أخر الاخبار

تعريف مقاصد الشريعة (ملخص)

   مَـقـاصِـدُ الـشّـريـعَـةِ هِـيَ الغـاياتُ الـتي وُضِعَـتِ الشريعة لأجْـلِها ؛ فـمَـقـصودُ الأذانِ هُـوَ إعْـلامُ أهـلِ الـبَـلْـدَةِ بِـدُخـولِ وَقـتِ الصّلاةِ ودَعْـوَتِـهِـمْ إلـيْـهـا . والـمَـقـصِـدُ الذي بُعِـثَ بِـهِ ولأجْـلِـهِ جَـمـيـعُ الـرّسُـلِ هُـوَ مَقـصِدُ هِـدايَـةِ الخَـلـقِ إلى الـلـهِ ، وإقامَـةِ القِـسْـطِ (الـعَـدْلِ) • عَـن أبي سَعِـيـدٍ قال : (( فـرَضَ رَسـولُ الـلهِ صلى الـلهُ عَـليْهِ وسلـمَ صَـدَقـة الفِـطـرِ صاعاً مِنْ طـعـامٍ ، أو صاعـاً مِن شعِـيـرٍ ، أو صاعاً مِنْ تَـمْـرٍ ، أوْ صاعاً مِنْ أقِـطٍ )) ؛ والأقِـط هُـوَ الـلـبَـنُ المُجَـفَّـفُ : أيِ الجُـبْـنُ . فما يُعْـطى للـفُـقَـراءِ مِـنْ زكـاةِ الـفِـطـرِ مَـقْـصودُهُ إغْـناؤهُـمْ عَـمَّا اعْـتادوهُ مِـن الـتّـسَـوُّلِ ، لِـكيْ يَـسْـتـمْـتِعـوا بِالعِـيـدِ ، ولِـذلِـك فَـإِنَّ هَـذِهِ الصّدَقَـةَ تُـعْـطى قَـبْـلَ يَـوْمِ العِـيد بِـوَقْـتٍ يَـسِـيـرٍ حَـتّى يَـتحَـقَّـقَ الـمَـقْـصودُ . والـلهُ لـمْ يَـخْـلـقْ شَـيْـئـاً إلّا ولـهُ مَقْـصِـدٌ وحِـكْـمَـة وغايَـة ، عُـرِف ذلِـك أوْ لـمْ يُـعْـرَفْ . ويَجِـبُ عَـلى أهْــلِ الـعِـلْـمِ الـبَـحْـثُ عَــنْ تِـلْـك المَـقـاصِـدِ وبَـيـانِها للـنّـاسِ . وهُـناك مَـنْ يَـسْـتـغِــلُّ الـمَـقاصِـدَ لحاجةٍ في نـفْـسِهِ ، حَـيْـثُ وَجَـدَ فِـيهـا مُـرُونةً فاتّـخَـذهـا مَطِـيَّـةً • الوسائلُ جَـمْـعُ وَسِـيـلـةٍ ، وهِـيَ ما يُـتّـخَـذ ويُـسْـتَـعْـمَـلُ لا لِـذاتِـهِ وإنّـمـا لِـتَـحْـصِـيـلِ غـيْـرِهِ ؛ فـالـوَسِـيـلـة شـيْءٌ أوْ فِـعْــلٌ يُـتَـوَسَّـلُ بِـهِ إلى بُـلـوغِ الـمَـقـصودِ ؛ ومـا أمَــرَ الـلـهُ بـهِ مِن الخَـيْـلِ إنّـما هـو وَسِـيـلة لِـتحْـقِـيـقِ الـقـوَّةِ للـمُـسْـلِـمـيـن - والـقـوّةُ أيْـضا وَسِـيـلـة والمَـقـصودُ مِنْهـا إرْهابُ العَـدُوِّ - حـتّى لا يَحْـتَـقِـرهـمْ أعْـداؤهـمْ ، ولا يَـطمَعُـون فِي الـنّـيْـلِ مِـنْهُـمْ ؛ وهـذا هـو المَـقـصِدُ الحَـقِـيـقِـيُّ • الـذرائِـعُ هِـيَ الوَسائِـلُ ، والـمُـفـرَدُ ذرِيـعَـة كـوَسِـيـلةٍ • الـزّواجُ بالـكِـتابِـيَّاتِ جائـزٌ ، لكن إذا أصْبَحَ يُفضِي إلى مُحَرَّماتٍ ومفاسِدَ ؛ فإنّ مَنْعَـهُ والإفـتاءَ بِـتحْـرِيمِهِ يُصْبِحُ لازِمـاً وَصَواباً ، كـما فِـي زواجِ ذوِي المَـناصِبِ الخَطِـيـرةِ في الـدّوْلةِ بكِـتابِـيَّـاتٍ يُصْبِـحْـن أداةَ تـجَـسُّـسٍ ، ويُـؤثـرْن عـلـى صـاحِـبِ الـمَـنْـصِـبِ . وكـمـا فـي الـزّواجِ الـذي يُـفـضي إلى تَـنْـشِـئـةِ الأبــنـاءِ عـلى الـيَهـودِيَّـةِ .. وكـذلِـك إذا كان الزّوْجُ المُسـلمُ ضعِـيـفَ الإسْلامِ ، بحَـيْث يَجُـرُّهُ زواجُهُ بالكِـتابِـيةِ إلى الاسْـتِـسْلامِ لها ولِـدِيـنِها ، فـيَـنْـسى دِيـنَـهُ ويَـنْـدَفِـعُ إلى شـرْبِ الخَمرِ • تُـعْـرَفُ الـعُـقـوباتُ الإسْلامِـيّـة باسْـمِ الحُـدودِ ، فـفِي حَـدِّ الـرِّدَّةِ حِـفـظ الـدِّيـنِ ، وفِـي حَـدِّ الحِـرابَـةِ حِــفْـظ الـنّـفـسِ ، وفـي حَـدِّ الخَـمْـرِ حِـفـظ الـعَـقـلِ ، وفـي حَـدِّ الـزّنـى والـقـذفِ حِـفـظ الـنّـسْـلِ ، وفـي حَـدِّ السّـرقـةِ حِـفـظ المالِ ؛ والـشّـرِيعَة كـلهـا قـائِـمة على حِـفـظِ هـذهِ الضروريّـاتِ الخَـمْسِ • المَـصْـلحة في اصْـطِلاحِ الـشّـرْعِ هِـيَ كـلُّ ما يَعـودُ على الإنْسانِ بالخَـيْـرِ والـنّـفـعِ والـسّعادةِ . قِـيـلَ : لـيْـسَ العاقِـلُ الـذي يُمَـيِّـزُ الـخـيْـرَ والـشـرَّ ، وإنّـمـا العـاقِـلُ مَـن يُـمَـيِّـزُ خَـيْـرَ الـخـيْـرَيْـنِ وشـرَّ الـشّـرّيْـنِ ؛ أيْ يُـمَـيِّـزُ ما فِـيهِ مَصْـلحة مِـمَّا فِـيهِ مَصْـلحة أكـثـرُ ، وما فِـيهِ مَـفـسدَة مِـمّا فِـيهِ مَـفـسَدة أكـثـرُ • الرّحْـمَـة اسْـمٌ يَـشْـمَـلُ كـلَّ خـيْـرٍ وصلاحٍ ، وكـلّ مـا يَـنْـفـعُ ويُـسْـعِـدُ . قـالَ الـنّـبِـيُّ : (( إذا صلـى أحَـدُكـمْ بِالـنّاسِ فـلـيُخَـفـفْ ؛ فـإنّ فِـيـهِـمُ الضّـعِـيـفَ والسّقِـيـمَ والكـبِـيــرَ ))  . لـسْـتُ أقـولُ : مـا تـرَك الأولُ للآخِــرِ شـيْـئـاً ، بَـلْ أقـولُ : كـمْ تـرَك الأولُ للآخِرِ.

 

 تنزيل الملخص


تعريف مقاصد الشريعة (ملخص)



 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -