أخر الاخبار

لماذا نحن مصابون والغرب منعم في دنياه ؟ / الكاتب : بوعبدالله بوروينة

 لماذا المُــ ـسلـ ـمون مصابون و الكـ ـفا ر منعمون ؟

- هذا منشور لأحد الإخوة ، ينقل فيه عن أحد العلماء الأجلاء الذين نحترمهم ، لكن العلماء ليسوا أنبيـ ـاء ، فكل يؤخذ من قوله و يرد إلى رسـ ـول الـ ـله - صـ ـلى الـ ـله عليه وسلـ ـم - كما أن كلام هذا العالم حق، لكن لا يجب فهمه فهما سلبيا.

- جاء في الجواب على هذا السؤال أن السبب يعود ألى أن الـ ـله يمحص المسـ ـلمين بالمصائب ويطهرهم بها ، وأما الكفـ ـار فهي زيادة العذاب لهم في الدنيا ، وأن المسـ ـلمين عقوبتهم في الدنيا ، وأما الكـ ـفار فعقوبتـ ـهم في الآخـ ـرة ، لذلك تقل عقوبتهم في الدنيا ، لذلك نرى الكفـ ـار وما لهم من القوة و المال ..

- الرد:

- نحن تربينا على هذه الفكرة ، فصرنا لا نلوم أنفسنا ، فكلما نظرنا إلى تقدم الكـ ـفار وقارناه بتخلفنا [أي تأخرنا]، فسَّرناهُ بأن الـ ـله يبتلينا و أن الدنيا جنة الكـ ـا فر ، رغم أن الكلام صحيح ، لكن أسأنا فهمه.

- إن سبب تخلفنا .. هو ابتعادنا عن دينـ ـنا أولا ، وتركنا أسباب القوة ، فلم نرب أولادنا وضيعنا الأمانة ، وأقبلنا على الغش والكذب و المكر و الخداع ، وتركنا طلب العلم للعلم كما قال ابن باديس - رحمه الـ ـله -  وصرنا نتعلم من أجل المنصب فقط ، فانتشر الغش و التزوير في الامتحانات و المسابقات ، فصار عندنا دكاترة [علماء] أميون ، إلا ما رحم ربـ ـي ، لقد فسدت عندنا الأخلاق ، وانتشر النـ ـفاق ، و تغيرت الأذواق ، وصار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ، أما الكـ ـفا ر فأخذوا بأسباب القـ ـوة ، ونشروا العدل .. ( يعرفون كيف تؤكل الكتف) ، هم يعملون على تطوير بلدانهم ، ويقول أحدهم (بلادي ثم أنا) ، أما نحن فنقول ( أنا ثم أنا ثم أنا ثم بلادي) ، يجب أن ننظر إلى المستوى الذي بلغه المسـ ـلمون يوم أخذوا بأسباب القوة أيام هارون الرشيد ، الذي كان يخاطب السحابة قائلا ( امطري حيث شئت فسيأتيني خراجك) ، و هو الذي بعث إلى أمبراطور الر وم ذات يوم لما استفزه ( من هارون الرشيد أمـ ـير المؤ مـ ـنين ، إلى نقـ ـفور كلب الر وم : الجواب ما ترى ، لا ما تسمع) ، لماذا لا تذكرون أيام الأنـ ـد لس و جامعة قرطـ ـبة ؟ هل كان الـ ـله وقتها يمحص الكـ ـفار و يبتلـ ـيهم يوم كانوا يعيشون في الظـ ـلام في القرون الوسطى ؟

- إن الـ ـله ينصر الأمة العادلة ولو كانت كـ ـا فر ة ، على الأمـ ـة الظا لمة ، ولو كانت مسـ ـلـ ـمة ، وعلينا أن نرد أسباب تخلفنا إلى ما كسبته أيدينا ، ولا نجعل الديـ ـن والقدر مشجبا نعلق عليه أسباب فشلنا.

- الموضوع يحتاج إلى مجلدات ، لكن من يقرأ و من يفهم؟ أمة تكره التاريخ لا تنتظر منها شيئا.

الأستاذ: بوعبدالله بوروينة.

 

لماذا نحن مصابون والغرب منعم في دنياه ؟ / الكاتب : بوعبدالله بوروينة

 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -