استصغار الناس ( حكاية غني متكبر ) / الأستاذ : بوعبد الله بوروينة.

 

 الأستاذ: بوعبد الله بوروينة.

التاريخ : ذو الحجة 1443 هـ

- بمناسبة عيد الأضحى ، أتقدم إلى كل الأحبة بأسمى التهاني و الأماني ، راجيا من الله أن يتقبل منا و منكم ويعيده علينا باليمن والبركات ، وكلَّ عام و أنتم بخير.

- حكى لي ابن أخي - رحمه الله - أن قصة حدثت معه قبل سنوات في عيد الأضحى ، حيث كان عند أحد الأصدقاء ، الذي دعاه لذبح الأضحية ، فذهب بسيارته مع أخيه الذي يساعده ، وكان الصديق يسكن العمارة ، فتم الذبح و السلخ في الشارع ، ولما أشرف الشقيقان على الفراغ ، توقفت سيارة فخمة عنده ، وسأل صاحبها ابن أخي : هل تذبح ؟ ظن ابن أخي أن هذا الغني يمزح ، فقال - وقد نال التعب منه - نعم .

- طلب الغني من الشقيقين ركوب سيارته بعدما فرغا ، فرد ابن أخي : سنلحق بك بسيارتنا.

- قال ابن أخي : دخلنا خلف الرجل ، ولم نر كبشا بل وحشا ، رغم ذلك تشجعا وذبحا وسلخا ، لكن الغني كان جالسا على الكرسي واضعا رجلا على رجل ، ويأمر الشقيقين وينهاهما باستكبار ، و كأنهما خادمان ، خاصة لما رآهما يحرصان على النظافة والإتقان.

- أنهى الشقيقان العملية وغسلا أيديهما ، ولما هما بالانصراف ، وضع الغني يده على جيبه ليعطيهما الأجر قائلا باستعلاء : ( كم حقكما ) ؟ فرد ابن أخي : نحن لا نأخذ أجرا ، بل نذبح في سبـ ـيل الـ ـله وصدقة على أبينا - رحمه الله - .

- تغير ذلك الغني ، وتبدلت نظرته و نبرته ، وتحول إلى شخص آخر ، وجعل يقول لأبنائه هاتوا القـ ـهوة ، اقلوا لهم الكبد ، فرد ابن أخي : والـ ـله ذبحنا و أضحيتنا تنتظرنا في البيت ، ثم ركبا سيارتهما ورجعا.

استصغار الناس ( حكاية غني متكبر ) / الأستاذ : بوعبد الله بوروينة.

تعديل المقال