كتبت إحداهن " تلقب بالدرة المكنونة " وصية تقول فيها :
وصية : (( لا تطلبيه كي تكوني عالمة ؛ بل اطلبي كي لا تكوني آثمة )).
ليس شرطًا أن تصيري عالمًة في عُرف الناس ، يُشار لك بالبنان ، ويُفسح لك في المجالس ، وتُنتظر منك الفتوى ، وترهف الأسماع لكِ إن تحدثت ، يكفيك أن تكون عالمًة بالـ ـله سائرًة في الطريق إليه متعـ ـبدة بالعلم متقربًة بما يرضيه ، حركاتك وسكناتك كلها ببصيرة ، تمضي وأنت تحوي في صـ ـدرك ما يثبّت قدميك ، تسعين لإنفاق وقتك في أعز العلوم ، وتبذلين جهـ ـدك لحفظ ما تستطيعينه من الديـ ـن ، تنفعين من حولك وإن كانوا قِلة ، تبدئين بأهلك وتغذي أولادك بما تعلـ ـمت وتربيهم ليكونوا فخرًا وذخرًا ...
إن كثيرًا من شكاوي طلبة العلم اليوم نتاجها ظن الجميع أنه يشترط من " الجميع " أن يتأهلوا ويصيروا علماء ، بحلقاتهم وبرامجهم ، ومؤلفاتهم وطلابهم وإلا ذهبت سنين طلبهم هباءً دون ثمرة !
إنما يراد العلم للسبق إلى الـ ـله ؛ وإن أول غاية من طلب المرء للعلم هي رفع الجـ ـهل عن نفسه ، فلا يجب أن نصيب موازينـ ـنا بالخلل جراء سوء تقديمِ وتأخير النوايا والأهداف والأغراض ...
احلم واسعى واجتهد لكن زيّن نيتك واخلص لـ ـله وأحسن فقه الأولويات ، ثم إن بلغت رتبة الاجتـ ـهاد فحسنٌ ذاك ، وإلا فأنت في خير مادمت في طريق العلم سائرًا وإن متّ ولا يدري عنك أحد من الخلق فالـ ـله قد أحاط بكل شيء علمًا ولن تُبخس حقك ودرجتك شيئًا ، أما أن تَقصُر الفائدة من طلب العلم في الأهلية للإفتاء والتدريس واعتلاء المنابر والظهور .. واكتساب الأتباع والطلبة فهذا قصرُ في النظر !
وتيقن أنه : لن ينفع الناس من لاينفع نفسه.
نسأل الـ ـله زيادة في العلم .
اكتب تعليقك هنا