الآجرّومية ( الدرس الأول)
- السـ ـلام عليكم أحبتنا الأوفياء.
- سأحاول أن أنشر ما استفدته من شروحات لمتن المقدمة الآجرومية، وأنصح أحبتي باقتناء كتاب ( التحفة السنية لشرح المقدمة الآجرومية) للشيخ محمد بن محي الدين عبد الحميد - رحمه الله - أو المتن فقط ( كتيب صغير) ، كما أنصهحم بالمداومة على الفصحى خاصة في الكتابة ، و مع التلاميذ نطقا ، حتى يكتسبوا سليقة ، فبدونها لا يمكن تعلم النحو أو الاستفادة منه.
- المقدمة:
- تعريف النحو:
- النحو من حيث اللغة : يطلق على عدة معان، منها القصد ( نحوت نحوك ، أي قصدت قصدك) ، المثل ( رأيت رجلا نحوك ، أي مثلك)، الجهة ( ذهبت نحو البيت، أي جهته) ، المقدار ( عندي نحو ألف دينار، أي مقدار).
- أما اصطلاحا: فهو معرفة أحكام أواخر الكلمات العربية عند تركيبها، من بناء وإعراب.
- واضعه : المشهور أنه أبو الأسـ ـود الدؤلي ، عندما كان مع ابنته في ليلة مقمرة فقالت له: يا أبتِ ما أجملُ السماء ، فأجابها : نجومُها ، فقالت : أنا لا أستفهم ، بل أتعجب ، فقال : قولي : ما أجملَ ، ثم فزع إلى أمير المؤ مـ ـنين علي - رضي الــ ـله عنه - فخاف على العربية من اللحن ، فقال له : اكتب الاسم و الفعل و الحرف و انحُ هذا النحو.
- و هذا المتن لأبي عبد الـ ـله محـ ـمد بن داوود بن آجروم ، الصنهاجي ، وهو أمازيغي من مدينة فاس.
- المتن:
- قال - رحمه الـ ـله : ( الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع، وأقسامه ثلاثة: اسم وفعل و حرف جاء لمعنى).
- الشرح:
- الكلام لغة يشمل الملفوظ ، و الإشارة و الكتابة ، أما عند النحويين فلا يطلق إلى على ما اجتمعت فيه هذه الشروط الأربعة.
1- أن يكون لفظا: و اللفظ لغة هو الطرح و الرمي ، أما اصطلاحا فهو ( الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية التي تبدأ بالألف و تنتهي بالياء).
2- أن يكون مركبا: يتألف من كلمتين فأكثر ، تحقيقا مثل : (قام الرجل) ، أو تقديرا مثل : ( قم ) ، أي ( قم أنت) ، حيث أننا نقدر الضمير ( أنت).
3- والتركيب المقصود هو التركيب الإسنادي ، إسناد الخبر إلى المبتدأ مثل ( زيدٌ قائمٌ)، أو الفعل إلى مرفوعه ، نحو ( قام زيدٌ)، و ليس التركيب الإضافي مثل ( زجاج نافذة القطار) ، أو المزجي ، نحو ( حضرموت ، أو بعلبك)، فهذا ليس كلاما ، وسيأتي.
4- المفيد : فائدة يحسن السكوت عليها ، حيث لا يبقى المستمع يتشوف إلى ما بعده ، فإذا قلت : ( قام محمدٌ) ، هذا كلام، وإن قلت : ( إذا حضر العشاء) ، فليس كلاما ، لأن السامع يبقى ينتظر .
5- بالوضع: أي بالوضع العربي ، أن يكون بكلمات وضعتها العرب لمعان معينة، فهم يقولون - مثلا - جاء الرجلُ، ( فيرفعون كلمة رجل بالضمة) ، و يقولون: الشجرة لاسم معين، فلا يسمونها أسدا - مثلا-
ملاحظة: أعلم أنكم تستعجلون لتتقنوا النحو ، وتريدون الإعراب بسرعة ، أجيبكم : (لن تتعلموا بتلك الطريقة) ، وأركز مرة أخرى : امتنعوا عن قراءة أي شيء بالدارجة ، ولو رسالة قصيرة ، ولا تكتبوا إلا بالفصحى.
- لا تحرموني من الدعاء والملاحظات.
اكتب تعليقك هنا