أخر الاخبار

تلخيص كتاب : دفاع عن البلاغة / تأليف : أحمد الزيات

 لخص بتاريخ : ذو الحجة 1443 هـ .

   دِفـاعٌ عَـنِ الـبَـلاغَـةِ : أحمدُ الـزيّـاتُ ← الـكـاتِـبُ قَـدْ يُعَجِّـلهُ الحافِـزُ الـمُلِـحُّ عَـنْ تَعَهُّـدِ كَـلامِهِ فيأتي بالرّكِيكِ ؛ فإنّ الـنّاسَ لا يَسألونَ في كَـمْ فَـرَغ ، وإنّـما يَـسألـونَ عَـن جَـوْدَتِـهِ • ولَـيْـسَـتِ الرَّوِيَّةُ ( الـتّـأني ) في الـكِـتابةِ والـتّـدْقِـيقُ منَ الـتّـكَـلّـفِ [ تَكَـلّـفَ : حَمَـلَ الـنّـفْـسَ عـلى إتْـيـانِ ما يَـشُـقّ عليها . تكلّفَ الأمْرَ : تجَـشّـمَهُ على مَـشَـقّـةٍ ] .

    والـنـاسُ لا يَـكْـرَهـونَ الـسّجَـعَ لأنـهُ سَجَعٌ ، وإنما يَـكْرَهـونَ الـتّـكَـلّـفَ وتَـنمِـيـقَ الألفاظِ على المَعنى التافِهِ ( كسَجَعِ الكُهّانِ ) .

    كانَ النبيُّ يُغَـيِّـرُ الكَـلِـمَةَ لِـتُـلائِـمَ أخْـتهـا في مِـثـلِ قـوْلِـهِ : (( ارْجِـعْـنَ مَـأزوراتٍ غـيْـرَ مأجوراتٍ )) وإنّما أرادَ مَوْزوراتٍ مِـن الـوِزْرِ [ وُزِرَ الـرَّجُلُ : أَثِـمَ ، وَقَـعَ فِـي خَطِـيئَةٍ ، أَوْ رُمِيَ بِـوِزْرٍ أيْ إثمٍ ، والمَفْعولُ مَوْزورٌ ] .

    أكْـثرُ المُزاوِلِـين الـيَومَ لِصناعَةِ الـقـلمِ مُتَطَـفِّـلونَ علـيْها ؛ أغْـراهُـمْ بها رُخْصُ المِـدادِ ، وسُهُـولـة الـنّـشْـرِ ، وإغْـضاءُ الـنّـقْـدِ • قَـدِيـماً فَـطِـن الناسُ إلى الشّبهِ بينَ الذوْقِ الحِـسِّـيِّ الذي يُمَـيِّـزُ بَـيْـن الـطعـومِ ، وبَـيْـن هـذا الـذوْقِ المَعْـنَـوِيِّ • لا يُـمْـكِـنُ الظـفَـرُ بذوقٍ عامٍّ ، فـإنّ ما يُـعْـجِـبُ الحَضَرِيَّ قـد لا يُعْجِبُ الـبَـدَوِيَّ ؛ فكَيفَ نجعَلُ الذوْقَ إذنْ مِـيزاناً في البَلاغَةِ وهُـو على هـذا الاخْتِلافِ ! 

   إنَّ للـذّوقِ مَصْدَرَينِ : العـقـلُ المُـتّـزِنُ والعـاطِـفَـةُ • الأسْـلـوبُ : هو طريقـة الشاعِـرِ أو الكاتبِ الخاصّةُ في اختيارِ الألفاظِ وتأليفِ الكلامِ • العلاقةُ بين المَعْـنى واللـفـظِ كالعـلاقَـةِ بَـيْـن الرُّوحِ والجَسَدِ ، لا يُوجَـدُ هذا بغيْرِ ذاكَ • الإسْـهـابُ أوّلُ ما يُصابُ بهِ نَـاشِـئـة الكُـتّـابِ [ الإسْهابُ : الإطنابُ ، أي التوَسُّعُ والتطويلُ ؛ تَحَدّثَ بإسْهابٍ ] • وقـوِيُّ الرُّجـولةِ بَلـيغُ الكلامِ ، فـلما قـتَـلَ الـتّـرَفُ الـرّجـولـةَ ، وأذلَّ العَجْـزُ النفوسَ ؛ ذهبتْ بلاغة الأسلوبِ . فالأدبُ يقْـوى في الحروبِ . وقـدْ قـلَّ الأدبُ في العَـبـيـدِ وضَعُفَ في الـنـساءِ لأن الرّوحَ الشاعِـرةَ ماتـت في إرادةِ العبدِ ( الضعيفة ) ، ولأنّ النفـسَ المُريدَةَ ( للمجد ) فـنِيت في شُعـورِ المرأةِ .

   إنْ راقَ دُعاةَ الرّمزِيّةِ الإخْـفاءُ والإيحاءُ ؛ فإنهُـما بَعضُ البلاغةِ لا جَميعَها ويُعْجِبُ هؤلاءِ أنْ يقـولوا : صوتُ الرائحةِ ، ولَـوْنُ الكلامِ ، وعِـطـرُ الفِكرِ ، وخُضْرَةُ الأمـلِ ، واسْتِعارَةُ الأسدِ للرّجُـل الأبْخَـرِ ( النتنُ الرائحةِ ) لا للـرّجُـلِ الـشّـجاعِ ؛ وهَـذا مُناقِـضٌ للـبَـيانِ ( أيِ الوُضوحِ ) . بعْـضُهُـمْ يَحْسَبُ أن الوضوحُ يُنافِـي العُـمْـقَ ، ويُجافِي الدّقـةَ ، فـيُغْـرِبُ ولا يُعْـرِبُ ، ثم يُسَمِّي هذا الغُـموضَ والعَجْـزَ فَـنّـا . 

عدد صفحات الكتاب : 200 .

 

تنزيل الملخص ( بي دي إف )

تنزيل الملخص ( ورد )



تلخيص كتاب : دفاع عن البلاغة / تأليف : أحمد الزيات


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -