أخر الاخبار

ما من مصيبة تنزل بك إلا ويكون وراءها خير عظيم / الكاتب: أشرف أوعسيني

 كتبه: أشرف أوعسيني (المغرب / الرشيدية).

الحياة ، السعادة ، الحب ، القناعة كنت متزوج(ة)، عازب(ة) ، مطلق(ة) .. كل هذا ليس إلا مجرد صفات أو أوسمة أو شعارات براقة نحاول أن نتخذها كأقنعة للهروب من حقيقة ذواتنا .
السؤال الأهم هل أنت سعيد(ة) ؟
أرى أن هذه السعادة التي تحدث عنها الكثير من الفلاسفة من أفلاطون ومن بعده أرسطو مرورا بأبيقور إلى برتراند راسل ..  فأفلاطون وأرسطو لا يختلفان كثيرا في جوهر السعادة حيث ربط أفلاطون السعادة بالمكان أو المنزلة وعالم المثل ومنه خرج بفكرة المدينة الفاضلة التي تعتبر إقصائية في حق الضعفاء من البشر، كونه وضع شروطا غير عادلة تجعل الفيلسوف والحكيم يشكلان هذا العالم الذي يمثل السعادة وبالتالي فعالم الأخلاق أو المثل هو الذي سيحقق لنا السعادة حسب أفلاطون، وأرسطو بدوره جعل الفضيلة والحكمة التي لا يمتلكها إلا الفيلسوف منبعا رئيسيا للسعادة ....
أما أبيقور وغيره فمفهوم السعادة عنده يكمن في اللذة أو الشهوة بمنظورنا الإسلامي، حيث يكون هنالك تلازم بين تحقيق اللذة والبعد عن الألم والحرمان وهذا أظن أنه مفهوم سطحي مادي شهواني زائف لا يحقق لنا السعادة، بل يمكن اعتباره يحقق السعادة اللحظية وهذه في الحقيقة فرحة وابتهاج وليست سعادة بما تحمله الكلمة من معنى أصيل.
   إلا أن الفيلسوف الحديث برتراند راسل قد أتى بمفهوم جديد للسعادة حيث عاد بنا إلى الثقافة الأصيلة والتعلق بالمكان والزمان والعادات والتقاليد ، فمحور فكرته ترسخ مفهوم السعادة في الارتباط بالطبيعة الأولى للإنسان البدائي الذي يستمد السعادة من تشبثه بالأرض ومكوناتها من تربة خصبة ومزارع وجبال وهلم جرا ... واعتبر هذا التقدم التكنولوجي عائقا أمام وصولنا لتحقيق السعادة وبالتالي نخلص أنه كان مخلصا للطبيعة ليس في بعدها المادي المحض ولكن في روح وجوهر هذه الطبيعة الربانية .
(...)
   الإسـ ـلام هو السعادة بجميع المفاهيم التي لم يتوصل إليها أحد من الفلاسفة.
الكل يعرف أن السعادة الحقيقية لا بد أن ترتبط بما هو غيبي بمعنى أن الإنسان في كبد وفي خسران وألم كما جاء في القرآن العظيم، و المسـ ـلم في سعادة دائمة مادام يؤمن بمعادلة إلهية صحيحة ولا ريب، القضاء والقدر، وهذا يحقق له نوعا من التوازن النفسي والجسدي، وقناعة مطلقة، كما قال صلى الـ ـله عليه وسـ ـلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمـ ـؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له .  رواه مسـ ـلم .... صدقت يا حبيبي صلى الله عليك وسلم .
   وقال الله تعالى في كتابه العزيز :( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيام أعمى ) ، فكلما اقتربت إلى الله بالتعـ ـبد وتلاوة القـ ـرآن وقيام الليل .... زرع الله في قلبك التقوى ، وإذا كنت تقيا كنت مالكا للسعادة الأبدية ، لا ينزعها منك أحد بل وسعدت في الدنيا والآخرة خير من ذلك كله ، فسبحان الله كل مسلم سعيد بشرط أن يصح هذا الإسـ ـلام ، يصح إسـ ـلام المرء بالصلاة أولا وهي أم العبادات فأنت تعبد خالقك وتكون بين يديه في كل صلاة تلح عليه في الدعاء تناجيه تستغفره وهو يسمعك ويفرح ويقول هذا عبدي خلقته من طين وهو يطلب المغفرة و يتقرب إلي بالطاعة ، إن الله يستحيي من العبد إذا رفع يديه بالدعاء أن يردهما صفرا خائبتين ، فكم هي هذه الراحة يا أخي ويا أختي أن تكونا بجنب الله وتلك حلاوة الإيمان ، تزوجت لتحصني نفسك فهذه عبادة لكن من طلقت فالـ ـله أراد لها خيرا عظيما في أمر آخر ، الزواج سبب من أسباب السعادة والطمأنينة والأمن النفسي والعاطفي ، حالك مربوط بقرابتك من الـ ـله فإن كنت قريبا تطيعه في أمره وتترك ما نهاك عنه وتقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا تحزن فإن مع العسر يسرا ، و ما من مصيبة تنزل بك إلا من ورائها خير عظيم لا تتصوره قد يمنع الـ ـله عنك الرزق ويبدلك ذلك بالزوجة أو بالزوج الصالح للفتاة ، قد يمنع عنك الأولاد وفي كل أمر له حكمة ، ما دمت حيا فالحياة عندك كمـ ـسلم ابتلاء وصبر ونعمة وشكر وسجـ ـود لـ ـله ، احفظ ربك واعبده حتى يأتيك اليقين ، رزقني الله وإياكم وجميع المسـ ـلمين والمسـ ـلمات الصبر على الطاعة والحياء من الله ، واجتناب المعاصي وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بر الوالدين والزوج(ة) الصالح (ة) ، و التوبة قبل الممات ، وصلة الأرحام ، والإحسان في العمل وترك الغيبة والنميمة وأن يرزقنا الله حلاوة الإيمان وأن يختم لنا بالحسنى ، اللهم اغفر لوالدينا ومن ربانا وعلمنا واشف كل مريض لا شفاء إلا شفاؤك ورد بأمتك الإسـ ـلامية ردا جميلا وانصرنا على من عادانا و انصر من قال كلمة الحق وجـ ـاهـ ـد في سبيل الله ، اللهم انصر المسـ ـلمين المحاصرين في الشـ ـيشان وفي الشـ ـام والعـ ـراق والصين وليبيا ، اللهم تقبل شهداءهم ، اللهم إنا نعوذ بك من سخطك من رضاك ونعوذ بك أن نضل أو نضل أو نزل أو نزل أو نجهل أو يجهل علينا اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
   رزقك أخي وأختي الصبر و الزوج الصالح(ة) و الحياة السعيدة وزادك الله نورا على نور وحبب إليك الإيمـ ـان ورزقك الفلاح في الدنيا والآخرة ورزقك الذرية الصالحة التي تعبد الله لا تشرك به شيئا ، بارك الله في علمك و فقهك في أمور دينك وأعوذ بالله أن أذكرك به وأنساه ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا وخير ما أختم به الكلام الحمد والشكر لله على هاته الأمطار التي تنزل رحمة بنا منه تعالى ذكره والصلاة والسلام على نبي الرحمة والملحـ ـمة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 ما من مصيبة تنزل بك إلا ويكون وراءها خير عظيم / الكاتب: أشرف أوعسيني




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -