- السـ ـلام عليكم أحبتنا الأوفياء ، تحية ملؤها الود والصفاء ، وأتمنى لكم السعادة والهناء ، وأبعد الـ ـله عنا وعنكم كل داء ، وكيد البغـ ـاة الأعـ ـداء .
- كما وعدت بمنشور أشرح فيه منشورا سابقا: ( كثير من الناس يدعي أنه يحب ، والقليل من يعرف معنى الحب، أقل القليل من يصدق في حبه).
- هذه الكلمة التي ألفت حولها القصص وكتبت فيها الأشعار، هذه الكلمة التي إذا ذكرت تذكرنا قيسا و ليلى وجميلا و بثينة، و عنترة وعبلة، ذكرنا عبارات الود و المحبة والهوى ،والجوى. و الهيام و الغرام والعشق و الشوق و الشغف ، لكن هل معرف حقا معنى الحب؟
- إذا ذكرنا الحب، لم نذكر إلا علاقة جياشة بين رجل وامرأة يتوق كل منهما إلى الآخر، و أهملنا معنى الحب العام الذي نسميه ( المحبة ).
- الحب يشمل حب الـ ـله و حب نبيه - صـ ـلى الـ ـله علـ ـيه و سـ ـلم - و الأصفياء والوالدين والأولاد و الأصدقاء ، و يدخل في ذلك الحب بين الرجل والمرأة ، قبل الزواج أو بعده ، وهذا الذي نركز عليه.
- الكثير يدعي محبة الـ ـله وهو يشـ ـرك به و يصد عن ديـ ـنه ، والكثير يدعي محبة النبي - صـ ـلى الـ ـله عـ ـليه وسـ ـلم - و هو يحارب سنـ ـته و يستهزئ بهـ ـديه، والـ ـله - تعـ ـالى - يقول: ( قل إن كنتم تحـ ـبون الـ ـله فاتبعـ ـون يحببكم الـ ـله)، فمن ادعى حب الـ ـله عليه أن يتبع رسـ ـوله - صلى الـ ـله عليه و سـ ـلم - و لمن يدعي حب النـ ـبي - صـ ـلى الـ ـله عليه و سـ ـلم - نقول : هل آمـ ـنت به ؟ هل حققت شـ ـهادة ( أن محمدا رسـ ـول الـ ـله)؟
- إن شهـ ـادة ( أن محـ ـمدا رسـ ـول الـ ـله) لها شروط أربعة ، وهي : 1- التصـ ـديق بما أخبر، 2- وفعـ ـل ما أمر ، 3- الانتهاء عما نهى عنه و زجـ ـر 4- لا يعبد الـ ـله إلا بما شرع.
قال الشـ ـا فعي - رحـ ـمه الـ ـله -
تعصي الإلـ ـه وأنت تزعم حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
- كذلك بالنسبة للعلماء والشـ ـهد اء ، والصـ ـالحين ، عوض أن نتبعهم وننحو نحوهم و نحافظ على أمانتهم ، ابتدعنا لهم المـ ـوالد و المـ ـوائد ، والتماثيل و القصائد التي لا تخلو من الغـ ـلو والشـ ـرك ، حتى قال أحدهم ، يمدح النـ ـبي - صـ ـلى الـ ـله عـ ـليه وسـ ـلم -
فإن من جـ ـودك الدنـ ـيا و ضـ ـرتها
ومن علـ ـومك علم اللـ ـوح والقلم
- كذلك ندعي حب الوالـ ـدين ، والكثير يعـ ـقهما وينهـ ـرهما ، ولا يستمع إليهما ، ثم يصور نفسه يقبل قـ ـدم والدته، أو يبكي عليها حين تمرض، أو يقيم مـ ـأتما كبيرا عند موتها ويطعم الطعام ابتغاء مـ ـدح الناس.
- كذلك تدعي الزوجة حب زوجها ، وهي تسوقه إلى نـ ـار جـ ـهنم، فتحرضه على أمه و أبيه ، و أخته وأخيه ، و أقربائه وذويه، وكذلك الزوج يهين زوجـ ـته أمام أولادها ، ويسـ ـبها و يشتمها، والأدهى أن يستولي على راتبها إذا كانت عاملة ، و يحملها ما لا تطيق ، يعملان خارج البيت ، وهي تشقى أيضا داخله وتهتم بالاولاد والغسل والطهو ، أما هو يشقى في المقاهي و الملاهي [على سبيل الهزء]، ثم يدعي أنه يحبها.
- هذا المقال كتبته منذ سنتين ، مع تعديل طفيف.
اكتب تعليقك هنا