دَرْءُ الفِـتـنَـةِ : بَكـرُ أبو زيدٍ ← لا يَجوزُ المَيْـلُ لشيْءٍ من أهْواءِ المُرجِئة لمواجهةِ الخوارجِ أو العَـكْـسُ •
جعلَ الخوارجُ الإيمانَ شيئاً واحداً إذا زالَ بَعْضُهُ زالَ جميعُهُ ، فأنْـتـجَ هـذا مَذهَـبَهُم الضالَّ : ( وهو تَـكْــ ـفِـيـرُ مُرتكِـبِ الكَـبـيـرةِ ) •
أمّا المُرجِـئةُ فجعَـلـوا الإيـمانَ شَـيْـئـاً واحِـداً لا يَـتـفاضَلُ ، وأهْـلـهُ فيهِ سَـواءٌ وهو : " التصديق بالقلبِ فقط " ، فأنتجَ هذا مَذهبَهُم الضالَّ وهو قولهُـم : " لا كُــ ـفـرَ إلا كُـ ــفـرَ الجُحـودِ والـتّـكْـذيـبِ " الْـمُـسَـمَّى ؛ كُـفْـرَ الاسْـتِـحْـلالِ •
من آثـارِ الإرجاءِ : عَـدمُ تكْـفِـيرِ الـكُـفّارِ ؛ لأنهُـمْ في الباطِـنِ ( القلبِ ) لا يُكَـذبونَ رِسالة الـنّـبيِّ ، وإنّما يَجْحَـدونها فِي الظاهِـرِ •
قالَ إبراهيمُ الـنّخَعِيُّ : " لَـفِـتْـنَـتُهُـمْ - يَعـني المُرجئة - أخوَفُ على هذهِ الأمةِ من فِـتـنةِ الأزارِقَـةِ " . وقال الزّهْـرِيُّ : " ما ابْـتُـدِعَـتْ في الإسْلامِ بدعةٌ هِـيَ أضَرُّ على أهْلِهِ مِن هـذهِ - يعني الإرْجـاءَ - " . وعَـنْ سعيـدِ بنِ جُـبَـيْـرٍ : " أنّ المُرْجِـئةَ يَهُـودُ أهْـلِ القبلةِ ، وصابِئَة هـذهِ الأمَّـةِ " •
قـال الـنّـبِيُّ : (( لا يَـرْمِي رَجُـلٌ رَجُلاً بالـفُـسُوقِ ، ولا يَرْمِيهِ بالكُــ ـفْـرِ ، إلّا ارْتَـدَّتْ عليهِ إنْ لـمْ يَكُـنْ صاحِبُهُ كذلِـكَ )) مُتّـفقٌ على صِحَّـتهِ [ لأنّ تكفيرَ المُسلمِ كُـفْـرٌ ] . وقالَ : (( ومَـنْ رَمَى مُؤمِناً بكُــ ـفرٍ فهوَ كقتلِهِ )) رواه الـبُخارِيُّ في صَحيحهِ . 94 ص
تلخيص كتاب درء الفتنة / تأليف : بكر أبو زيد |
اكتب تعليقك هنا