أخر الاخبار

التعقيدات القانونية حيال التعدد سبب لكثرة العنوسة والطلاق والزنى في المغرب

الكاتب : صابر العلوي الواحدي

   في المغرب إذا أراد أحدهم أن يتزوج بزوجة ثانية فإنه يكتب طلبا إلى المحكمة ثم ينتظر شهورا وجلسات ، ويقوم القاضي باستدعاء الزوجة الأولى لإخبارها بما يريد زوجها الإقدام عليهِ ، ثم ينظر القاضي إلى دخل الرجل ( المادي ) وكذا ممتلكاته .. فيحكم بقبول زواجه من الثانية أو يرفضه .. هذا في الثانية فبالأحرى الثالثة أو الرابعة .

   والملاحظ أن كثرة الطلاق توجد في المغرب ، ويمكن إرجاع السبب إلى هذا الأمر ؛ إلى العراقيل والتعقيدات القانونية التي جعلوها في طريق من يريد التعدد بذريعة الدفاع عن حقوق المرأة ، ألم يعلم هؤلاء أنهم بذلك إنما يضيعون حقوق المرأة ، فالرجل غير الميسور الحال ، بدل أن يعدد يطلق زوجته ، لأن كثيرا من الرجال لم يحصلوا على إذن بالتعدد من القاضي ، فيلجؤون إلى هذه الطريقة ، وإلى هذه الحيلة ، ولذلك يكثر الطلاق في المغرب لهذا السبب ، ثم يتساءل أهل التشريع وأرباب القانون عن سبب كثرة الطلاق .. والحق أنهم يعرفون السبب ولكنهم للحق كارهون .

   والأسوأ من ذلك ، أن بعض الرجال ممن ضاق بهم الأمر ، وكثير ما هم ، وقد علم كثرة التعقيدات القانونية ، وأن زوجته قد تخاصمه وتفارقه ، وأن أقاربها سيعادونه إن أقدم على التعدد ، وأن العوام سيسخرون منه ، وينظروه إليه باستغراب ، ومن الغوغاء من يحاول ثنيه ونصحه ، ألأنه أحيا سنة مهجورة ، بل حتى قبل أن يقدم على ذلك ، فحاول إخبار زوجته بذلك ، فإنها تهجره وتخاصمه ، وتهرب إلى بيت أهلها ، ويكبر المشكل ، وربما آذاه القريب قبل البعيد ، فخاصمه والداه ، وإخوته ، وصار غريبا بين أهله ، منبوذا ، وكأنه قد وقع في فضيحة كبيرة .

   هذا الرجل عندما يجد بأن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد ، وأنه لا صبر له على البقاء من دون زواج ، فإنه يتجه إلى الفساد ، ويرتمي في مستنقع الزنى ، ويصير زانيا ، بعد أن وجد بأن أبواب الحلال قد حرمت ، وأن ما أباحه الله قد منع بالقانون . خاصة وأنه سيجد ما يجره إلى ذلك المستنقع وهو كثرة المراقص والمواخير في البلاد العربية والأجنبية وكثرة الفساد .

   أما أهل الصلاح والصبر ، فلم أذكرهم لك أيها القارئ ، لأنهم هم القابضون على الجمر ، ممن لا تفتنهم ملذات الدنيا ، فهم بشر مثلنا ولكنهم يصبرون ، خاصة في هذا الزمن الذي تحول فيه الإعلام إلى منبر للفتنة والافتتان . لكن عزاء هؤلاء الصادقين والصالحين أن الدنيا فانية ، ودار ابتلاء وذل وإهانة واحتقار وفقر وآلام ، وما عند الله خير وأبقى .. فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

قال أحدهم : التعدد هو باب من أبواب التمتع و الإستمتَـاع ُبالمباح ، وليس باباََ يدخله المضطر الذي مرضت زوجته أو عقمت عن الإنجاب، فالأصل أن ينكح الإنسان ما طاب له من النساء لقوله تبارك و تعالى : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث و رباع )) .

   ويستحسن أن أذكر لك أشياء قد أغفلها الكثير من الناس وهي : إن فكرة الزواج مثنى وثلاث ورباع قد حاربها الإعلام بوسائله المتعددة ، وشوه صورتها الجميلة ، وأخفى محاسنها للناس (مثل تقليلها للعنوسة ، ومنعها للطلاق ، وصيانتها للرجال والنساء من فاحشة الز نى ..) حتى تشبع الناس أفكار هذا الشـ ـيطان ، وصاروا يتكلمون بلسانه ، وكأنه قد تم تخديرهم ، وقد علموا أن مسألة التعدد قد أباحها الـ ـله عز وجل لأنه أعلم من البشر بطبيعة البشر ، فجاء حثالة البشر ليقنعوننا بأنهم أعلم بطبيعة البشر من خالق البشر ، والعياذ بالله ، وعند الله تجتمع الخصوم .

   وقد قال أحدهم : (( لا يستطيع الرجل أن يعيش في المغرب إلا مهانا .. أينما ذهبت تشعر بالذل .. في المحاكم في الإدارات في مخافر الشرطة .. لقد صار الرجل مقصوص الجناح ، سليب الحقوق ، فريسة سهلة للمعصية ، سدوا عليه أبواب الحلال وفتحوا عليه أبواب الحرام .. فاللهم أخرجنا من هذه القرية .. )) .

التعقيدات القانونية حيال التعدد سبب لكثرة الطلاق والزنى في المغرب




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -