- السلام عليكم ، كما وعدتكم بالأمس ، ها أنا أكتب منشورا حول ظلم المرأة للمرأة ، وأبدأ بهذا التعليق لأستاذة ، حتى لا تتهموني بالتحيز ، وإليكموه:
( لو نقارن ما تكابده المرأة من شقيقتها لهان عليها ما تعانيه من الرجل ... نتمنى منشوركم يوفي بالغرض) ، أنا مع الأستاذة.
- كثيرا ما نتحدث عن ظلم الرجل للمرأة ، فنخصص له حيزا كبيرا في الإعلام ، وتسخر له الأقلام ، فتؤلف حوله القصص و الأفلام ، وننسى ظلم المرأة لأختها ، وسأتحدث عن بعض المظاهر ، وكلها من الواقع وليست من الأحلام.
- من مظاهر ظلم المرأة لأختها تلك العجوز ( أم الزوج ) الظالمة ، التي تعامل كنتها كالخادمة ، وتسلط عليها بناتها ، خاصة إن كان قطار الزواج قد فاتهن ، بل حتى المتزوجات منهن يتدخلن في الحياة الشخصية لهذه المسكينة ، في وجود رجل ضعيف الشخصية ، عديم المسؤولية ، وهذا من ظلم المرأة للمرأة ، وهو أشد من ظلم الرجل للمرأة.
- من مظاهر ظلم المرأة لأختها تلك الزوجة الأنانية ، التي تبعد بعلها ( زوجها ، لكن بوضع نقطة على العين) عن أمه ، وتشحنه عليها ، فتشجعه على عقوقها ، و رميها في دار العجزة ، وهذا من ظلم المرأة للمرأة ، و هو أشد من ظلم الرجل للمرأة.
- من مظاهر ظلم المرأة لأختها تلك السَّلفة ( زوجة أخ الزوج) الحقودة ، المعقدة الحسودة ، التي تشحن أهل الزوج على سلفتها ، وتحرضهم عليها بدافع الغيرة ، بل لا تدخر جهدا في إخراج أسرارها ، وتشويه سمعتها ، بل تعدى ذلك في كثير من المرات إلى السحر ، كي لا تنجب المسكينة المحسودة ، أو تهدم لها عشها ، وهذا من ظلم المرأة للمرأة ، و هو أشد من ظلم الرجل للمرأة.
- من مظاهر ظلم المرأة لأختها تلك الأم العديمة الحب ، الغليظة القلب ، المتفننة في الشتم والسب ، تقسو على ابنتها وتصفها بكلمات بذيئة ، جارحة جريئة ، خاصة إذا لم يكن للبنت نصيب ، وكم من أم تقول لبناتها كلاما لا يقوله أبناء الشوارع ، وهذا من ظلم المرأة للمرأة ، و هو أشد من ظلم الرجل للمرأة.
- من مظاهر ظلم المرأة لأختها تلك البنت المسترجلة التي تنهر أمها ، وتهينها ولا تستمع لها ، فلا تنصح الأم المسكينة هذه البنت العاقة إلا وهي ترتعد ، وهذا مصداقا لقوله - صلـ ـى الـ ـله عليه و سـ ـلم - في حديث جبريل ، عندما سأله عن أشراط الساعة ، فقال النـ ـبي - صلى الـ ـله علـ ـيه و سـ ـلم - ( أن تلد الأمَـ ـة ربتها ...) ، فالأم هي الأَمة الجارية ( الخادمة) ، والبنت المسترجلة هي التي تتحكم في أمور البيت بالظلم والعدوان ، وهذا من ظلم المرأة للمرأة ، و هو أشد من ظلم الرجل للمرأة.
- ربما سيتبع إن أعجبكم ، لأن الأمر شائك ، ويحتاج إلى مجلد ، واعذروني على التأخر و الإطالة ، وأرجو ألا تخرجوا عن الموضوع ، وعلقوا بالفصحى.
(...)
 |
| ظلم المرأة للمرأة / كتبه : بوعبدالله بوروينة |
اكتب تعليقك هنا