أخر الاخبار

الاستماع أهم وسيلة للاتصال ؟ / الكاتبة : سلمى السورية

مقالة بعنوان : (الاستماع أهم وسيلة للاتصال ؟ )

تدور بيننا كثيرا من الأحاديث، وقد نلجأ أحيانا للكتابة وكذلك القراءة، فإضافة لهذه الوسائل المهمة هناك وسيلة أخرى تعد من أهم وسائل الاتصال وهي (الاستماع)، فهذه الوسائل الأربعة لابد منها وسط هذه الحياة المتشابكة الظروف.
 
ومحور حديثي الآن حول الاستماع، وأثره على كل المستويات وخاصة على مستوى الحياة الأسرية ...
 
إن الوصول إلى معرفة الآخر وفهمه هو حسن الاستماع إليه، أي كي نصل إلى من حولنا ونفهمه يجب علينا أن نستمع إليهم، لكن هنا لايكفي الاستماع وحده فقط بل يجب أن يرفق بالوعي والإدراك التام لما يقول وفق نمطية أخلاقية أساسها الصدق في الاستماع، فعلى صعيد الحياة الأسرية نجد الكثير من الأزواج سواء الزوج أو الزوجة أو الأبناء وهم يستمعون إلى حديث بعضهم لبعض، فمباشرة وقبل أن يتم حديث الآخر يكون الجواب جاهزا لديهم، والبعض الآخر من الأزواج يحاول تمويه الحديث بحيث يحول مجراه إلى بحر آخر من بحور الكلام هربا من أساسيات مايقال، فهنا لابد أن ألفت النظر على ناحية هامة في الاستماع وهي:الإتقان والمهارة فكما يتطلب الحديث إلى مهارة وإتقان كذلك الاستماع له مهارته الخاصة، وجهل المستمع لهذه المهارة يؤدي به إلى الوقوع في سوء الفهم للآخرين حوله، ثم الوقوع بالخسارة على مختلف الأصعدة وخاصة الاجتماعية ومنها الحياة ضمن الأسرة كمثال أضعه الآن لتوضيح ماذكرت من أفكار، فمثلا عندما يكون هناك نقص في مهارة الاستماع بين الزوج والزوجة والوالدين والأبناء تتأزم العلاقات بينهم، وذلك لأنهم لايتقنون الاستماع لبعض وبالتالي لا يستطيعون فهم بعضهم البعض بشكل صحيح، فحتى تفهم الزوجة زوجها بشكل صحيح وكذلك الزوج فعليها أن يحسنا الاستماع لبعضهما، وما أكثر من يريد التحدث ويمطر الكلام مدرارا، لكن ما أقل من يريد الاستماع ليصل لفهم القائل والمقال بين الأزواج ومن ثم تقديره وبعدها الحكم عليه ، وخاصة في عصرنا هذا _عصر السرعة _والعصر الذي ضاق فيه النفس عن كل شيء، وإذا أدرك الإنسان ارتباط الاستماع بالمبدأ الأخلاقي الذي أشير له بقول الرسول (ص) :الإصغاء فضيلة .. فإنه يؤدي بالإنسان إلى بناء علاقات اجتماعية نبيلة ومثمرة لذلك عليه الاستماع لأحاديث الغير وتقديرها ثم التروي في الرد عليها دون التطلع لغايات أو مصالح، وهذا بدوره يؤدي لازدهار التعامل الإنساني ككل ، وهنا أطرح السؤال الآتي :
 
إذا كان للحديث أساليبه أليس للاستماع أساليبه التي يجب أن يتبعها الفرد ضمن الأسرة أو المجتمع كي يحقق مضمون الاستماع وجوهره المقصود ؟
 
إن الإجابة عن هذا السؤال يجعلني أستعرض أهم هذه الأساليب ولنبدأ بـ:
الفهم :الفهم لكل مايقال وقد يسأل سائل عن كيفية ذلك سأوضح متابعة عبر الأسرة، فعندما تجلس الزوجة مع الزوج ويدور الحديث بينهما فأيا كان نوعه يجب على كل منهما أن يتقن الإخلاص في الاستماع لبعضهما حتى النهاية ويكونا صادقين في مشاعرهما ومتابعين لبعضهما، ولا يكتفي أحدهما بسماع الجزئيات التي تهمه فقط ويلتقط بعض العثرات التي وقعت أثناء الحديث ليتصيد الآخر وهذا يسمى نوع من الخداع للآخر، إذن على الزوج أو الزوجة المحترمين لذاتهما والمحبين لبعضهما أن يملك كل منهما الرغبة الكاملة لفهم الآخر وذلك عندما يتمسك كل منهم بضرورة الاستماع لكل مايقال من أحدهما.
 
ومن الأساليب الأخرى : الصمت والصبر حتى النهاية : فالزوجة أو الزوج عليهما وهما يتحدثان بحديث ما عليهما الصمت حتى النهاية وبعدها يكون الرد، أي عدم الرد بسرعة بل ينتظران برهة لتجميع الأفكار حول ما سمعا من بعضهما ووعيهما لما يقال، ثم صياغته بطريقة لبقة /لأن التعجل بالرد والحديث لم يكتمل بعد، يسبب سوء فهم بين الطرفين وتنشب الخلافات، كذلك الأمر بين الأبناء والوالدين، وبذلك نصل إلى الأسلوب الآخر وهو يتعلق:
 
بأدبيات الاستماع:أي يجب ألا يكون يستمع فقط بتشغيل الأذن كحاسة للسمع من أعضاء الحواس ، بل اتخاذ وضعية معينة تليق بحرمة الحديث والمتحدث كيف ذلك؟
مثلا الزوجة التي تدير، ظهرها أو نظرها عن زوجها وهو يحدثها أو الأب الذي يتجاهل ابنه وهو يتحدث إليه والعكس، هذا كله يشعر المتحدث به ويشعر أن من يحدثه ليس معه، ويشعر بضيق وكأن الآخر يهمله، لهذا آتي لذكر الأسلوب التالي من أساليب الاستماع وهو يشكل جوهر الاستماع وهو:
 
الصدق مبدأ أخلاقي : فلنتخيل معا الزوجة التي تتظاهر أنها تسمع حديث زوجها، أو الزوج الذي يوهم زوجته أنه يسمعها وهما في عالم آخر عن الاستماع، هنا من السهولة اكتشاف ذلك من قبل المتحدث وخاصة إن سأل السامع حول ماذكر ولن يجيبه ، ولهذا الأمر حل يمكن للزوج والزوجة أو أي طرفين متحدثين اتباعه لتجنب الوقوع بالخطأ ، فمثلا أن تشير الزوجة بكلمة نعم كلما قطع زوجها شوطا من الكلام أو أن ترف عينيها وللعيون لغتها الإيحائية ، أو تهز رأسها ، بذلك يشعر الزوج أنها تسمعه ، وهكذا تتالى أساليب الاستماع لتلتقي مع اسلوب جديد وهو :
 
عدم المقاطعة في الحديث حتى اتمامه بشكل كامل، هذا الأسلوب يكثر بين الأبناء والأهل، فعلى الأب أن يسمع حديث ابنه للنهاية دون مقاطعة والعكس استماع الابن لوالده حتى النهاية، وفي الحياة الاجتماعية نأخذ مثالا بين الطالب وأستاذه. وغيرها من أمثلة...
 
في النهاية نؤكد على الوعي والإدراك كصلب لعملية الاستماع والمبادرة من قبل الطرفين بالسؤال بلطف عن أي شيء لم يفهم من حديثهما إضافة لمراعاة الوضع النفسي لكليهما فإن كان الطرف الآخر حزينا تسأله عن سبب حزنه ، ثم تسمع له وتترك له حرية البوح ، لأن الإنسان الحزين دائما يحتاج لمن يسمع له وهنا تلعب المشاعر دورا كبيرا عندما ترد على الحزين بمشاعرك كي يحس بها ويشعر بدرجة قرب أكثر، ممن يسمعه ويطمئن له، فتتدفق أنهار بوحه لتجد لها مصبا في مشاعر الآخر، الذي يسمعه ويفهمه ....
 
بهذه الأساليب للاستماع تتحقق الغاية منه كأهم وسيلة للاتصال ..
 
بقلمي : ....... ( سلمى السورية ).......
 
الاستماع أهم وسيلة للاتصال ؟ / الكاتبة : سلمى السورية

 
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -