أخر الاخبار

الصراحة والوقاحة / الكاتب : بوعبدالله بوروينة

الصراحة والوقاحة

- كثير من الناس يجرحك بكلامه ، بل يذبحك بلسانه ، ولا يهمه أن يصير قلبك منكسرا ، أو تقضي ليلك مهموما ساهرا ، ولا أن تموت منتحرا ، ثم يتبجح بكل سفاهة و تفاهة ، ويقول لك : ( أنا صريح ، أنا أقولها في الوجه ، الصراحة راحة ... ) ، يقدم لك نصائح لم تطلبها ، وهو في أمس الحاجة إليها ، يدعي أنه ينصح وهو يفضح بل يجرح بل يذبح ، يتسرع إلى ( البهدلة) والتصريح ولا يسمع بالإشارة والتلميح ، فيخاطبك بكل كلام قبيح ، لو ذكرته أنت وصارحته بعيب من عيوبه ، ذكر لك عيوبك وعيوب آبائك وأعمامك و أخوالك وجيرانك ، بل سيتكرم عليك و يذكر لك عيوبا أنت بعيد عنها كل البعد ، ويبالغ إلى أبعد حد.
 
- إن أغلبنا يكون فظا غليظا مع الناس ، ثم يدعي الصراحة ، وأنه يريد النصح والإصلاح ، والـ ـله يشهد أن صراحته تلك دافعها الغيرة والحسد والانتقام والتشفي في الغالب ، هذه وقاحة وليس صراحة.
 
- الصراحة أخي هي أن تضع أخاك في الصورة ، وتراعي مشاعره و ظروفه ، وتختار الظرف المناسب مكانيا و زمانيا ، وتخاطبه بأدب ، قال - تعـ ـالى - مخاطبا رسـ ـوله - صـ ـلى الـ ـله عليه وسـ ـلم - (( فبما رحمة من الـ ـله لنـ ـت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفـ ـضوا من حولك )) ، ثم يجب أن تكون نيتك خالصة لوجه الـ ـله ، وعليك مراعاة عواقب صراحتك تلك .
 
- لقد أصبحت الفظاظة والغلظة تمشي على رجليها في مجتمعنا ، والكل يدعي الصراحة ، التي ما هي إلا وقاحة ، حتى من أقرب الناس إليك ، و الـ ـله المستـ ـعان .
 
- الموضوع نشرته في 21 جوان وأعدته مع تغيير طفيف.
 
الأستاذ: بوعبدالله بوروينة
 
الصراحة والوقاحة / الكاتب : بوعبدالله بوروينة


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -