أخر الاخبار

قيدني يا أبي ( حكاية في العفاف )

( قيدني يا أبي )

قصة لامرأة فاجرة عشقت شاباً مسلماً كان جميلاً وكان يداوم على الصـ ـلاة في المسـ ـجد الذي بجوار منزلها لكنه يخاف الـ ـله وكانت ذات مال وجمال ، ودعته لمنزلها فأبـ ـى ، حاولت أن تغريه بكل الأساليب وعندما فشلت وقد تمكن حبه من قلبها ، وتمكن حب الـ ـله من قلبه ، فأرسل إليها : إن الحـ ـرام سبـ ـيل لست أسلكه ولا أمر به ما عشت في الناس ، فابغ العـ ـفاف فإني لست متبعا ما تشتهين ، فكوني منه في يأس إني سأحفظ فيكم من يصـ ـونكمُ ، فلا تكوني أخت جهل ووسواس .
 
فلما قرأت الكتاب كتبت إليه: دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره ، وسر إلى حاجتي يا أيها القاسي ، دع التنسك إني لست ناسكة ، وليس يدخل ما أبديتَ في رأسي ، فأفشى ذلك إلى صديق له ... لا ليواعدها ولا ليفـ ـجر بها ولا ليغدر بها ولكن يستشـ ـيره لعله يجد عنده مخرجا ... فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك .
فقال: والـ ـله لا فعلت ولا صرت للدنيا حديثا ، وللعار في الدنيا خير من الـ ـنـ ـار في الآخرة :
العار في مدة الدنيا وقلتها يفني
ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي ما دام بي رمق
ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا
لعل ربي من الفردوس يدنيني
 
فأمسك عنها فأرسلت إليه، والمحاولات ما زالت تتكرر: إما أن تزورني وإما أن أزورك ؟ فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك هذا الأمر . فسـ ـحـرته ليحضر إليها في الليل وعندما جاء الليل شعر الشاب بشـيء يحاول أن يجره وحس أنه يريد أن يراها ، فحاول أن يقاوم لكنه لم يستطع وأخذت أقدامه تجره للخروج ! فذهب لوالده وقال : وماذا عساه أن يقول !!
 
قال : قيدني يا أبي ! امتنع الأب ولكن أصر فقيده في عمود البيت وقال : يَا أبي لا تحل قيدي وإن بكيت ! وكانت تمر عليه سـاعات الليل فيـزداد ألمه ويشتد وجعه فيأخذ يصرخ ويتألم وظل يبكي طـوال الليل حتى ظهر الصباح فلم يعد يسمع له صوتاً !! وعندما اقترب والده منه وجده قد فارق الحــــياة !!! للـ ـه درهُ مات في قيد والده لكنه لم يخن [ ربهُ ] فصانه الـ ـله وحماه ..
( منقول ) . 
 
قيدني يا أبي ( حكاية في العفاف )

 
 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -