفئ هاته الشهـ ـوة ويزداد التوتر والقلق، كل هاته الفرحة المزيفة لا تدوم وهي إلى زوال، هذه هي طبيعة المعصـ ـية فهي قد تزين لصاحبها لكن تقتل قلبه وتبعث في نفسه وحشة وضيقا في الصدر، ما نصيبك من معصيتك إلا وقوعك في حضن الذئاب، يلهو بك الواحد وينصرف عنك ويأتي آخر يمنيك بأحلامه ويتركك معلقة أمام ما ينتظرك من عتاب ولوم من هذا وذاك، ذلك الماكياج وتلك المناكير لن تشفع لك عند منـ ـكر ونكـ ـير، ذلك اللباس الفاضح تفر منه الملائـ ـكة وتغار منك الحيوانات، تصبحين سلعة تحملق فيها أعين الناظرين يغازلونك ويلقون بالشـ ـتائم واللعنات عليك، أصبحت مكشوفة لكل من هب ودب.


   أما .. تلك الفتاة المؤمـ نة الصـ ـابرة التي اختارت لنفسها طريق الاستقامة وتركت القطيع سترت نفسها ولبست حجـ ـاب العفيـ ـفات الحييات فلاقت في نفسها سرورا وفرحا لا يتصور  وهذا والله نعاينه ونشهد به من  بعض الأخوات، التي تحدث نفسها وغريزتها وخاضت حروبا مع عائلتها ومحيطها الاجتماعي  وهي في عالم آخر لا تبالي بأقوال فلان وعلان ، تغرد خارج السرب تنتعش فرحا، لأنها  صدقت مع ربها، ولا يضرها سخط العباد، صدقت وأخلصت لمولاها فما جزاؤها من ملك القلوب إلا راحة وسعادة في دنياها ما بعدها سعادة .. لو جمعت  شهـ ـوات هذه الفانية والله لا تقارن مع ذاك الإحسـ ـاس  بالصدق مع الله، ربـ ـاه إني لأجل مرضـ ـاتك تركت هاته الدنـ ـيا وظني بك لا يقاس أنت ربي وخالقي، سجدت لك وبكيت وأنا مقصرة وأرجو رحمتك وعفوك.


   تخرج تلك  السـ ـيدة العفيفة وقلبها منشرح تغبطها كل متـ ـبرجة  كيف لا وهي  متسترة ومحتشـ ـمة و لباس العفة والحياء زادها جمالا ونورا، لذة خاصة وخالصة عند تجردها من جاهلية الفيمينيست وصنم الأزياء، أختاه لن تندمي إن تجردت من الهوى وتذوقت هذه المنزلة الرفيعة وهذه الحلة البهية واستقمت كما أمرك ربك ...


   المؤمن يفرح لأنه ترك شيئا لله، أخي يحكي لي أن أحد المهندسين جاءه عمل لكن رفضه لأن فيه حرام الله أكبر الله الرازق، إن ربي جل في علاه عوضه بلذة عجيبة في القلب، إلهي  إن  كان هذا الابتلاء يقوي إيماني بك  وأفوز بهذا القلب العامر بالله وهذه اللذة والسعادة فأنا لتدبـ يرك أصبر وأدعوك لكي تثبتني ... 


   لا تحكم على الأمر من  خلال المظاهر، الدنيا سجن المؤمـ ـن نعم، إنما سبـ ـحان الله تجد هذا في سجنه طمأنينة وخلوة وسعـ ـادة ملكت له الجنة بما عمل وبما صبر عليه، ذاق ما ذاقه من المضايقات ومن الشدائد حتى حصلت له القناعة، في حين يشفق على نفسه ذلك المسكين الذي يلهث وراء المعـ ـاصي ويستكثر من الذنـ ـوب وفي آخر المطاف يشقى، تعاسة ويأس لو أنه أخلص لربه وتاب وأناب إلى ربه وأقبل بالطاعات والقربات لنال الحسنـ ـيين الدنيا والآخـ ـرة فالله الله في من أعد العدة وعزم وصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم تضرعا وخشية بالغداة والعشي يريدون وجهه، ذلك المقام العظيم نسأل الله الثبات. 


كتبه: أشرف أعسيني.

ــــــــــــــــــــــــ

الصورة: 67.1 كيلوبايت.

 هل الملـ ـتزم يعيش كآبة ؟ / الكاتب: أشرف أوعسيني



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -