العَـقِـيـدة : عـبدُ الغـنِيّ الخَطِيبُ ← لـوْ أنّ أحدنا كـا ن حا ئِراً في بَـيْـداءَ (صحراءَ) واسِعـةٍ ، ثـمّ وَجـدَ على حِـيـنِ غِـرَّةٍ ( على غـفْـلةٍ ) بَـيْـتـاً أنِـيـقـاً بَهِـيجاً ، تَـكْـتـنِـفهُ الأشجارُ الـمُـثـمِرةُ ، وتحـوطهُ النبا تاتُ المُزْهِـرةُ ، فهـل يَعْـتـقِـدُ أنّ هـذا بُـنِـيَ مِـن غــيــرِ بـا نٍ ، وأنـهُ لـيــسَ لـهُ مـا لِـكٌ أو صـاحـب ؟ فـكـيْــفَ يَعـتـقِــدُ مُـعْـتـقِــدٌ أنّ هـذا الـكـون بما فـيهِ من بِـناءٍ ها ئـلٍ ، وتكـوِيـنٍ مُحْـكمٍ رهِـيـبٍ فـيه أجْـرامٌ ضَخْمة ومَوْجوداتٌ فخْـمة ، لا يَحُـدّها حَـدّ ، ولا يُـحْـصِـيـها عَـدّ ، أنهـا وُجِـدَتْ مِـن غَـيْـرِ موجِـدٍ ، ألـيـسَ في هـذا الاعْـتِـقادِ احتـقارٌ للعَـقـلِ ؟ •
من كـذّبَ رَسولا واحداً فـقـد كـذبَ جَـمـيـعَ الـرّسُـلِ ، لأنـك لو فـرَضْـتَ أنّ جَـماعـة من الـنّـا سِ جـاءوا بِـخَـبـرٍ واحـدٍ مُـتّـفِـقـيـن عـلـيْهِ ، وكـذّبْـتَ واحداً مِـنـهُـمْ في هـذا الخَـبَـرِ با لـذاتِ ، فـكـأ نّـك قد كذبت الجميعَ في هذا الخبر، وتكذيب رسول من هؤلاء الرسلِ ، هو كفر باللهِ وبجميعِ رِسالاتهِ •
صعْـبٌ على كـثِـيرٍ من الـفلاسفة أن يَـفهَـموا معنى إيجاد الموجود من العدمِ ( الذي هو عدم الوجود ) . إن كيفية الإيجاد من العَدمِ هو سرّ الخلق الإلهي . وزمانُ العدمِ يَمـتـدُّ من الأزلِ إلى ابتداءِ زمن الوُجودِ •
لو كان القضيب من العظم لأضرَّ بالمرأةِ ضرراً بالغاً ، ثمّ أضرّ بالـرّجلِ أيضا في قِـيامهِ وقعـودهِ ونومهِ ، ولأحْـرَجهُ . ولو كان هـذا العضو في غـير هـذا المكانِ من الجسمِ ، لما أمكن ستـرهُ وإخفاؤهُ ، ولكان منظرهُ مما يُـثِـيـرُ الاشْـمِـئْـزازَ والـتّـقـزّزَ •
والحكمة من وجودِ الأنف فوق الفم هي أن يشم الآكلُ اللقمة قبل قذفها في جوفه ، حتى إذا كانت عفنة وفاسدة ألقاها ولم يأكلها •
تطـرُدُ الـرّياحُ الحـرارة مِن مَـناطِـقِ الصّحْـراءِ الـمُحْـرِقـةِ ، والأغْـوارِ الـمُـنْـخَـفِـضَـةِ ، ولـوْلا حَـرَكـة الهَـواءِ لازْدادتِ الحَـرارة في هـذهِ المناطِـقِ الحارةِ سَـنة بَعْـدَ سَـنةٍ . والـرّياحُ تُطهِّـرُ الـمَـناطِـق العَـفِـنة والـمَوْبوءَة وتُـشـتّـتُ شـمْـلَ الجَـراثِـيـمِ ، وتـنْـقلُ مادة الـلـقاحِ في الـنـباتات من ذكـورهِ إلى إنـاثـهِ فـتُـنْـتِـجُ بِـسَـبَـب ذلِـك ، وتُـلـقّـحُ الـسَّـحابَ أيضاً ؛ ﴿ وأرْسَـلـنا الـرّياحَ لـواقِـحَ فـأنـزلـنا مِـنَ الـسّـماءِ ماءً ﴾ .
عدد صفحات الكتاب هو : 212 صفحة
 |
| تلخيص كتاب : " العقيدة في ضوء العقل والعلم " / تأليف : عبد الغني الخطيب |
اكتب تعليقك هنا