أخر الاخبار

إن كنا قد حرمنا مجالس العلم .. فإنا لم نحرم من الكتب .. علموا أبناءكم هذه الأشياء

كتب بعضهم مقالا جاء فيه :

   إنِ استَطعتُنَّ أن تُطعِمنَ أبناءَكُنَّ التَّو حـ ـيدَ الخالصَ، والعقـ ـيدةَ الخالصةَ -عقيدةَ أهلِ السُّـ ـنَّةِ والجـ ـماعةِ- فافعلنَ وإيَّاكنَّ والتَّلهي عنهُ -(عنهُ: أي: التَّعليم)-.


   واقرأنَ سِيَرَ السَّـ ـلَفِ الصَّـ ـالحِ كيفَ كانوا يزجُّون أبناءَهم في مجالسِ وحلقاتِ العلمِ زجًّا، فإن كنا حُرِمنا من تلك المجالسِ؛ فلم نُحرَم من الكُتُبِ فإنَّها مُتوفِّرةٌ غايةَ التَّوفُّرِ ولـ ـلهِ الحمدُ.

   ثلا ثةُ الأصـ ـولِ ، القواعدُ الأربعـ ـةُ، كتابُ التَّو حـ ـيدِ، كشفُ الشُّـ ـبُهاتِ، تعليمُ الصِّبيانِ التَّوحـ ـيدَ، نواقضُ الإسـ ـلامِ، جميعُها لشيخِ الإسـ ـلامِ ومُجدِّدِ الإسـ ـلامِ مُحـ ـمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّـ ـابِ رحـ ـمهُ الـ ـلهُ.

   وأيسرُهم كتابُ تعليمِ الصِّبـ ـيانِ التَّو حـ ـيدَ فقد صاغهُ - رحمهُ الـ ـلهِ - سُؤالاً وجوابًا، ثم الأصـ ـولُ الثَّلاثةُ وأدِلَّتُها، ثم فتـ ـحُ المجـ ـيدِ لشرحِ كتابِ التَّوحـ ـيدِ للإمـ ـامِ عبدِ الرَّحـ ـمنِ بنِ حسنِ بنِ مُحـ ـمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّـ ـابِ رحمهمُ الـ ـلهُ.

   وهُناك أيضًا سُؤالٌ وجوابٌ في أهمِّ المُهمَّاتِ للعلَّامةِ عبدِ الرَّحـ ـمنِ السَّعـ ـديِّ رحمهُ الـ ـلهُ.

   أطعمنَ أبناءَكُنَّ تِلك الكُتُبَ التي ذكرتُ إطعامًا؛ فإن تمَّ ذلك، لتخرجنَّ لنا أشبـ ـالاً وليسَ أبناءًا في الاسمِ فقط ! أشبالاً تقودُ الأُمَّـ ـةَ بأسرِها!

   أخرجنَ لنا أشـ ـبالاً يُعيدوا لنا مجـ ـدًا تليدًا، لا أبناءًا يُدخلونا في ذِلَّةٍ عنيدةٍ!! -كما هو حالُنا اليومَ- أنظُرنَ إلى أربابِ الشَّـ ـهَواتِ -في هذا الزَّمنِ- أنَّى يرجعُ عزُّ الإسـ ـلامِ من هؤلاءِ ؟!!

   رحمـ ـكنَّ الـ ـلهُ فقد حرصَ السَّـ ـلفُ على غرسِ العقـ ـيدةِ الخالصةِ النَّقيَّةِ، والتَّو حـ ـيدِ الخالصِ النقيِّ في نُفوسِ أبنـ ـائِهم مُنذ الصِّغَرِ؛ فبُـ ـهداهُم اقتَـ ـدِينَ.

   ولا تُقصرنَ ذلك على الذُّكورِ فقط، بل والإنا ث؛ علِّموهنَّ على الطُّهرِ، والعَـ ـفافِ، والعِـ ـفَّةِ والحَصانةِ، والرَّزانةِ، والحـ ـياءِ، والوقارِ مُنذ الصِّغَرِ ليفعلنَ - كما ستفعلنَ -.

   والـ ـلهَ الـ ـلهَ في الحـ ـياءِ! فهذَه أُمُّكُنَّ عائِـ ـشةُ - رضـ ـيَ الـ ـلهُ عنها - تقولُ: كنتُ أدخلُ بيتي الذي دُفن فيهِ رسـ ـولُ الـ ـلهِ - صلَّى الـ ـلهُ عليهِ وسـ ـلَّم - وأبي ، فأضعُ ثَوبي ، وأقولُ : إنَّما هو زَوجي وأبي ، فلمَّا دُفِنَ عُمـ ـرُ معهم فوالـ ـلهِ ما دخلتُه إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثِيابي ؛ حياءً من عُـ ـمرَ.
 

وصيَّةٌ أخيرةٌ؛


   فيا حفيـ ـداتِ الصَّحـ ـا بيَّاتِ إيَّاكُنَّ والتَّرفَ ! فإنَّ التِّرفَ تلفٌ للنُّفـ ـوسِ ، واحذرنَ الكَماليَّاتِ، واكتفينَ بالضَّروريَّاتِ ، ولتكُن بيوتُكنَّ عرينًا للأسـ ـودِ والأشبـ ـالِ ، واغرسنَ في أبنائِكنَّ ما ذكرتُ تفلـ ـحنَ ويَفلحوا ونفلحُ! فابذُلنَ وقدِّمنا الغاليَ والرَّخيصَ في تريبتِهم ، وشمِّرنَ عن ساعدِ الجِدِّ ، واقدَحنَ لتربيةِ أبنائِكنَّ الزَّندَ، واستفرغنَ لذلك الطَّاقةَ والجُهدَ.

   ولستُ أُخرجُ من هذه المسؤوليةِ الرِّجالَ، فإنَّه عليهم كما على النِّسـ ـاءِ، بل قد تكونُ مسؤوليتُهم أكبرَ، وأعظمَ.

   والحـ ـمدُ لـ ـلهِ ربِّ العالـ ـمينَ، وصـ ـلَّى الـ ـلهُ على سـ ـيِّدِ المُرسَـ ـلينَ مُحـ ـمَّدٍ وعلى آلِـ ـه وصـ ـحبِه أجمعينَ.

 

إن كنا قد حرمنا مجالس العلم .. فإنا لم نحرم من الكتب .. علموا أبناءكم هذه الأشياء

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -